السياحة الداخلية في عمومها كسب للوطن وللمواطن، فهذه البلاد خصها الله تعالى بالأمن والأمان وإقامة شعائر الدين والحفاظ على المبادئ والقيم السامية وتقاليد أهل هذه البلاد الموروثة وهذا مما لا يتأتى في أي بلد آخر إلا لأبناء هذا الوطن.
كما أن سلامة الفكر والسلوك والثقافات المكتسبة أكثر أماناً في هذه وإن كنا أصبحنا نعاني من الانفتاح الإعلامي بأنواعه إلا أن وضع ذلك تحت السيطرة الذاتية يحقق دون شك نسبة عالية من الأمان الفكري والسلوكي والثقافي.
ومناطق السياحة في هذه البلاد قادرة على استقطاب جميع السياح والمصطافين من أبناء هذه البلاد ودول الخليج المجاورة وبلاد العالم الآخر الراغبين في قضاء سياحتهم في هذه الديار الطيبة مع توفر عناصر السياحة المختلفة.
ومحافظة الطائف هي من أكبر المناطق السياحية في المملكة وأوسعها وأكثرها استيعاباً مع ما تتمتع به من روعة الجو وجمال الطبيعة واعتدال المناخ وتعدد مواقعه الطبيعية المختلفة والتي تحقق تناسقاً جميلاً وتكاملاً فيما بينها، فهناك الجبال الشاهقة بطبيعتها الخضراء الخلابة وأجوائها الباردة المريحة وهناك الهضاب الرشيقة والوهاد المنبسطة بأجوائها المعتدلة وهناك الأودية المتعددة بمزارعها المثمرة وإنتاجها المتميز من جميع الفواكه والثمار الصيفية النادرة التي لا تتوفر إلا في الطائف وما حولها بأنواعها المتميزة وطعمها الذي لا يتوفر في نظائرها وكذلك الخضروات المتنوعة التي تنتجها الطبيعة البكر المتجددة.
والطائف بموقعها المتميز المتوسط بين مناطق المملكة وملتقى الطرق وكذلك موقعها المجاور لمكة المكرمة القريب من المدينة المنورة يضفي على تلك السياحة شيئاً مهماً لدى السياح والمصطافين وانتقالهم بين الطائف والمدينتين المقدستين بيسر وسهولة بطرق سريعة نادرة وخدمات متواصلة.
وإذا كان الله قد أنعم على الطائف وضواحيها بتلك المميزات النادرة فإنها قد حظيت كلك بتطور واسع في مرافق السياحة المختلفة من الحدائق الغناء والمدن الترفيهية والمنتجعات السياحية في أجمل المواقع.
كما تتميز الطائف بذلك الوجود المتميز لرجال العلم من أصحاب الفضيلة العلماء ومن المثقفين والمفكرين مما يجعل من السياحة العلمية والفكرية العامة ثروة تضاف إلى تلك الثروات بالإضافة إلى المخيمات الدعوية. والأنشطة الرياضية والتسويقية العامة. والتي عنيت بها لجنة النشاط السياحي وأولتها اهتماماً كبيراً متطوراً كل عام.
وإذا كان لي من توصية هنا فإنني أدعو إلى الاهتمام بالشباب بشكل خاص في جميع مناطقنا السياحية واحتضانهم وإيجاد الأماكن المناسبة لهم وتفعيل البرامج التي تتوافق مع رغباتهم وأنشطتهم العامة في حدود الضوابط الواقعية التي تجلب لهم النفع والفائدة واستثمار طاقاتهم فيما ينفع ويفيد لأن هذه الشريحة الهامة في حاجة إلى التوجيه السليم والاحتواء وإلى الإرشاد والأخذ بأيديهم وأفكارهم بعيداً عن المؤثرات الضارة والهدامة وليكونوا عنصر بناء في صرح هذا الوطن المعطاء... وهذه مسؤولية عامة يجب أن تشترك فيها جميع الجهات لأن المسؤولية مسؤولية مشتركة فهذه الدولة قامت على العدل والبناء والتنمية الحضارية المطردة والتي يمثل عنصر الشباب جانباً هاماً ومؤثراً وفاعلاً من جوانبها.
إن من نعم الله العظيمة على هذه البلاد وأهلها أن هيأ من الأسباب ما يجعل القادمين سياحياً إليها من أبنائها أو من غيرهم في راحة وطمأنينة وتوفر لجميع مطالب الحياة المعيشية والإيوائية والخدمات بأنواعها. وهذا فضل من الله تعالى ثم من القائمين على الأمر فيها من ولاة الأمر والعاملين معهم في خدمة البلاد وأهلها، والله الهادي إلى سواء السبيل.
(*)المشرف العام على فرع جامعة أم القرى بالطائف
|