Tuesday 8th july,2003 11240العدد الثلاثاء 8 ,جمادى الاولى 1424

     أول صحيفة سعودية تصدرعلى شبكة الانترنت

( الجزيرة ) ترصد انطباعات الشارع الكويتي عن الانتخابات ( الجزيرة ) ترصد انطباعات الشارع الكويتي عن الانتخابات
رضا وتفاؤل وإجماع على الوحدة الوطنية ومصلحة الكويت أولاً

* الكويت موفد الجزيرة مروان عمر قصاص:
وفق قراءة متأنية ل«الجزيرة» حول نتائج الانتخابات الكويتية استندت الى معلومات موثقة حول العديد من القضايا اتضح ان هذه الانتخابات غير عادية وسيكون لها تأثير مستقبلي كبير حيث اختلت فيها قوى كانت مؤثرة وبرزت قوى جديدة ستتولى احداث التغيير المطلوب بكثافة من رجل الشارع وفقا لمؤشرات الرأي العام الكويتي الذي تمت قراءته الإشارة اليه خلال الحملات الدعائية للمرشحين حيث ركز عدد منهم على المطالبة بالتغيير الشامل وعادة ما تكون مطالب المرشحين على رغبات الناخبين ويرفعها المرشحون أرضاء للناخبين لاستمالتهم في عمليات التصويت كما أن هناك تناغماً بين المواطن والقيادة حول التغيير في ظل ما نال مجلس الأمة من تغيير خلال الانتخبات الأخيرة والتي جلبت وجوهاً جديدة ذات تطلعات غير تقليدية بعد غياب النواب القدامى.
وقد لاحظ المتابعون للنتائج أن هناك تغييرات في القوى السياسية الكويتية التي يتشكل منها مجلس الأمة والتي سيكون له تأثير على تغيير مسار المجلس حيث لوحظ أن نواب التيار الليبرالي والذين كانوا يشكلون نسبة قليلة في المجلس ولكنها أسماء مؤثرة قد سقطوا في الانتخابات وهو ما اعتبره المراقبون مؤشراً على رفض الشارع الكويتي لطرح هذا التيار فيما اعتبروا فوز عدد كبير من المحسوبين على التيار الإسلامي تجسيدا يؤكد هوية المجتمع الكويتي المحافظ حيث حقق الإسلاميون مجتمعين نسبة كبيرة وأن كان النواب الاسلاميون موزعين على عدة فئات فمنهم اسلاميون شيعة البالغ عددهم في المجلس الجديد أربعة فقط بعد أن فقدوا مقعدا فيما بلغ عدد النواب الاسلاميين المستقلين سبعة نواب أما الحركة الدستورية فنالت مقعدين فيما نال السلفيون مقعدين ايضا.
كما أظهرت نتائج الانتخابات أن التيار القبلي في المجلس والذي يشكل قوة لا يستهان بها قد تأثر في الانتخابات وطالته مطالب التغيير حيث تدنت نسب تمثيل بعض القبائل وغاب بعضها وحافظ البعض الآخر على مقاعده في البرلمان وكان اللافت انحسار مقاعد الرشايدة الى ثلاثة مقاعد بدلا من خمسة في المجلس السابق في حين حافظ العوازم على مقاعدهم السبعة مع تغيير في ثلاثة وجوه والتجديد لاربعة، ولوحظ أن قبيلة الضفير فقدت مقعدها اليتيم ولكن قبيلة شمر حافظت على مقعدها الوحيد كما حافظ العتبان على مقعديهما ونجح الهواجر بالمحافظة على مقعدهم الوحيد ولكن قبيلة عنزة نجحت في اختطاف مقعد جديد ليصبح لديها مقعدان فيما انحسرت مقاعد العجمان الى ثلاثة بعد ان كانت خمسة في المجلس السابق، وفق هذا المعلومات يصبح عدد النواب القبليين في المجلس الجديد 23 نائبا بعد ان كانوا في المجلس السابق 25 نائبا، وبهذا فهم يشكلون مجتمعين قوة كبيرة مع تواجد 18 نائبا محسوبين على التيار الإسلامي وهذان التياران يشكلان غالبية كبيرة في المجلس تصل إلى ما نسبته 82%.
