قدّمت الفصائل الفلسطينية التي تزعم إسرائيل أنها ارهابية هدنة والتزمت بها وحرصت على ذلك حيث صار هذا الالتزام وتعزيزه محور اللقاءات الفلسطينية، وفي المقابل فإن اسرائيل فضلت عدم الرد على هذه المبادرة بما تستحقه بل إنها حاولت القضاء عليها نهائياً من خلال اعلانها أن الناشطين الذين ينتمون الى حركتي حماس والجهاد لن يكونوا من بين الأسرى المئات الذين ستفرج عنهم.
لقد تفوق الصف الفلسطيني بالتزامه وحرصه على السلام على الجمود الاسرائيلي وبطء حكومة شارون في التقدم نحو السلام بذات الايقاع الفلسطيني، حيث شجع التزام الفصائل الكبرى بالهدنة على انضمام الآخرين لها وآخرهم لجان المقاومة الشعبية الفلسطينية.
وطوال هذا الصراع برهن الفلسطينيون على سعيهم القوي نحو السلام، لكن اسرائيل ظلت على الدوام تسعى لتخريب جهودهم السلمية وتصوير نضالهم على أنه ضربٌ من الارهاب، لكنَّ وقائع الأيام الأخيرة يجب أن تنبه العالم لهذا الأداء الفلسطيني الملتزم باتجاه السلام وتعزيز فرصه من أجل تشجيعه ودفعه الى الأمام.
وقد نظر المراقبون للعملية السلمية بكل ارتياح للقاء الذي تم الليلة قبل الماضية بين رئيس الوزراء الفلسطيني محمود عباس «أبومازن» وزعيم حركة حماس الشيخ أحمد ياسين حيث ركز اللقاء خصوصاً على تعزيز فرص الهدنة.
وتستطيع إسرائيل دفع هذه الجهود من جانبها الى الأمام من خلال القراءة الصائبة لما يعتمل في نفوس الفلسطينيين الذين أظهروا استعداداً كبيراً للتعامل بصدق وجديَّة مع طروحات السلام الحالية.
إن فرصة كبيرة للسلام ينبغي اقتناصها، وعلى العالم ألا يسمح لإسرائيل بتدمير الإنجازات التي تحققت حتى الآن وألا يرضى بإعادة الأمور الى المربع الأول بل عليه إظهار الكثير من الحزم تجاه إسرائيل لإجبارها على الالتزام بتعهداتها.
|