Tuesday 8th july,2003 11240العدد الثلاثاء 8 ,جمادى الاولى 1424

     أول صحيفة سعودية تصدرعلى شبكة الانترنت

رويدا عيسى النويصر لـ « الجزيرة » البيئة المتكاملة حق للجميع رويدا عيسى النويصر لـ « الجزيرة » البيئة المتكاملة حق للجميع
جامعاتنا ومدارسنا تتحمل مسؤولية عزلة أطفالنا المعاقين وكذلك الإعلام

* جدة - خالد الفاضلي:
فتحت سيدة الاعمال رويدا عيسى النويصر نار الحديث الهادىء على جهات حكومية وخاصة تتشارك في تحمل مسؤوليات تأهيل المعاقين، واوضحت ان تفعيل مشروع دمج الاطفال المعاقين في المدارس يتطلب تنفيذ توصيات متعلقة اولا بتطوير آليات اعداد المعلمين.
وطالبت رويدا النويصر الجامعات بزيادة اقسام تدريب طلاب متخصصين في مجالات تربية ذوي الاحتياجات الخاصة، مع السعي نحو تأهيل كوادر بشرية معلمين ومعلمات قادرة على ادارة فصول مدرسية مطورة تضم ذوي الاحتياجات خاصة مع تلاميذ يتمتعون بكامل قواهم الجسدية والعقلية، واشارت في حديثها مع «الجزيرة» الى اهمية تأسيس بروتوكول واضح لمشروع الدمج يعتمد على تبسيط الاساليب وتكثيف التدريب.
وشددت رويدا النويصر على ان اخراج ذوي الاحتياجات الخاصة من عزلتهم يعتبر اهم متطلبات «الدمج»، ويستوجب تنفيذ برامج ترفيهية وتدريبية داخل مدارسهم، وبناء جسور ثقة ذاتية تمنحهم قناعة وتعايش مع واقعهم وقدراتهم تمهيدا لفتح ابواب المجتمع الكبير امام بصرهم وبصيرتهم، وبالتالي توثيق الصلة بين المعاق ومجتمعه بحسب اشارتها وفي ذات السياق، رمت رويدا سؤالاً على طاولة النقاش مع الجهات المعنية يقول بشكل مباشر يجب ان نتوصل مبكرا لنوعية الدمج، هل هو دمج اكاديمي ام اجتماعي؟
وحذرت رويدا من ان تتورط المدارس المعنية بمأزق «الدمج الصوري» مشيرة الى ضرورة تفعيل التجربة بمنح الطفل المعاق مساحات كافية من التفاعل الاجتماعي اليومي بما فيهم صغار الاطفال من اجل جني مهارات اجتماعية اولا ثم تعديل الاتجاهات السلبية ثانيا. واشارت الى انها تعتب على كل من يفهم «الدمج» على انه مجرد حشر اطفال من ذوي الاحتياجات الخاصة عقليا مع طلاب عاديين، واوضحت ان الهدف مساعدتهم للنمو اجتماعيا وشخصيا من خلال اتصال وتفاعل مع اقرانهم، وقالت هذا يتطلب احداث تغيير شامل في نظام الدراسة، المناهج، اساليب التعليم، طرق تقييم مستويات تحصيل «المعاق والسليم»، مع منح نظام التعليم مرونة تتيح تطبيقاً اجتماعياً اشمل لمفهوم الدمج.
وأكدت على ان الركيزة الأولى هي ايجاد فريق عمل متخصص في مدارس الدمج مع تجهيزها بوسائل وتكنولوجيا تعليم متقدم بما فيها غرف المصادر لتعويض المعاقين عن نقص قدراتهم.
