Monday 7th july,2003 11239العدد الأثنين 7 ,جمادى الاولى 1424

     أول صحيفة سعودية تصدرعلى شبكة الانترنت

حينما ترحل مضاوي!! حينما ترحل مضاوي!!
فوزية ناصر النعيم /عنيزة

وكأنك تغلق كل النوافذ في وجه الشمس وتسدل الستائر ليستحيل العالم إلى ظلام دامس.. وتبقى وحدك داخل ذلك الصندوق الصغير يضيق عليك حتى تبدأ تتنفس الزفير وتختنق روحك من الأسى.. كانت قطعة نابضة في قلبي.. تهتز حينما أشعر بالأسى وتنقبض إذا حل المكروه.. لم تكن إنسانة عادية، كانت روحها الملائكية تشعربنا بأجمل احساس عظيم يربط الاخت «الأم» بكل جوارحها تلمس معاناتنا بكل عاطفة شامخة، تسكن ذلك القلب الكبير الذي يسكن جنبيها.. لم تكن أختاً فحسب.. كانت الأم الرؤوم التي نستنشق عبير الحياة على صدرها.. كانت تعتب عليَّ كثيرا وانا أقبل يديها وأتحسس قدميها بيدي كانت تسأل الله لي الكرامة.. ليتها بقيت وبقيت أتلمس الكرامة تحت أقدامها وبين يديها الحانية!!
حينما رحلت مضاوي توقف ذلك العظيم الذي يربطني بالحياة.. كانت ليلة عجيبة تلمست الفاجعة أجمل أركان قلبي وحفرت به حتى أحالت كل شيء إلى سواد.. بحثت في مخيلتي عن كل الصور التي عشتها معها قبل الرحيل، فاجتمعت بصورة الأم الحانية.. وجدتها رغم الرحيل تضمني إلى صدرها بعمق الجرح الذي تركته برحيلها.. وجدتها بكل ما يملك قلبها من حنين تواسيني برحيلها وتهون علي هذا المصاب الجلل.. رحلت مضاوي لتترك لنا أسى أليماً نتحسس وخزه في قلوبنا، كلما استنشقنا رائحتها العبقة في ذلك الشارع المظلم، ليتها بقيت لتنير ظلمة ذلك الشارع الموحش واستشعر كل العواطف التي تربطني بها وأعيش بحذافيرها.. رحلت دون ان تدرك انني من دونها أفتقد شيئاً ثميناً ويسكن جوانحي حزن يحيل الإنسان إلى شبح مخيف.
وداعاً يا وجه القمر.. وداعا يا جزءاً مبتوراً من أعماقي.. أسأل الله جلَّت قدرته ان يهون مصابنا بحبيبة قلبي «مضاوي» وأسأله ان يجعل روحها الطاهرة في الفردوس الأعلى من الجنة، وان يكتب لها المغفرة والثبات عند السؤال.. أسأله بقدرته ان يجبر كسر قلبي ويعوض خسارتي ويجلو حزني وشفقة قلبي.. آمين.

 

 

[للاتصال بنا] [الإعلانات] [الاشتراكات] [الأرشيف] [الجزيرة]
توجه جميع المراسلات التحريرية والصحفية الى chief@al-jazirah.com عناية رئيس التحرير
توجه جميع المراسلات الفنية الىadmin@al-jazirah.com عناية مدير وحدة الانترنت
Copyright, 1997 - 2002 Al-janirah Corporation. All rights reserved