Tuesday 8th july,2003 11240العدد الثلاثاء 8 ,جمادى الاولى 1424

     أول صحيفة سعودية تصدرعلى شبكة الانترنت

29/2/1390هـ - الموافق 5/5/1970م - العدد 292 29/2/1390هـ - الموافق 5/5/1970م - العدد 292
جلالة الملك فيصل يفتتح الملعب الجديد بالملز
خالد الفيصل نموذج حي للشباب العامل.. جلالته يسلِّم الكأس للأهلي

وصف وتعليق: راشد الحمدان:
افتتح جلالة الملك المعظم الجمعة الماضية ملاعب الملز الجديدة. كانت أول كلمة قالها جلالته: بسم الله.. ومع انطلاقة هذه الحروف العظيمة من جلالته.. تنطلق حركتنا الرياضية موفقة بإذن الله في طريق رسمه الفيصل، ونفذه أحد أبناء شعبه المخلصين.. وابنه خالد الذي كان بحق وراء كل خطوة أبرزت هذا المشروع، ودعم جهده بآراء معالي وزير العمل وتوجيهاته.. وانطلقت هذه الجهود مجتمعة لتقدم لعالم الرياضة في بلادنا أول مبنى جبار استهلك ما يقارب الخمسة ملايين.. ولاشك أن هناك خطوات وخطوات.. واذا كانت قفزاتنا بهذا الشكل، وبهذا العنف وبهذا الادراك والتنسيق، فلا شك، أن الزمن سيلهث من ورائنا..
وبعيدا عن الخداع والمواربة يجب أن نقف لحظة نحيي أحد شبابنا المخلصين.. ليس لانه ابن الملك القائد.. ولكن لانه الرجل الذي زادت الشمس سمرته.. ورغبته محبة البلاد وأهلها عن أهله وأطفاله ومعيشته فبقي الايام مداوما في الملعب يرقب عن كثب كل ما يجري.. ويأخذ ويعطي.. ويعلق عقاله في مكان محترم.. ليلملم غترته فوق رأسه بجد.. ولينصهر في بوتقة العاملين وليواجه جماهير الجمعة ويشهدهم بأن هذه المظاهر العظيمة لم تكن وليدة يد ساحر بقدر ما كانت وليدة قلب نابض فبرز البناء الكبير.. يوشيه الجهد المبذول، وأتت الجماهير زاحفة لتشهد صدى القرار ولتسمع بآذانها صرخة الوليد، تجلجل في سماء الرياض تعلن عن ميلاد ابن بكر.. كأنما صرخته تلك رد فعل رائع.. هكذا الرجال.. والا فلا.. وكأني بالشاعر القديم ما قال بيته الا وهو يعني أحد أبناء القرن العشرين:
أتته «الرعاية» منقادة
اليه تجرجر أذيالها
فلم تك تصلح إلا له
ولم يك يصلح إلا لها
وفي الحقيقة أننا يجب أن نتحدث كثيرا عن هذا المشروع.. وعن نظامه.. وعن الرجال العاملين فيه.. واذا كان جلالة الملك المعظم قد قدرهم بأوسمة..وبرضاه.. فأعتقد أن الحروف التي نخطها لا تقف شيئا بجانب تقدير جلالته.. ان رشيد دشان.. وعرفان أوبري.. مطلوب منهما مضاعفة الجهد.. إن رشيد بحق كان دينموا فعالا.. كان شرارة.. واذا كان قد نال ثقة رجل الرعاية فلا ينسى أن هذه الثقة قد وصلته للثقة الكبرى والتي نال منها وسام التقدير وكذلك زميله عرفان.. ولا شك أنهما مدركان أبعاد هذه الثقة وأهدافها.. واذا كان الوصول للقمة شيئاً صعباً.. فأعتقد «ومعي الكثيرون» أن الانحدار شيء بسيط..
* المباراة..
تقاطرت الجماهير الى الملعب في وقت مبكر.. يحدوها أمل باسم بميلاد أول ملعب كبير في بلادنا ويحملها بشوق إلى رؤية لعبة جميلة لبطلين كبيرين.. الشباب والأهلي..
وبحق كانت مباراة رائعة.. وسريعة، وخطافة للمشاعر وللأحاسيس.. وخاصة من جانب الشباب.. حيث كان التركيز من أول اللعب رائعا وخطرا بفضل ايجابية العميل، وفعالية البريك.. وتحكم الوسط.. وعطاء الجمعان.. وكان العامل المشلول هو الجناح اليمين عبدالرحمن ابراهيم الذي ابتدأ اللعبة انتهى منها وهو في مستوى واحد.. بطء شديد.. وسوء تخلص من الخصم.. ودوران بالكرة.. وتأخير.. وكان الأولى أن تكون التجربة الاولى للصاروخ وازداد عبدالرحمن ابراهيم سوءا في الاشواط الاخيرة.. ولم يجد الصاروخ بعدئذ تمركزا سليما وجيدا بسبب تعب البريك.. وسوء عطاء عبدالرحمن.. وكان لخروج العميل أثر كبير في ضعف الهجمات الشبابية.