من ناحية ثانية، مالت رويدا النويصر على اهمية استيعاب الآباء والامهات مكتسبات دمج اطفالهم في المدارس التقليدية، مع تحفيزهم على الايمان ان الدمج ينقل ابناءهم الى مراحل متقدمة من الاستقرار النفسي والاجتماعي، ويوثق الصلة العائلية. والمحت رويدا الى وجود قصور في الوعي «العام» بجدوى الدمج، مشيرة الى تحمل وسائل الاعلام جزءاً من العتب نتيجة اغفالها توسيع دائرة توجيه المجتمع وارشاده الى ممارسة تفكير جماعي والاخذ بقناعات جديدة بعيدة عن العطف والشفقة او السخرية المنتشرة سابقا وربما حاليا. كما طالبت رويدا النويصر وسائل الاعلام بحملات اعلامية دورية تساند المعاق وترفع معدلات ثقته بنفسه من خلال توصيل رسالة قوية للجميع تحتوي «لا يوجد فرق».
وقالت رويدا النويصر للجزيرة: الحياة في بيئة اجتماعية متكاملة حق لكل مواطن مهما اختلفت ظروفه ومتطلباته وذلك في سياق حديثها مع الجزيرة عن الدمج بشكله العام، وعن دورها «شخصيا» في تطبيق قناعاتها، مشيرة الى انها تحولت من مرحلة التوعية والارشاد النظري الى مرحلة التوعية بالتطبيق من خلال تأسيسها مركزاً غير ربحي بخصائص تساعد اطفال الاحتياجات الخاصة الممتدة اعمارهم من 6 سنوات الى 10 سنوات على التمتع بحياة و«طفولة سعيدة» طوال السنة بما فيها فترات العطل، وتتوفر فيه كوادر مؤهلة تصهر خبراتها الكبيرة في تدريبات العلاج الطبيعي والنطق. واكدت على انها عندما قررت الانتقال الى مجال خدمة المعاقين عمليا ابتدأت بدراسة تخصص جامعي قريب منهم «بكالوريوس علم اجتماع» ثم اخترت مكاناً يستوعب 80 طفلاً وطفلة، ووضعت في قرارة نفسي قناعة ان الربح التجاري ليس هدفاً وانني سأستمر في تحقيق هدفي وهو في ذات الوقت اسم المركز «الطفولة السعيدة» لكل من يستنجد بي وبفريق عمل اخترته بحذر مشروط بالخبرة فيما علمت الجزيرة ان رويدا النويصر تمارس عملاً خيرياً مستقلاً من خلال مركز الطفولة السعيدة وهو قيامها شخصيا بدفع تكاليف علاج وتدريب الاطفال القادمين من عائلات لا تستطيع الايفاء بفاتورة العلاج رغم انها مكتوبة بحبر غير ربحي.
من ناحية ثانية، تدير رويدا عيسى النويصر مركز «الطفولة السعيدة» المتخصص في تأهيل المعاقين غير ربحي وشامل «6 - 18 سنة للفتيات» و«6 - 10 للفتيان» يستوعب 80، يقبل حالات خيرية، يعمل على مدار العام بما فيها الفترة الصيفية يعتمد علة مبدأ منح كل طفل مهارات اكاديمية، معرفية، ذات ميزات استقلالية لتمكين الطفل ومنحه استقلالية كاملة واعتماد على الذات في مهارات الحياة اليومية الاكل، اللبس، النظافة العامة، اعداد الوجبات، وبقية مهام العناية الذاتية مضافا لها مهارات لغوية، حركية، حسية، اجتماعية تعديل اضطرابات السلوك، العلاج الطبيعي، تربية فنية نشاطات رياضية، رحلات ترفيهية، وكذلك الاجتماع مع اسرة الطفل مرة واحدة على الاقل في كل شهر لتلخيص تطورات حالته لمناقشة آليات تحويل طفلهم الى عضو نافع يتمتع بامتيازاته وحقوقه الاجتماعية، النفسية، الصحية والاقتصادية ايضا.

 

 

[للاتصال بنا] [الإعلانات] [الاشتراكات] [الأرشيف] [الجزيرة]
توجه جميع المراسلات التحريرية والصحفية الى chief@al-jazirah.com عناية رئيس التحرير
توجه جميع المراسلات الفنية الىadmin@al-jazirah.com عناية مدير وحدة الانترنت
Copyright, 1997 - 2002 Al-janirah Corporation. All rights reserved