نحن لا نفكر لأننا تعودنا أن «نطابق» تجاربنا السابقة وخبراتنا الماضية على كل حدث جديد، فنرفض الجديد إذا لم يتوافق مع خبراتنا السابقة ونقبل به إذا طابقها أو على أقل تقدير اقترب منها، ربما تكون هذه أحد الأسباب التي تجعلنا كائنات متنافرة مع غيرنا، لا «يشغلنا» غير البرامج المتوافقة معنا.
وهذا يؤكد المقولة: «ليس هناك أناس مقاومون ولكن هناك أناس متعصبون لرأيهم» والمتعصب لا يمكن أن يقبل برأي غيره ما لم يكن رأي الآخر «مطابقا» مع رأيه.. وتطور الأمر عند هؤلاء حتى بدءوا يرفضون الشخص نفسه وليس رأيه فحسب.
إذا عرفنا إستراتيجيات التفكير عند البشر، كان ذلك خطوة مهمة جداً نحو فهم كل الأخطاء التي قد تنتج من البعض، وكان ذلك أدعى لردود أفعال منطقية وحلول صحيحة تعيد التوازن للمكان وتؤكد طريق المسيرة. الإشكال الذي نقع فيه باستمرار هو «ردود أفعالنا» العاطفية تجاه المواقف، باعتبار ذلك نابعاً من العقل الباطن مستودع المشاعر وليس من العقل الواعي، وهذا يجعلنا في حرج مع «النتيجة» من دون ان نتقدم للأمام.
السؤال المطروح باستمرار: لماذا لا نفكر إلا عندما تحصل مشكلة؟ إن حصر التفكير في حل المشكلات أمر غير مجدٍ إذا كان هذا غايتنا من التفكير!! هذا الحصر هو الذي غيب التفكير في مجال الإبداع والتخطيط والتقويم والتحليل وقراءة المستقبل.
|