أما عن الأهلي فقد كانت الهجمات السريعة من العميل والبريك والجمعان لها أثر ظاهر على اهتزاز منطقة الدفاع الاهلاوية التي سرعان ما تعود للتماسك.. وخاصة من جانب البريك الذي أرعب اليحيى كثيرا.. وأحرج عبدالرزاق.. الا أن ضخامة الاجسام الاهلاوية ساعدت على ضياع الجهد الشبابي.
وكانت الهجمات الاهلاوية خطافة.. وخطرة.. لم تكن تشبه الهجمات الشبابية بحيث تكون مكررة وسريعة.. بل كانت تأتي بعد حين.. ولكن لها خطورة شديدة.. لولا يقظة صادق ورباطة جأشه.. وبرود أعصابه.. فقد استطاع أن ينقذ فريقه من عدة أهداف.. من الكبش والبركي وساعد..
أما عن الراجخان.. فلم يكن شيئا.. وكان الخوف يسيطر عليه.. ولم يكن له سوى واحدة شاتها من بعيد على ارتفاع كبير.. أما باقي محاولاته.. فقد كانت تموت على قدمي نادر الحسن وسيف والبريهي.
كان اللعب بحق للشبابيين.. كانوا شعلة.. وكانوا سريعين في الهجمة.. وسريعين في التنظيف فقط من جانب الخنيزان الذي كان يبطئ في التنظيف أحيانا..
عند بداية المباراة.. حصل فاول لصالح الشباب وقد استغله الشبابيون بشكل خطأ.. وكان الأولى أن يستعمل بطريقة أخرى تماما كما فعل الراجخان في الفاول الذي حصل على الشبابيين وكان الأولى أن ترسله قدم نادر، على الاقل لجس النبض.. ولم يكن طابع اللعبة في بدايته عصبيا.. فقد كان عامل الاصرار على الكسب والثقة المتناهية بارزين في المجموعتين.. ولكن يبدو لي أن هذه الاشياء لاتلبث أن تتلاشى أو على الاقل تهتز.. وكان للكرة التي استلمها العميل من الجمعان.. وجنح بها.. ثم عكسها قوية لتتعدى خط الست.. ولترجع من عبدالرحمن ابراهيم لمنتصف الثماني عشرة لتجد الجمعان ويشوتها بعنف بعد أن ترك أحمد عيد القون مكشوفا نتيجة خروجه غير المؤقت، كانت هذه الصورة والتي اهتزت لها المدرجات أيضا.. كانت وسيلة هزت مجموعة الاهلي وقتا ما.. وأضاع الشبابيون فرصة لم يعوضوها.. كانت الهجمات متبادلة.. ومتقاربة.. الا أن الهجمات الشبابية كانت أسرع وأخطر الا أن خطورتها كانت تموت على قدم عبدالرزاق والصومالي.
ورغم ضخامة أجسام الاهلاويين وخاصة منطقة الدفاع الا أنه كثرت اصاباتهم وشوهت وجه المباراة.. ولعلها كانت اصابات من النوع الذي يكفيه حبة أسبرين.. بعد خروج العميل كما قلنا حدثت فجوة نكاد نسميها «نفسية» فقط.. وان كان صالح صاحب قيادة مبرزة في هذه اللعبة.. ولكن الطابع النفسي لخروجه جعل المدرب بخيت يشير على راشد الجمعان أن يساعد الوسط.. وفي نفس الوقت يساعد الجناح، وأحيانا يلعب جناحا.. ولذلك فقد ضاع جهد راشد.. وكاد يضمحل.. وأصبحت كراته للبريك تنتج أحيانا.. وتموت أحيانا.. وكان لهذا الثنائي المتشابه في المهارات والطول وكذلك العرض أيضا أثر كبير في هز عبدالله يحيا وعبد الرزاق.. الذي حملهما على استعمال طولهما وضخامة جسميهما في التخلص من هذين الصغيرين.. الا أنهما كانا يصمدان بشكل محير.. أما الكبش فقد كان بحق هو المنطلق الوحيد الذي شكل أكثر من خطورة على المرمى الشبابي، الا أن سعدا كان له بالمرصاد.. وكان الكبش يحاول تعويض انعدام فعالية الراجخان، الا أن سعدا أيضا أحرجه كثيرا.. مما جعله يغير للجناح اليمين.. هذا المركز الذي لم يرتح له كما يظهر فعاد إلى مركزه..وانتحر أكثر من مرة حتى حقق أمنيته.. وأصبح أول لاعب هز شبكة الملعب الجديد.
كثيرون من الناس رشحوا الاهلي مسبقا.. وكثير منهم أيضا رشح الشباب.
