Monday 7th july,2003 11239العدد الأثنين 7 ,جمادى الاولى 1424

     أول صحيفة سعودية تصدرعلى شبكة الانترنت

إنك كمَن يدخل «الهيجاء» بغير سلاح!! إنك كمَن يدخل «الهيجاء» بغير سلاح!!

سعادة الأستاذ/ خالد بن حمد المالك رئيس تحرير جريدة «الجزيرة» وفقه الله .
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته..
تحت عنوان «عانس.. ولا ضرة» والمنشور في صفحة «مقالات» ليوم الخميس 12/4/1424هـ كتبت الاخت/ لبنى وجدي الطحلاوي تقول «اعرف اني سأخوض في امور وقضايا تثير الكثير من الحساسيات لكن لابد من طرحها لانها على درجة كبيرة من الاهمية لايجاد الحلول المنطقية لها وللحد منها ايضاً».. كانت هذه مقدمة بين يدي حديث الاخت/ لبنى تمهد بها للدخول في معترك الحديث عن «العانس.. والمطلقة.. والتعدد» ولكن بطريقة:« ان لم تكن معي فأنت ضدي» حقيقة استغرب من الاخت لبنى دخولها في هذا الميدان وهي تعلم مسبقاً انها كمن «يدخل الهيجا بغير سلاح» فهل جاءت الاخت لبنى بجديد كي نناقشه سوياً ونعكف على ايجاد الحلول له والحد من انتشاره او القضاء عليه؟ فليس في كلام الاخت لبنى ما يدل على ذلك، بل هو تكرار لما هو مطروح في صحافتنا التي لا تفتأ تعيد وتعيد هذه المواضيع كلما سنحت لها الفرصة، فهل من العدل والانصاف اننا نستشير المرأة في «التعدد.. المسيار.. وغيرها» مما هو من حقوق الرجل الشرعية؟!.
تصرح الاخت لبنى بأنها ضد التعدد وتربطه بالضرورة وبأسباب واهية فرضتها الغيرة والحقد والضغينة: فهل يصح شرعاً من المسلم ان يقول انا ضد التعدد.. ومن انت كي تقف هذا الموقف .. «اني اخشى ان تكون الاخت لبنى قد تأثرت باختيارها لتكون المتحدثة باسم المرأة السعودية» او انها بكلامها في هذه المواضيع التي تخص المرأة تؤرق مضجعها قد حملت على عاتقها مسئولية الدفاع عن حقوق المرأة المزعومة ومواجهة الطغيان الذكوري الذي يبيح بزعمها هضم حقوق المرأة حينما يتصور ان بالتعدد والمسيار يقضي على العنوسة، ومن غريب قولها انها رأت أن مشكلة الطلاق اعظم بكثير من مشكلة العنوسة حتى انها اوردت لذلك احصائيات بعدد اللاتي تم طلاقهن في بعض مناطق المملكة.. فهل من العدل ان نهتم بأمر المطلقة التي قد جربت الحياة ومارست فيها الامومة.. بانسانة محرومة هي على قائمة الانتظار تنتظر بفارغ الصبر قدوم زوج يطرق باب اهلها لتعيش حياتها وتفرح كما فرح غيرها، واني لاتعجب من قولها حينما تحاول افهامنا بأن المرأة السعودية لم يكن همها الخروج من العنوسة وانهن يقبلن بأي حلول كانت للتخلص من شبح العنوسة.. وحجتها في ذلك او دليلها كما تقول هي «ان هناك الكثير من قضايا المخالطة في المحاكم الشرعية لنساء يطالبن بالانفصال عن ازواجهن لسوء المعاملة وسوء المعاشرة.. ونقول ايضاً.. ولو كان كل طموح المرأة في الخروج من العنوسة لما كان في بلادنا طبيبات ولا معلمات ولا صحفيات ولا كاتبات ولا اعلاميات ولا سيدات اعمال ولا نساء يعملن في التعليم والهيئات والمؤسسات» وكأني بالاخت لبنى وهي تسرد لنا ما سبق ذكره والذي فيه مبالغة ومثالية زادت من المعقول قد شعرت بأنها قد تلاقي اعتراضاً من المتابعين فأرادت ان تستدرك تقول:« ان دور المرأة المسلمة داخل اسرتها وفي تنشئة وتوجيه وتربية الابناء رسالتها الأولى ولاشك في ذلك ونجاحها في هذه الرسالة مطلب اول» قلت: وماذا نفعت تلك المناصب صاحباتها اذا كان ذلك على حساب البيت والاسرة والمستقبل؟.. ها نحن نسمع ونقرأ مِن مَن تتمنى ولو صورة رجل على ان تعيش بقية عمرها وحياتها تحت مسمى «زوجة» او «ام».. ولقد قرأت كاركاتيراً يقول على لسان فتاتين.. تقول الاولى: إنها تحلم بفارس احلامها يأتيها على فرس ابيض.. فقالت الثانية: «هو فينه المهم يجي ولو على حمار اسود» أليست هذه مأساة أليس هذا هو الواقع المعاش عند كثير من العوانس، لماذا المكابرة ومحاولة حجب الحقيقة بأمور لم تعد خافية على احد، فالكل يتكلم، والكل يتحدث، والكل يحاول ان يوجد الحلول لطوفان العنوسة.. واني اسأل الاخت لبنى ان تر ان القضية الحقيقة والجديرة بالاهتمام والنقاش هي قضية «الطلاق»، كم نسبة المطلقات الى نسبة العوانس؟ وهل السائد والمعروف في مجتمعنا وجود العانس في اغلب البيوت ام وجود المطلقة؟.. اذا عرف ذلك فأيهما احق بالامن والشفقة يا اخت ليلى؟.
ختاما: المرأة السعودية ليست في حاجة ابداً الى شهادة «كوثر البشراوي» ولا شهادة «هيفاء حداد» ولا شهادة فلانة وعلانة.. المرأة السعودية «رمز يحتذى» فلو انتظرت كلما انجزت شيئاً ماذا يقول الآخرون عنها فستكون اسيرة للشعور بالدونية، وانها محتاجة الى من يشجعها حتى تنجح وتفوز بالمراكز الاولى، فهل شهادة هؤلاء تعتبر ذات قيمة؟ ماذا تريدون من شخص يقف امام الكاميرا وقد اسرتموه بالافعال، هل تنتظرون منه ان يذمكم؟ ان الشهادة الحقة هي تلك التي تأتي عفوية ودون ضغوط او محاصرة.

عبده محمد علي جمَّاح الحمدي /ا لمدينة المنورة

 

 

[للاتصال بنا] [الإعلانات] [الاشتراكات] [الأرشيف] [الجزيرة]
توجه جميع المراسلات التحريرية والصحفية الى chief@al-jazirah.com عناية رئيس التحرير
توجه جميع المراسلات الفنية الىadmin@al-jazirah.com عناية مدير وحدة الانترنت
Copyright, 1997 - 2002 Al-janirah Corporation. All rights reserved