غادر منتخبنا الوطني يوم أمس الى هولندا لاقامة معسكر تدريبي هناك لمدة اسبوعين يجري خلاله عدداً من الحصص التدريبية الهادفة الى رفع المعدل اللياقي للاعبين المختارين ثم يعود بعد ذلك للمملكة لينخرط اللاعبون في صفوف فرقهم وليبدأوا الموسم الكروي المحلي.
وهنا يحق لنا ان نتساءل عن فائدة المنتخب من هذا المعسكر اذا كان سيبدأ وينتهي بمثل تلك الكيفية؟!! وكأن المنتخب يجهز اللاعبين لياقيا لأنديتهم.
لقد اعادنا هذا المعسكر لاجواء مراحل اعداد المنتخب لمونديال 2002م في اليابان وإلى رحلة ترفيهية سبق ان قام بها المنتخب تحت اشراف ماتشالا إلى تشيكيا تحت مسمى معسكر!!
فالذي نعرفه ان المعسكرات المخصصة لرفع اللياقة البدنية للاعبين يتبعها فورا مرحلة اخرى غير منقطعة لإجراء المباريات التجريبية لتحقيق مزيد من الانصهار الفني والتجانس بين اللاعبين المختارين وليعود المدرب اللاعبين على تطبيق الطرق والاساليب والخطط التي يريد انتهاجها في المنافسات التي سيخوضها.
أما ان يدخل المنتخب معسكرا لرفع اللياقة البدنية للاعبين ولا يلعبون خلاله أي مباراة تجريبية ثم يعودون لأنديتهم فذلك مضيعة للوقت وإهدار للمال والجهد.
وانا اعرف ان رأيي هذا سيغضب البعض ممن يضيق صدره بالنقد وابداء الرأي ولكن ليعذرني اولئك على قول ما اراه حقاً والجهر به حيث عودنا سمو الرئيس العام لرعاية الشباب الأمير سلطان بن فهد على مثل هذه الشفافية والصراحة في الحديث بل ان سموه يرحب بالنقد الموجه له شخصياً اذا كان في اطار النقد الهادف والبناء ويدعو الاعلاميين دوما لممارسة هذا النوع من النقد.
ولو عدنا إلى ما قبل المشاركة في المونديال الماضي لوجدنا ان الاعلام مارس دوره في النقد والتقويم لمرحلة التحضير والاستعداد واعترض بشدة على برامج تلك المرحلة واهمها معسكر ايطاليا طيب الذكر.
ثم لائحة ال 30% لمشاركة اللاعبين الدوليين مع فرقهم، ثم انقلاب مفهوم خوض المباريات التجريبية حيث بدأ المنتخب لعب المباريات القوية وانتهى بالضعيفة بينما كان المفروض ان يحدث العكس، ثم توالت الاخطاء الجسيمة بسفر منتخبنا المبكر لليابان، ثم دخوله مباريات المونديال بلاعبين مختلفين في معظمهم عن اولئك الذين كانوا معه في مراحل التحضير والاستعداد، وهناك من اعترض على ممارسة ذلك النقد الإعلامي واعتبره من معوقات ومعرقلات العمل بل واعتبر ان الإعلاميين يتدخلون فيما لا يعنيهم، ولا شك ان ذلك يعكس قصوراً شديداً في فهم دور الإعلام والوعي بأهمية الرسالة الإعلامية.
وممارسة للدور النقدي المناط بي كإعلامي فلا ارى ان منتخبنا يسير في الاتجاه الصحيح منذ كارثة المونديال لا من حيث الاسماء المختارة لكل مرحلة ومعسكر، ولا من جانب اقامة المعسكرات السريعة في المناطق، ولا حتى معسكر هولندا الحالي، فكلها خطوات ارى ان التوفيق جانبها تماما.
|