السلطة تتمسك بالإفراج عن السجناء من جميع الفصائل
وزير إسرائيلي يدعو إلى إلقاء الأسرى الفلسطينيين في البحر

* القدس المحتلة غزة رام الله الوكالات:
بدت إسرائيل غير مكترثة بتقدم خطة السلام المسماة خارطة الطريق من خلال تشددها على شروط اطلاق سراح الاسرى الفلسطينيين غير ان وزيرا فلسطينيا أكد ضرورة ان يتم الافراج عن جميع الأسرى الذين يقدر عددهم بالآلاف في حين تتحدث إسرائيل عن بضع مئات فقط ومن غير المنتمين لحماس والجهاد.
وانعكست عدم المبالاة الاسرائيلية في تصريحات أدلى بها وزير في حكومة شارون حيث دعا إلى التخلص من جميع السجناء الفلسطينيين بإلقائهم في البحر.
وأكد الوزير الفلسطيني المكلف بشؤون السجناء هشام عبدالرازق ضرورة وضع جدول زمني محدد للافراج عن كل المعتقلين الفلسطينيين بمن فيهم اعضاء حركتي المقاومة الاسلامية (حماس) والجهاد الاسلامي موضحا ان هذا الموضوع سيطرح خلال الاجتماع بين وزير العدل الفلسطيني عبدالكريم ابو صلاح ونظيره الاسرائيلي جوزف لابيد وهو اللقاء الذي تم في وقت لاحق من يوم امس الاثنين.
وكانت إسرائيل وضعت شروطا قاسية لاطلاق سراح السجناء الفلسطينيين في خطوة ربما تؤدي إلى زعزعة خطة للسلام تدعمها الولايات المتحدة وعززتها هدنة من قبل نشطاء فلسطينيين وانسحابات إسرائيلية من أراض محتلة.
وقال الوزير الفلسطيني المكلف شؤون السجناء «لا بد ان تكون أي خطوة للافراج عن الأسرى بالتعاون مع الجانب الفلسطيني في إطار جدول زمني محددلاطلاق سراح كل الأسرى ومن كل الفصائل».
واضاف «سنبذل جهودنا لاقناع كل الاطراف في الحكومة الاسرائيلية لاقناعهم بقضية الافراج عن الأسرى واهمية ذلك لشعبنا»، محذرا من ان «اصرار الجانب الاسرائيلي على قراره الافراج عن 300 معتقل فقط سيؤدي إلى تراجع في عملية السلام وتقويض وقف اطلاق النار».
وانتقد عبدالرازق «ما يتخذه الاسرائيليون من جانب واحد» في اشارة إلى القرار الخاص بالإفراج عن دفعة من المعتقلين.
ومن جانبه قال مسؤول إسرائيلي كبير ان رئيس الوزراء الاسرائيلي ارييل شارون قال لمجلس وزرائه وهو يقرأ قائمة شروط وافق عليها المجلس بأغلبية 13صوتا ضد ثمانية «من المستحيل اطلاق سراح سجناء أيديهم مخضبة بالدماء».
وقال المسؤول انه بموجب المعايير التي وافقت عليها حكومة شارون لاطلاق سراح السجناء فإن بضع مئات فقط من المسجونين هم الذين سيكونون مؤهلين للحصول على حريتهم.
ويقصر هذا الرقم كثيرا عن تلبية مطالب الفلسطينيين باطلاق سراح جميع الفلسطينيين الذين تحتجزهم إسرائيل ويقدر عددهم بما يتراوح بين ستة آلاف وثمانية آلاف سجين.
وقال المسؤول الاسرائيلي ان الفلسطينيين المسجونين بتهمة التخطيط لهجمات اعضاء الجماعات مثل حماس والجهاد الاسلامي سيبقون في السجن.
وقال وزير الإعلام الفلسطيني نبيل عمرو ان الفلسطينيين توقعوا اطلاق سراح على نطاق اوسع.
وقال ان «هذه خطوة غير كافية» مضيفا ان السلطة الفلسطينية ستطالب الولايات المتحدة بالضغط على إسرائيل لاطلاق سراح جميع السجناء.
وقال مسؤول فلسطيني كبير ان وزير الخارجية الفلسطيني نبيل شعث اتهم اسرائيل بالتباطؤ في تنفيذ خطة خارطة الطريق للسلام التي تدعمها الولايات المتحدة خلال محادثة عبر الهاتف مع وزير الخارجية الامريكي كولن باول.
وأضاف المسؤول ان باول وعد بأن تتابع الولايات المتحدة الموقف عن كثب وقال ان مبعوثها إلى الشرق الاوسط جون وولف سيعود قريبا.
ومن شأن الافراج عن عدد كبير من السجناء الفلسطينيين ان يعزز شعبية رئيس الوزراء الفلسطيني محمود عباس ويساعد في دعم وقف لاطلاق النار لمدة ثلاثة اشهر اعلن عنه نشطاء فلسطينيون قبل اسبوع.
ولكن إذا افرج عن عدد محدود فقط من السجناء فإن ذلك قد يعرض الهدنة للخطر.
واعلنت حركتا المقاومة الاسلامية حماس والجهاد الاسلامي ان تعليق هجماتهما مشروط باطلاق سراح كل السجناء الفلسطينيين.
إلى ذلك نسب إلى وزير المواصلات الاسرائيلي أفيجدور ليبرمان امس الاثنين تصريحات قال فيها انه يفضل «إغراق المعتقلين كلهم في البحر الميت».
وقالت صحيفة يديعوت أحرونوت في موقعها على الانترنت إن ليبرمان قال خلال اجتماع الحكومة الاسرائيلية الاسبوعي يوم الاحد «كوزير للمواصلات أتعهد بتوفير وسائل نقل للمعتقلين الفلسطينيين لنقلهم إلى مكان لا يمكن العثور عليهم فيه».
وذلك عندما عرض عليه أن يكون عضوا في لجنة الافراج عن المعتقلين الفلسطينيين.
وأضاف الوزير اليميني المتطرف زعيم حزب هئيحود هلئومي «يفضل إغراق المعتقلين كلهم في البحر الميت».