Tuesday 8th july,2003 11240العدد الثلاثاء 8 ,جمادى الاولى 1424

     أول صحيفة سعودية تصدرعلى شبكة الانترنت

«أبها» عذبة أنت كالطفولة كالأحلام! «أبها» عذبة أنت كالطفولة كالأحلام!
ناهد بنت أنور التادفي *

بلادي حباها الله بخاصية التفرد في الأرض ولأنها محور الارتكاز وقلب الكرة الأرضية ونصف الدنيا موقعاً جغرافياً، ونصفها خيرات ظاهرة وباطنة ونعماً ساقها الله إليها إكراماً لبيته العتيق والذين آووا إليه، فالحديث عنها وعن انسانها وطبيعتها واستفرادها بشتى صنوف الخير والجمال هو حديث لا يمله الإنسان أبداً، ومهما حاول المرء الفكاك بكلتا يديه والفرار إلى شيء سواها فإنه يعجز ويقف حائر الفكر قصير الحيلة منهك القوى لا تشده حياة لغيرها ولا تجذبه زخارف الدنيا ومتع الآخرين المصطنعة.
تعالوا بنا إلى أبها الفيصل وعلالي تهامة وشموخ الوطن ونسمات الصباح الباردة التي تدغدغ وجدان العاشقين والشعراء ونواعم القلوب، إنها أبها الخيل المسرجة والنعيم المقيم والفوارس النشامى والتجارة الرابحة والفن والتشكيل والشعر والنثر ونظم القوافي الحالمة بدنيا الجمال وهدوء الليل وسكون الهجعة ونشاط الأصيل ونعومة الضحى وأريحية النهار وسحر الشفق.
إنها أبها الوطن الأرض والمساحة والجبال الشاهقة والتلال الممطرة وينابيع الحب والصحيفة التي عذبتنا بجمالها ودلالها ونهجها وتحريرها ومشاغبتها اللذيذة وملاسنتها اللطيفة ونهجها المحير وعنوانها الشجي وإخراجها الفنان وطرحها البديع.
إنها «أبها»


لا تلومني في هواها
قلبي ما يعشق سواها
هي بس اللي هويتها
قلبي ما يعشق سواها
قلبي حابك انت يا أبها
أنت أجمل من خيالي
شفت أبها لابسة حلة
من حواليها تزيد
والجمال تنظر تراعي
لجمالها من بعيد

رحم الله العاشق الولهان طلال مداح الذي كشف بترنيمه وأوتاره ودندنته النعسانة معاني الحب والأدب الجميل ثم سلم الروح لباريها في أبها لأن قلبه لم يعشق سواها.
إنها أبها التي يعجز الواصفون عن مدحها ولو أمسكوا بزمام الأحرف العربية الفصيحة وشدوا بها لحناً عبقرياً مموسقاً ومدوزناً في عقد نضيد من حبات الخيال والأماسي الحالمة وضحكات الطفولة البريئة وخلو الأنفس من شح البخل والضغينة والأسف الطويل.
إنها أبها بهت وتجلت وصفت نفوس قاطنيها وامتشقت وديانها عطر الأزاهير وأكاليل زخات المطر الخجولة، ونأت عن عالم العذاب والمرارات الساكنة وحمت نفسها وأهلها بهالة الجمال الفطري المكتسي بلوعة الحنين والروعة وانكسارات الضوء القزحي وألوان الطيف المتجذر في سويداء القلوب.
انها أبها بأميرها الفنان خالد الفيصل الذي تأبى أحلامه إلا أن تتعمشق فوق القمة بأن جعل منها لوحة مغموسة في أحبار الجمال وأصباغ الأدب وروائع ما خطته ريشته الأنيقة مما يطلق صيحات العشق.
إنها أبها التي حباها الله بأمير لا ينظر إلا بقلب العبقري الفنان الشاعر المرهف الرقيق الحنون العطوف الودود حتى على العوازل والشامتين الحاسدين الذين لا يرون في الكون شيئا جميلاً فكيف بمن اقترب به من شفق الحب، انه السمو والأصالة وسماحة الطباع وطيب النفوس من أمير نشأ في كنف ملك يعجز من أراد أن يعدد كل شمائله وطيب معشره وطلاوة لسانه وحلاوة سجاياه وطباعه، انه الملك فيصل وكفى.
عذراً سيدي خالد الفيصل أبت الكلمات إلا أن تنساب من كوخ صمتي فأنت دفق نبع يسيل بين صخور عذرية، سيد الشعر وأمير كوكبة العاشقين تحلق مع الكلمات بخطا كالريح لتمد يراعي بدفق الحياة، إذ تنساب أشعارك مع أول صباحاتي مثل هطل الندى تغسل عن همهمات قلبي ذلك الحزن الراسي في أعماقه، صنيعتك أبها المتلألئة سكنت في نبض ضلوعي وقد زرعتها في صدري مثل عبق أوطاني، فلك مني- سيدي- وردة كلما ناح على الغصن يمام.. ولك مني أنشودة كلما سار بالسماء غمام.
ها هي أبها البهية قد استعدت لاستقبالكم بمراتع الصبا ومواسم الهجرة إلى الجنوب وتسلق الجبال والسياحة البريئة النظيفة الجميلة وتلفريك الحبلة وانغماسات الربيع والتسوق الممتع وليالي القصائد وانسكابات المعاني وإلقاء السهل الممتنع على أفواه العذارى.
غداً ألقاك يا أبها بقلب شادن وابتسامة وليد ولوعة فنان ورقة عصفور على غصين من البان النافذ العطور، وأدعو معي آلاف الأسر لقضاء إجازة ونزهة وسياحة في ضيافة رحبة وصدر يتسع للجميع، فهيا بنا إلى أبها التي نحب فيها كل ما فيها وقد أسكنت فينا كل ما فينا، هلموا بنا للمدينة الأبهى كي نطير العصافير ونصنع جنتنا نزينها كيف نشاء ونقطف منها ما نشاء، ودعوا بدعة السياحة الخارجية إذ ليس فيها سوى أحلام مبتورة تضيع الكثيرين في بحيرات الندم.
* عضو الجمعية السعودية للإعلام والاتصال
الرياض - فاكس 014803452

 

 

[للاتصال بنا] [الإعلانات] [الاشتراكات] [الأرشيف] [الجزيرة]
توجه جميع المراسلات التحريرية والصحفية الى chief@al-jazirah.com عناية رئيس التحرير
توجه جميع المراسلات الفنية الىadmin@al-jazirah.com عناية مدير وحدة الانترنت
Copyright, 1997 - 2002 Al-janirah Corporation. All rights reserved