* لقاء أجراه عليان آل سعدان:
العمل يبدأ بعد التقاعد وبدر الدين التركي أحد رجال الأعمال الناجحين بالطائف خيرمثال على هذه المقولة، فبعد مرحلة طويلة من العمل العسكري والدبلوماسي والتقاعد فيما بعد لم يذهب إلى بيته للراحة وكافح وعمل وطرق أبواب التجارة بفتح صيدلية مشهورة أطلق عليها اسم العلمين توالت بعدها المشاريع في كل المجالات التي تهم المنزل بالدرجة الأولى والمرأة بالدرجة الأخرى وقطع مسافات طويلة بالسفر إلى خارج المملكة والتعاقد مع المصانع والشركات العالمية لاستيراد كل ما تحتاجه الأسرة والمجتمع وحدد شعاراً مميزاً تحت اسم (سنترمان) على مبيعاته التي يستوردها من الخارج مثل مكائن الخياطة ومتطلباتها من قطع الغيار والصيانة والبطانيات والأحذية والساعات حتى امتدت شهرته لكل منطقة من مناطق المملكة وافتتح فروعاً في العديد من مناطق المملكة تلبية لرغبات زبائنه وتوفير كل احتياجات منازلهم في المناطق التي يعيشون فيها. ومن هنا بدأ العمل الجاد الذي لا يتوقف بعد تقاعده بعد رحلة طويلة من العمل في المجالات العسكرية والدبلوماسية لخدمة دينه ومليكه ووطنه.
وفي حديث لملحق الجزيرة تحدث الشيخ بدر الدين التركي وقال: كان يمكن لي بعد التقاعد أن أرتاح في منزلي مع زوجتي وأبنائي حتى تداهمني الشيخوخة عندها لن أستطيع أن أفعل شيئاً. لكن عندما شعرت بعد التقاعد أنه لا يزال بإمكاني مواصلة العمل والعطاء بدأت أفكر كيف أستفيد من رأسمال بسيط جداً لا يذكر اليوم للإسهام في خدمة هذا الوطن بالدرجة الأولى وتوفير المستقبل لأبنائي وبناتي مستقبلاً. وبرغم تخوف زوجتي آنذاك من الوقوع في الخسائر وبالتالي فقدان رأس المال البسيط فقد توكلت على الله ووضعت ما تحتي وما فوقي بافتتاح صيدلية متواضعة آنذاك كانت هي الأولى من نوعها بالطائف حققت نجاحاً كبيراً جداً و منها انطلقت شهرتي وامتدت سمعتي عند الناس وبعد هذه الصيدلية التي شهدت تطوراً فيما بعد توسعت في افتتاح مشاريع أخرى استهدفت من خلالها متطلبات واحتياجات المنزل العائلي بالدرجة الأولى واحتياجات المرأة بالدرجة الثانية وخاصة في مجال الخياطة والتطريز. وسافرت إلى مختلف بلدان العالم واستوردت مكائن الخياطة المشهورة بكافة أنواعها ووفرتها في السوق المحلية مع كافة قطع غيارها وتوسعت تجارتي في هذا المجال وغيره وتميزت كثيراً في استيراد أنواع متميزة من الأرز والشاهي الأخضر المعروف الذي تمكنت من خلال هذا النوع من الشاهي الأخضر من منافسة شركات كبرى متخصصة في أنواع أخرى للشاهي وفي هذا المجال بالذات يسرني أن أسرد عليكم قصة واقعية حدثت لي قريباً جداً فبحكم موقع محلي التجاري بجوار مستشفى الملك فيصل بالطائف أشاهد من حين لآخر رجلاً تقوده ابنته ومعتمداً على عكاز، انحل جسمه تماماً وبدأت عليه علامات الشيخوخة مبكراً. وفي أحد الأيام ترقبت له حتى شاهدته يمر من أمام محلي ومعه ابنته متكئاً عليها وعلى عصاه وفي يدها كيس من أنواع العلاجات متجهين لمراجعة مستشفى الملك فيصل. وسألته عن حاله وأحواله فتشهد وقال إنه مرض السكر ادع لنا بالشفاء وطلبت منه الاطلاع على أنواع الأدوية التي يستخدمها ووجدتها كثيرة جداً أضرارها أكثر من فائدتها صحياً وقال إنه يراجع هذا المستشفى منذ حوالي 5 سنوات وحالته تزداد سوءاً عندها طلبت منه أن يوقف تناول هذه الأدوية فوراً وأعطيته كرتوناً من الشاهي الأخضر وطلبت منه شربه والانتظام على الطريقة التي ذكرتها له وبالفعل أخذ هذا الرجل كرتون الشاهي الأخضر وعاد لقريته وبدأ في اتباع الطريقة التي وصفتها له وبعد حوالي سنة كاملة تفاجأت بهذا الشخص الذي كان يسير متكئاً على كتف ابنته ومعتمداً على عصاه يدخل علي في مكتبي بمفرده وقد تحسنت صحته كثيراً واسترد عافيته. وفي حقيقة الأمر أنني لم أتعرف عليه جيداً إلا بعد أن وضح لي الأمر فحمدت الله وشكرته أن وفقني لذلك وعرض علي هدية ثمينة جداً رفضتها مشكوراً بحجة أن ما عملته لوجه الله هديته هي الحسنات عند الله.
وأكد بدر الدين التركي الذي سرد هذه القصة الواقعية ليس من باب الدعاية والإعلان فشعار الصدق في القلوب حقيقة هذه الواقعة عن فوائد الشاهي الأخضر.
|