يقول مدير جامعة الملك عبدالعزيز في حديثه لجريدة الوطن، الذي أشرت إليه آنفاً في الحلقة الأولى: «نحن نواجه مشكلة أن جميع طلبة الثانوية يريدون دخول الجامعة».. وأنا أعتقد أن هذه الرغبة ليست سليمة في مجملها، وعندي أن دخول الجامعة للمتميزين والذين حصلوا على درجات عالية في الثانوية.. وقد سبق أن كتبت رداً في هذه الصحيفة، على الأستاذ عبدالرحمن الجريسي رئيس مجلس الغرفة التجارية الصناعية بالرياض، يوم قال إنه ينبغي أن يكون لخريج الثانوية العامة فرص في الجامعة.. وهذا طلب، لم يقل به في البلاد التي سبقتنا في التعليم عشرات السنين، بل قرونا.. ولكن البديل، هو كليات تقنية تفيد المجتمع وحياة الوطن.. والإعلام الذي أشار إليه مدير جامعة الملك عبدالعزيز أنه «يضغط بشكل مستمر لفتح أبواب الجامعة للجميع»، ينبغي أن ينظر إليه بوعي، وأن ذلك ليس شرطاً، وليس ميسوراً، لأن ضغط الإعلام من صحافييه، فيه العشوائي الذي لا يعول عليه، من محررين بعيدين عن وعي الممكن وغير الممكن!
* أقول لمعالي مدير جامعة الملك عبدالعزيز، ولأصحاب المعالي مديري جامعاتنا: ان الارتقاء، ليس كلاما يقال، وإنما العمل والنتائج، وينبغي غربلة الجامعات من الركام الذي لا يجدي فتيلاً، في بعض أقسامها، لأن خريجيها لن يجدوا عملا حتى في وظيفة كاتب صادرة وواردة، ويحول كيانها وميزانياتها إلى ما هو أجدى، إذا أردنا الارتقاء بالجدوى والنتائج.. وأردد مع الصادق الأمين صلى الله عليه وسلم: «لا قول إلا بعمل» وما عدا ذلك فلا شيء البتة.. وإنما هو كلام لا يهم أحداً، كما يقول الفايدي.!
* ومدير الجامعة يعلن أن الجامعة تصرف مائة مليون مكافآت الطلبة والطالبات من ميزانيتها.. وعندي أنه ينبغي أن تقتصر المكافأة إذا كان لابد منها على المحتاجين والمحتاجات فقط، وينبغي كذلك ألا تكون من ميزانية الجامعة، لأن ميزانية الجامعة مقيدة ببنود التعليم والارتقاء به، وهي لا تكفي لنفقاتها ومشروعاتها.. وإذا رأت الدولة الاستمرار في هذه المكافآت، فليكن لها بند آخر، غير ميزانية الجامعة في بنودها الإنفاقية..!.. هذه الجوانب التي ينبغي معالجتها كأسس وجذور، إذا كنا حقاً، نسير نحو البناء الحق في التعليم، ليكون له مردود يتماشى مع حاجات العمل والحياة..!!
|