هذا وقد أبدى عدد من الكويتين ارتياحا كبيرا للنتائج التي يرونها ايجابية والتي اسفرت عنها انتخابات مجلس الأمة الكويتي حيث تدور في الديوانيات والمجالس حوارات وأحاديث يغلب عليها طابع التفاؤل والرضا الكامل لما آلت اليه نتائج الانتخابات ويقول أحد الكويتيين اعتقد ان هذا المجلس هو الذي ينتظره الكويتيون والذي يضعون فيه ثقتهم حيث هناك نخبة جيدة من النواب تدخل المجلس لاول مرة على حساب نواب قضوا سنوات عديدة ودورات متتالية دون احداث أي تغيير وانما هدفهم الوجاهة وخدمة مصالحهم الشخصية وهؤلاء تجاوزهم الناخب الكويتي الذي يتمتع بوعي كبير بعد ان صقلت تجربته البرلمانية العقود المتتالية والازمات التي عصفت ببلده خلال العقد الماضي والتي انتهت بزوال النظام العراقي وانتهاء المخاطر التي كان يشكلها على المسيرة التنموية في الكويت.وقال ناخب كويتي وهو يتابع النتائج ويرى النواب القدامى والذين كانوا رموزا في دوائرهم يغيبون امام وجوه شابة اكتسحت الماضي على حد تعبيره نعم هذا ما يريده الكويتيون نريد مجلسا قويا ونوابا واعين يدركون اهمية دور المجلس في التصدي للكثير من القضايا التي يعاني منها الكويتيون منذ سنوات ولا تجد حلا بسبب عدم قدرة النواب على مواجهة هذه القضايا بشكل ملموس.وقال مواطن كويتي اعتقد ان غياب بعض الأسماء القديمة سيكون له تأثير سلبي على مسيرة الحياة البرلمانية في الكويت باعتبار ان الحرس القديم في المجلس يمثلون ثقلا كبيرا ولهم دور فاعل سيفقده المجلس وهو ما عارضه كويتي آخر مشيرا الى ان الزمن قد تغير وان التغيير آت لا محالة وعلينا أن نحدثه بأيدينا وفقا لموروثاتنا وتقاليدنا بدلاً من أن يفرض علينا.وأجمع العديد من الكويتيين على أهمية وحدة الجميع في هذه الظروف مع تعزيز التعاون والتنسيق بين السلطتين التشريعية والتنفيذية مؤكدين ان هذا هو الحل الوحيد المثالي لتفعيل دور المجلس وبالتالي تفعيل دور الحكومة لمواجهة العديد من القضايا الساخنة على الساحة الكويتية كما طالبوا النواب بالابتعاد عن التحالفات داخل المجلس الا اذا كانت للمصلحة العامة وقالوا اننا نتطلع لان يرفع جميع النواب شعار الكويت فوق اي اعتبار وأن يتعاملوا مع مضامين هذا الشعار حتى يحقق المجلس آمال ورغبات المواطنين في ظل القيادة الحكيمة للكويت معبرين عن ثقتهم الكاملة بقيادتهم ومؤكدين ان قيادتهم التي تعيش مع المواطن على دراية وادراك بمطالب المواطنين بضرورة التغيير معتبرين هذا الشأن حقاً خاصاً بالامير الذي يقرر نوعية التغيير ويحدد وقته المناسب بعدالاحاطة بكافة الظروف المحيطة بالكويت حتى يأتي التغيير مواكبا للمستجدات الطارئة حتى لا تتعثر خطواته.

 

 

[للاتصال بنا] [الإعلانات] [الاشتراكات] [الأرشيف] [الجزيرة]
توجه جميع المراسلات التحريرية والصحفية الى chief@al-jazirah.com عناية رئيس التحرير
توجه جميع المراسلات الفنية الىadmin@al-jazirah.com عناية مدير وحدة الانترنت
Copyright, 1997 - 2002 Al-janirah Corporation. All rights reserved