بوتين: علاقاتنا مع الولايات المتحدة لا تخضع للتقلبات السياسية

* موسكو - سعيد طانيوس:
اعتبر الرئيس الروسي فلاديمير بوتين ان التعاون الروسي الأمريكي المشترك غير خاضع للتقلبات السياسية وانه كان وسيظل العامل المفصلي في ضمان الأمن الدولي، والاستقرار الاستراتيجي». وقال في رسالة تهنئة وجهها الى الرئيس الأمريكي، جورج بوش، بمناسبة العيد الوطني الأمريكي الذي هو عيد الاستقلال، لقد أكدنا في لقائنا في سانت بطرسبورغ مرة أخرى على هذا الأمر، وأنا واثق من اننا بجهودنا المشتركة سوف ننجح في تمتين وتوسيع قاعدة الشراكة في تعاوننا الثنائي في مكافحة التحديات والمخاطر الجديدة ومواجهة الارهاب الدولي وحل المشكلات العالمية التي تواجهها البشرية.
وأضاف بوتين في رسالته التي أذاعت نصها الدوائر الصحفية في الكرملين «إني انتظر بفارغ الصبر لقاءنا في كامب ديفيد، الذي اعتبره مرحلة هامة من مراحل العمل المكثف المشترك، الهادف الى تطوير علاقات متبادلة النفع وجديدة نوعيا بين روسيا والولايات المتحدة الأمريكية».
لكن وعلى الرغم من تصميم الرئيس الروسي على وضع علاقات بلاده مع واشنطن فوق كل اعتبار، رأى مدير شؤون المحروقات والطاقة في معهد العلاقات الدولية الروسي، البروفيسور فاليري ساليغين، ان خسائر روسيا قد تصل الى 35 مليار دولار حتى العام 2020 في حال ضاعفت واشنطن انتاج وتصدير النفط العراقي ومارست سياسة تسفر عن عدم استقرار الأسعار العالمية للنفط.
وأعلن ساليغين في مؤتمر صحفي ان دول منظمة أوبك وكذلك الدول المصدرة للنفط بشكل مستقل ومن ضمنها روسيا ستصاب بخسائر عظيمة فيما لو تطورت سوق النفط العالمية بشكل غير مستقر وانخفضت الأسعار على النفط». وأشار هذا الخبير الى ان مسألة توقعات السوق النفطية كانت موضوع المشاورات التي جرت بين روسيا ومنظمة أوبك. وبحسب كلامه فإن المشاركين في المشاورات خلصوا الى ان تنسيق الجهود بين روسيا وأوبك على صعيد سياسة الطاقة سوف يتيح تجنب تطورات غير مستقرة كهذه.
وقال ساليغين ان الخبراء يتوقعون ان يصل حجم استخراج النفط العراقي في نهاية العام 2003م الجاري الى 1 ،2 مليون برميل في اليوم تقريباً، فيما سيصل حجم التصدير الى 7 ،1 مليون برميل في اليوم، موضحا ان «مشكلة العراق أوليت اهتماما متزايداً خلال المشاورات التي انعقدت في 2 تموز/ يوليو الجاري في فيينا بين روسيا ومنظمة أوبك حول مسائل تطوير السوق النفطية».
وأضاف، انه من الأهمية بمكان تنسيق جهود دول منظمة أوبك وروسيا، والبلدان المصدرة المستقلة الأخرى على صعيد تنظيم سياسة الأسعار في السوق وفقا للظروف، لاسيما عندما يصبح العراق لاعبا ضخما داخل سوق النفط الدولية.وكشف المسؤول الروسي انه بحسب توقعات الخبراء في روسيا ومنظمة أوبك سيظل النفط في الـ20 - 30 سنة القادمة المصدر الرئيسي للطاقة، وان سعره سيرتفع حتى العام 2025 الى حدود 48 دولار للبرميل الواحد. وقال ساليغين ان الاستهلاك العالمي للنفط سيزداد حتى العام 2025 في حال تطورت السوق النفطية بشكل مستقر بمعدل 8 ،1 بالمائة في السنة. وبالتالي سيرتفع حجم الاستهلاك العام من 77 مليون برميل في اليوم كما كان الأمر في العام 2001 الى 115 مليون برميل في اليوم مع حلول العام 2025.
لكن ساليغين أوضح بأنه في حال تطورت السوق النفطية بشكل غير مستقر فإن سعر النفط ربما ينخفض مع حلول العام 2006 الى ما دون 20 دولار للبرميل. وربما تبلغ خسائر الموازنة الروسية حتى العام 2020 في حال تطور الوضع في السوق النفطية على شكل غير مُواتٍ بما يقدر بـ32 - 35 مليار دولار، وفق تقديرات خبراء الأوبك.