الاول لإمكانياته.. وعدم قصور أي شيء على اللاعبين، والثاني لاستبساله وطموحه واصراره وفعلا فقد رأينا الشباب يلعب مباراة العمر.. ويسجل نفسه من جديد في قائمة الفرق القوية العنيدة وأعتقد أن نتيجته هذه لن تؤثر عليه مستقبلا.. ولقد برز الشبابيون بوجه جديد سواء في الحركة السريعة، أو التمركز الجيد.. وقد وجدت ثغرات في دفاعه.. وضعف تمركز في هجومه.. وخاصة في الجانب الأيمن.
أما الأهلي.. فقد لعب بالصورة نفسها والتي نراها دائما.. لعب لعبا عاديا، الا أنه أتسم بالغزو المركز والسريع.. واتسم بسوء استغلال كثير من «الكور» الخطرة والتي كانت تشبه الانفراد بالهدف.. وكان صادق يقظا، واستطاع أن يبعد الخطر عن شباكه، الا أن تماسك دفاع الاهلي ازداد قوة في النهاية.. وضاعت خطورة الصاروخ نتيجة بطء عبدالرحن ابراهيم، وسوء توزيع سيف أحيانا، وبروده المتناهي.
وكان عبدالرحمن ابراهيم كما قلت بطيئا حتى في التخلص من قدم المدافع بعكس البريك الذكي والذي كان يحسب حسابا لتلافي قدم المدافع من أن تعرقله وتضيع عليه الهجمة.. في الحقيقة كانت نقطة الضياع في الهجوم الشبابي هي عبدالرحمن ابراهيم.. وكان على غير عادته.. ولقد ساعد الطالع السيئ على هزيمة الشباب باصابة العميل في وقت من أحرج الاوقات..
بخيت ياسين مدرب الشباب لا ألومه على الهزيمة.. اذ إني حقيقة لا أسميها هزيمة.. بل أسمي تلك النتيجة كسباً للأهلي.. أما الشباب فقد كسب السمعة الحسنة أما عن الاهلي فهو الآخر له رجاحة ثقيلة.. ولعل المدربين الثلاثة.. والإدارة الحكيمة ساعدت على ذلك.. فقد برز الاهلاويون بالشكل الموحي بالرسوخ.. الا أن الفنيات والتي تجعل الجماهير تطرب كانت منعدمة.
وكان البريك وراشد الجمعان من أبرز المجموعة الشبابية في هذا المجال.. الاول بحركاته «اللولبية» والتي كثيرا ما خدع بها عبدالله يحيى وعبدالرزاق وأحرجهما.. والثاني بتفكيره الحاضر.. بسرعة بديهته في الأخذ والعطاء الكروي.
هذه الصور أو الملامح لم نجدها عند واحد من الاهلاويين.
بدأ الدفاع الشبابي في الاهتزاز.. وخاصة بعد أن أحرز الاهلي أكثر من أربع «كورنات» متتالية.. وأصبح وسط الاهلي أقرب للهجوم منه للدفاع.. كما كان دفاع الاهلي متقدما بعض الشيء.. مما ساعد على وجود ضغط على المنطقة الشبابية.. أثر هذا الضغط.. وبرز هذا التأثير في تعدد «الكورنات».. ولا شك أنها قد أثرت أيضا في نفسيات الشبابيين ولم يستفد الشبابيون من الصاروخ كما كان متوقعا..أولا لسوء انسجامه مع عبد الرحمن وثانيا لعدم تمويله رأسا بالكرة من قبل خط الوسط بالشكل المرغوب.. اذ كانت الكرة تذهب لعبدالرحمن ليرجع بها إلى الوراء.. وليقف قليلا ثم يهجم بها وتضيع..
أما الاهلاويون فقد استفادوا من السمان والهدار.. وكان هذان اللاعبان خيرا من سابقيهما حيث كان ساعد رزق كما يبدو لي في حالة غير استعداد.. والبركي كان بعيدا عن المجموعة وضاع طابع الفعالية والانسجام.
واذا كان هناك من نجوم في المباراة فأضع في القمة صادق والبريك ثم عبدالرزاق أبو داود والكبش.. ليأتي بعد هؤلاء الجمعان فقط.. أما أحمد عيد فلم تكن الكرات التي أمسك بها في درجة «الكور» التي أمسك بها صادق. الحكام الدوليون الثلاثة كانوا موفقين.

 

 

[للاتصال بنا] [الإعلانات] [الاشتراكات] [الأرشيف] [الجزيرة]
توجه جميع المراسلات التحريرية والصحفية الى chief@al-jazirah.com عناية رئيس التحرير
توجه جميع المراسلات الفنية الىadmin@al-jazirah.com عناية مدير وحدة الانترنت
Copyright, 1997 - 2002 Al-janirah Corporation. All rights reserved