ما كدنا نعتاد على النسبة المئوية في نجاح الثانوية حتى جاءت وزارة المعارف (التربية الآن) بالنسبة الموزونة، وما إن عرفنا الموزونة حتى أعلنت جامعة الملك سعود عن النسبة المكافئة، والنسبتان الموزونة والمكافئة عكس مفهومهما اللغوي، فالموزونة تعني انخفاض النسبة المئوية لا العدل في الوزن، والمكافئة لا تعني المساوية، بل المنخفضة عن انخفاض الموزونة.
وسأشرح النسبة المكافئة ليتضح أنها من أسماء الاضداد فهي عكس مدلولها اللغوي، وهذا الشرح هو ما أعلنته جامعة الملك سعود، حيث جاء في الإعلان «النسبة المكافئة = نسبة الثانوية العامة \ 70, + درجة اختبار القدرات \ 30, ، ومثال لحساب النسبة المكافئة: لو أن نسبة الثانوية = 88% (علمي)، ودرجة اختبار القدرات العامة = 69 فتكون النسبة المكافئة = 88% \70, + 69\30, = 3 ،82».
وهكذا النسبة الموزونة خفَّضت النسبة المئوية، والنسبة المكافئة خفَّضت الموزونة من 88% إلى 3 ،82، وكان الأولى أن تسمى النسبة المخفّضة إلا إذا كان قسم اللغة العربية في جامعة الملك سعود لديه معنى غير المعروف لكلمة المكافئ، لأنه حتى في الرياضيات لا يستخدمون المكافئة بغير مدلولها اللغوي، إلا في النسبة المكافئة، وعلى الطلاب معرفة طريقة حسابها؛ لأن مواعيد القبول الفوري حسب المكافئة لا الموزونة ولا المئوية.
لا أدري إلى أين سنصل بأبنائنا وبناتنا، فمن ابتداع نسبة إلى ابتداع أخرى كلها لتحدَّ من مواصلة التعليم، إلى ابتكار اختبار قدرات ومهارات، إلى تعقيد لأسئلة مادة الرياضيات إلى المقابلات، ومع أنني أتابع بعض الدول لم أطلع على مثل تسابقنا في وضع القيود إثر القيود في سبيل الحد من دخول الشباب للجامعات، وأرجو ألا نصدّرها لجيراننا مع أن السبب واضح وضوح الشمس في بلادها وهو ازدياد نسبة صغار السن عندنا وبإحصائيات رسمية ثم توقف توسّع جامعاتنا بما يتنساب مع ازدياد السكان.
رفقاً بشباب بلادنا فهم فلذات الأكباد، وزينة الحياة الدنيا، وأمل المستقبل، ودراستهم في بلادهم ستحميهم من أخطار الدراسة في الخارج، ومن التسكع في الشوارع والانضمام لأسراب الضائعين الذين سيكونون خطراً على أمننا وهو أثمن ما عندنا.
أعرف أن المشكلة ليست بالجديدة، وفي كل عام يعاد هذا الكلام، ولكن ما دعاني لإثارة الموضوع هو التفنن في قلب الأسماء حين سمي الناقص مكافئاً، وهل ينقص طلابنا أكثر مما هم فيه حتى نقلب الأسماء ونسمي الشيء بغير اسمه.
للتواصل ص. ب 45209 الرياض 11512 الفاكس 2311053
|