Tuesday 8th july,2003 11240العدد الثلاثاء 8 ,جمادى الاولى 1424

     أول صحيفة سعودية تصدرعلى شبكة الانترنت

أضواء أضواء
هل نجح الإسرائيليون في القضاء على الانتفاضة
جاسر عبدالعزيز الجاسر

خارطة الطريق.. وقف إطلاق النار.. هدنة الثلاثة أشهر.. كيف ينظر إليها الإسرائيليون هل هو انتصار إسرائيلي.. وأنهم أي الإسرائيليون قد نجحوا في وقف الانتفاضة كما يدَّعي موشيه يعلون رئيس الأركان الإسرائيلي..؟!
كتَّاب المقالات والساسة في الكيان الإسرائيلي لا يوافقون يعلون في رأيه.. وهم وإن وافقوه على أن الانتفاضة متوقفة الآن.. إلا أنه وقفٌ وقتيٌّ.. ويذهب أكثر من 73% من الإسرائيليين حسب آخر استطلاعات الرأي التي أجريت أخيراً إلى أن يعلون مخطئ في حكمه، فالانتفاضة التي اندلعت في عام 2000م واستمرت أكثر من عامين، كبَّدت الإسرائيليين «812» قتيلاً ودمرت الاقتصاد الإسرائيلي.
يقول دان مرغليت المعلق التلفزيوني في المحطات الإسرائيلية إنه 33 شهراً وبراك وشارون وموفاز ويعلون وآفي ديختر وشلومو اهارونشكي يخوضون حرباً متواصلة عنيدة وضارية وحازمة ضد الانتفاضة وعملوا على طريقة التصعيد المضبوط، والنتيجة كانت أنَّ الانتفاضة قد تتجدد عما قريب.
الفلسطينيون بدأوا الانتفاضة والآن تعهدوا بإيقافها من قبل أن تبدأ المفاوضات الحقيقية. كما وافقوا أيضاً على أن تكون نقطة البدء في المداولات أبعد مما عرضه عليهم براك من دون سفك للدماء. أوَ ليس محمد دحلان هو الذي كان قد ناشد عرفات بأن يتلقف اقتراحات براك في كامب ديفيد بكلتا يديه واضطر بسبب فشل الانتفاضة فقط إلى التطلع نحو هدف مبهم وهش.
الإسرائيليون يدَّعون أنهم حققوا نصراً على الفلسطينيين الذين لم يفرضوا شروط المفاوضات من خلال الانتفاضة وبالامكان في المقابل القول إنَّ الهزيمة الفلسطينية ظاهرة وواضحة هنا.
يرد المعلق الإسرائيلي: هناك بالطبع مشكلة في قضية تحديد ماهية النصر، فهل يمكن خلط النصر بالأسى والحزن؟ للتذكير: ما هو النصر الأكبر بالنسبة لنا من نصر حزيران في حرب الأيام الستة؟ ومع ذلك كان خطاب اسحاق رابين على جبل سكوبس حافلاً بالهمِّ والحزن مظهراً أن الأسف لا يتناقض مع فرحة المنتصرين، محك النتائج يلزم بوجود قدرة لرؤية الواقع من خلف الدموع، وهذا لا يعني أن القتال كان خالياً من الأخطاء. إسرائيل أخطأت أحياناً في التصفية المركزة وفي القضاء على العقبات التي تعترض المسيرة السياسية أيضاً.
من المتفق عليه أيضاً أن النصر ليس مسألة نهائية، الفترة الزمنية المحددة للهدنة قد تظهر كمصيدة فتاكة. الفلسطينيون سيعيدون أدوات جديدة للانتفاضة ويقيمون قواعد انطلاق من أم الفحم وكفر قاسم وسيستأنفون العنف في داخل إسرائيل التي ستغفو أثناء مناوبة الحراسة، كما أن المفاوضات قدتحقق أو تفرض أشياء لا يريدها الإسرائيليون.
إلا أن رئيس هيئة الأركان ليس مخولاً بإعطاء العلامات لأداء الحكومة السياسي ومن حقه فقط أن يتطرق إلى نتائج مواجهة الانتفاضة التي أرسل إليها عشرات آلاف الضباط والجنود والاحتياط الذين دفعوا ثمناً باهظاً ومروا بتجربة قاسية. إعلانه عن النصر ليس غروراً أو وصفاً لوضع مطلق ونهائي وراسخ، هذا ينطبق على اللحظة الراهنة فقط. ليس ضربة قاضية وإنما انتصاراً بالنقاط مع انتهاء الجولة الحالية في لعبة الملاكمة التي قد تبدأ مجدداً ولكن مع الأمل بألاَّ ينهض الخصم من زاويته عائداً إلى وسط الحلبة.
أبو مازن ودحلان وسري نسيبة أجادوا في المسارعة إلى مركز الفعل الفلسطيني بسبب نتائج الانتفاضة وبدأوا بخطوات إزاحة عرفات المتواصلة، هناك ما يؤكد ما قاله يعلون في تصريحاتهم هم.
الإسرائيليون أيضاً يستطيعون أن يشيروا إلى مفترقين يؤكدان ما قاله يعلون حول النصر، الانتفاضة بدأت في عام 2000م بإغلاق أبواب الحرم أمام اليهود إثر زيارة شارون التي لم يكن لها داع وإن كانت مشروعة في جوهرها. وانتهت في عام 2003م بالاتفاق بين الأوقاف والحكومة الإسرائيلية التي يرأسها شارون بفتح أبواب الحرم أمام اليهود. هذا أيضاً هو «انتصار» لنا.. هكذا يردد الإسرائيليون كما ينقل دان مرغليت.. أما الانتصار الفلسطيني، إن كان هناك انتصار، فلم يكتب عنه منظرو ومؤيدو خارطة الطريق، رغم انتظار الفلسطينيين لما سيقولون..!!

 

 

[للاتصال بنا] [الإعلانات] [الاشتراكات] [الأرشيف] [الجزيرة]
توجه جميع المراسلات التحريرية والصحفية الى chief@al-jazirah.com عناية رئيس التحرير
توجه جميع المراسلات الفنية الىadmin@al-jazirah.com عناية مدير وحدة الانترنت
Copyright, 1997 - 2002 Al-janirah Corporation. All rights reserved