وزارة الخدمة المدنية.. حققت نقلات جيدة في مجال تعيين وتوظيف الخريجين أياً كانت تخصصاتهم.. وحاولت جاهدة تشغيل العدد الأكبر منهم حسب المتاح في الجهات المعنية.. ووضعت نظماً ولوائح وخططاً لامتصاص أكبر قدر منهم وفق الاحتياج الفعلي.. حتى لا يكون هناك تضخم وتكدس يضر أكثر مما ينفع.
** فيما حاولت وزارة الخدمة أيضاً.. إصلاح أوضاع جميع المعينين على بند الساعات.. فحوَّلتهم إلى وظائف رسمية وفق الشروط والضوابط التي حددت هذا التحول.
** وكان آلاف الشباب والشابات قد عانوا كثيراً من «تعسف» هذا البند وسوئه.. وعلى الفور بادرت وزارة الخدمة المدنية للرفع للجهات المعنية.. محتضنة معاناة هؤلاء الشباب والشابات.. وجاء التوجيه السامي الكريم بالموافقة على مرئيات وزارة الخدمة المدنية.. وبالفعل تنفس الآلاف من الشباب والشابات الصعداء.. وانتهت أوضاعهم.. وحُلَّت مشاكلهم.. وصاروا موظفين فعليين.. وكانت وزارة الخدمة المدنية.. محل شكر وتقدير الجميع على هذه الخطوة المباركة.
** لكن هناك معاناة أخرى ما زالت مستمرة.. وما زالت تؤرِّق مجموعة أخرى ليست قليلة.. من شبابنا وشاباتنا الخريجين الجامعيين وغير الجامعيين.. وهم العاملون على فئات بند الأجور.. يعني على وظيفة «فراشة».
** هناك مئات الخريجين الجامعيين على بند الأجور.. بل إن بعضهم متخصص في المجال التربوي وزميله على المستوى الخامس والسادس وهو على بند الأجور.. بمعنى أنه «فراش» هذا «يصفط» عشرة آلاف.. وهذا يستحي من راتبه.. بل من مسمى وظيفته..!! والمؤهل نفس المؤهل.. والشهادة نفس الشهادة.. والعمل نفس العمل ولا شيء غير أن ذلك معيَّن على وظيفة رسمية.. وهذا على بند الأجور.
** وإلى سنوات ليست بعيدة.. كانوا إذا أرادوا التقليل من شأن الموظف وأنه ليس له أدنى قيمة قالوا «لا يهمك.. تراه موظف على البند».
** هؤلاء.. موجودون كما يبدو بكثرة في وزارة التربية والتعليم.. وحسب ما يردني.. فإن النساء أكثر.. فأين ومتى الحل؟!
** هل يعقل.. أن تستمر لسنوات على هذه الوظيفة المجحفة.. فلا خدمات.. ولا مكانة.. ولا راتب.. ولا أي قيمة أخرى.. وزميلتها تحصل على كل ذلك؟!
** كيف تبقى خريجة كلية التربية المتخصصة في المجال التربوي على بند الأجور وزميلتها على المستوى الخامس؟
** إن المطلوب.. هو دراسة وضع هؤلاء مجدداً.. واحتضان مشكلتهم كما سبق احتضان موظفي وموظفات بند الساعات.. وإنهاء شيء اسمه موظف على بند الأجور أو بند الساعات.. وبخاصة.. المؤهلون «الجامعيون».
** ليس هناك أقسى على الشخص من أن يرى زميله في مكانة وظيفية وهو دونها بكثير.. مع أن المؤهل واحد.. والعمل واحد.. والدور واحد.. وكل شيء واحد.. عدا الامتيازات.
** إننا نطرح هذه المشكلة مجدداً أمام وزارة الخدمة المدنية.. التي حلَّت الكثير من المشاكل الكبرى... وهي أكثر وأكبر من تلك المشكلة..
** ونجزم.. أنه لن يعجزها = إذا اشتهت = فمتى نبشِّر هؤلاء الموظفين والموظفات بانتهاء مشكلاتهم؟!
** ومتى ننقلهم من هذا «البند» بند الفرَّاشات؟! والله سبحانه وتعالى الهادي إلى سواء السبيل.
| 
