Monday 7th july,2003 11239العدد الأثنين 7 ,جمادى الاولى 1424

     أول صحيفة سعودية تصدرعلى شبكة الانترنت

نعم لتكن الغيرة على العقيدة هكذا نعم لتكن الغيرة على العقيدة هكذا

لقد أعجبني وأعجب الكثيرين اللقاءان اللذان أجريا مع شيخنا الفاضل عبدالكريم الخضير - وفقه الله لهداه - بعنوان «مكتبة طالب العلم»، فقد أبان فوائد جمة تتعلق بالكتب والمطبوعات والتحقيق والمحققين، ومع كثرة ما أفاد في هذين اللقاءين إلا ان من أشد ما لفت نظري غيرته على العقيدة السلفية، وكثرة ترداده: ان هذا المؤلف عنده أخطاء عقدية، أو هذا أشعري كما قال عن بعض شراح الكتب الستة، أو ان هذا الكتاب به أخطاء عقدية وهكذا..
بل وأوصى أن يكون عند طالب العلم ختم لبيان ان بهذا الكتاب أخطاء عقدية، وهذه الغيرة محمودة مطلوبة، فقد كانت من أبرز سمات سلفنا الصالح، ومن سار على طريقهم كأئمة الدعوة النجدية السلفية، فإن أكثر كتبهم ردود على المخالفين حماية وذوداً عن جناب التوحيد.
وبهذه المناسبة أهتبل الفرصة للاقتراح على أهل العلم والغيرة العقدية بمشروع علمي مفيد، ألا وهو: التحشية على شروح الكتب الستة بحاشية فيها استدراك للأخطاء العقدية، كما فعل سماحة شيخنا عبدالعزيز بن باز - رحمه الله - على أوائل كتاب «فتح الباري».
وفي هذا المشروع العلمي عدة فوائدة:
الأول: أن يدفع عن مؤلفيها الخادمين للاسلام الإثم حتى لا يتبعهم غيرهم في هذا الباطل.
الثاني: حماية للعقدية الصحيحة ومنعا من تسرب العقائد الباطلة من مثل هذه الكتب الشائعة بين كثير من المبتدئين في العلم، أو من لم يطلعوا على كتب عقائد الطوائف الضالة حراسة لعقيدتهم الصحيحة.
الثالث: ايصال العقيدة الصحيحة عقيدة السلف الى من شوهت عندهم هذه العقيدة فأحجموا عن الاطلاع عليها، فلعلهم إذا وقفوا على هذه العقيدة كما هي في حواشي هذه الكتب قبلوها ودانوا بها، فإن على الحق نورا، وهو أحق بأن يتبع.
وإني لأظن ان من أحسن الفرص المسارعة بهذا المشروع بما أننا في ظل دولة سلفية لم يوجد مثلها منذ قرون، والامكانات علمياً ومادياً متيسرة، فإن هذا المشروع وأمثاله من المشروعات الهادفة لتصحيح العقائد وتوحيد المسلمين هو أعظم سبب من أسباب عز أمتنا وتمكينها، قال تعالى:{ )وَعَدَ اللَّهُ الَّذِينَ آمَنُوا مِنْكُمْ وَعَمِلُوا الصَّالِحَاتِ لَيَسْتَخْلِفَنَّهُمْ فِي الْأَرْضِ كَمَا اسْتَخْلَفَ الَّذِينَ مِنْ قَبْلِهِمْ وَلَيُمَكِّنَنَّ لَهُمْ دِينَهُمُ الَّذِي ارْتَضَى لَهُمْ وَلَيُبَدِّلَنَّهُمْ مِنْ بَعْدِ خَوْفِهِمْ أَمْناً يَعْبُدُونَنِي لا يُشْرِكُونَ بِي شَيْئاً)
وكم يخطئ كثيرون لما ظنوا ان سبيل عز أمتنا هو توحيد صفها ولو مع اختلاف العقائد؛ لذا لا تراهم يهتمون ويدعون الى العقائد الصحيحة والتحذير من العقائد الباطلة وكأنهم لم يقرؤوا قوله تعالى: {وّيّوًمّ حٍنّيًنُ إذً أّعًجّبّتًكٍمً كّثًرّتٍكٍمً فّلّمً تٍغًنٌ عّنكٍمً شّيًئْا} فالكثرة وتوحيد الصفوف لم يغنيا شيئاً مع ذنب العجب، فكيف مع ذنب الاعتقاد الباطل الفاسد، وكيف مع ذنب مجالستهم ومؤالفتهم، وقد أمرنا بالإنكار عليهم وأقل الإنكار الإنكار بالقلب المستلزم مفارقتهم. وقد قال تعالى: {إنَّكٍمً إذْا مٌَثًلٍهٍمً}.

عبدالعزيز بن ريس الريس

 

 

[للاتصال بنا] [الإعلانات] [الاشتراكات] [الأرشيف] [الجزيرة]
توجه جميع المراسلات التحريرية والصحفية الى chief@al-jazirah.com عناية رئيس التحرير
توجه جميع المراسلات الفنية الىadmin@al-jazirah.com عناية مدير وحدة الانترنت
Copyright, 1997 - 2002 Al-janirah Corporation. All rights reserved