Monday 7th july,2003 11239العدد الأثنين 7 ,جمادى الاولى 1424

     أول صحيفة سعودية تصدرعلى شبكة الانترنت

د. مصطفى اللباد خبير الشؤون الإيرانية في ندوة بالقاهرة: د. مصطفى اللباد خبير الشؤون الإيرانية في ندوة بالقاهرة:
العلاقات بين واشنطن وطهران تتجه نحو الحسم
الحسابات الإيرانية مع التهدئة وشهية أمريكا مفتوحة للتغيير

* القاهرة - مكتب الجزيرة علي البلهاسي - عاطف عوض:
الفترة القادمة حاسمة على صعيد العلاقات الأمريكية الإيرانية ربما كانت هذه رؤية كثير من المراقبين لتطور الاحداث وارتفاع حدة التجاذبات بين طهران وواشنطن في ظل تزايد الضغوط الأمريكية على إيران وهو ما ادى في الاخير الى اغلاق الابواب بين الجانبين بعد رفض الرئيس الإيراني محمد خاتمي اي وساطة بين بلاده والولايات المتحدة .
ولعل هذه التطورات تثير العديد من التساؤلات حول مستقبل العلاقات الإيرانية الأمريكية والمدى الذي يمكن ان تصل اليه ضغوط واشنطن على طهران وهل يمكن ان تتجه نيات واشنطن الى احداث تغيير في إيران سياسيا كان او عسكريا ؟ هذه التساؤلات وغيرها كانت محور الندوة التي حاضر فيها الدكتور مصطفى اللباد خبير شئون إيران ووسط آسيا ورئيس تحرير مجلة شر قنامه .
اكد اللباد ان الاحداث الجامعية الاخيرة لا دخل للولايات المتحدة بتدبيرها وانها اكتسبت اهميتها وخطورتها من تزامنها مع الضغوط الأمريكية على إيران وظهور تأييد أمريكي لها وهو ما وضع الحكومة في مأزق شديد بين مواجهة الداخل والخارج وأكد ان الاسباب الحقيقية لهذه المظاهرات اسباب داخلية أولها اتجاه الحكومة الإيرانية الى خصوصية الجامعات بسبب الضغوط الاقتصادية وعجز الموازنة ومشكلة البطالة التي تأزمت في المجمتع الإيراني وهو ما اثار مشاعر الغضب لدى طلاب الجامعات.
والمعروف ان طلاب الجامعات قبل مظاهرات عام 1999 وهذه المظاهرات كانوا الاكثر تأييدا للتيار الاصلاحي ولكن المشكلة تكمن في التيار الاصلاحي نفسه الذي لا يملك تصورا للتغير كما انه لا توجد شرائح اجتماعية تؤيِّد هذا التيار وربما تكون لديه رؤية للاصلاح ولكن لا يوجد لديه تصور كامل وشامل حول كيفية القيام بعملية الاصلاح.
وقال اللباد ان قدرة التيار الاصلاحي على الفعل ترتبط بنفوذه السياسي في المجتمع وهذا غير موجود لعدة اسباب أولها ان الدستور الإيراني يعطي كل الصلاحيات لمنصب المرشد العام للجمهورية بينما الرئيسي خاتمي قائد التيار الاصلاحي لا تؤهله الصلاحيات الدستورية الممنوحه لعمل اي شيء والمشكلة تكمن في سيطرة المحافظين وهو ما يضعف من قدرة التيار الاصلاحي على الفاعلية، واذا كانت هناك ضغوط خارجية من واشنطن وضغوط داخلية تتمثل في مظاهرات الطلبة ودعوة المثقفين للاصلاح فإن الحكومة الإيرانية تواجه مأزقا حقيقيا ومن الممكن ان يحدث شرخ في النظام السياسي الإيراني اذا لم يحدث الاصلاح وإن كان ذلك صعبا في ظل ولاية الفقيه والصلاحيات الدستورية الممنوحه للمحافظين .
وأكد اللباد ان هناك العديد من الاسباب وراء تزايد الضغوط الأمريكية على إيران بعيدا عن البرنامج النووي وغيره فالمعروف ان إيران من وجهة النظر الأمريكية معادية للامبريالية ومصالحها الوطنية تضرب في المصالح الأمريكية في المنطقة ودفاعها عن مصالحها يضعفها دائما في مواجهة أمريكا واذا كانت هناك اطماع أمريكية في منطقة الخليج وبحر قزوين فهذه المناطق من منظومة الامن القومي الإيراني والمعروف ان إيران عارضت عملية التسوية واستخدمت ورقة حزب الله بذكاء فكانت تسرع ايقاع الاحداث وتبطئه طبقا لمصالحها وإيران للمرة الاولى في تاريخها تصل الى حدود اسرائيل عن طريق حزب الله وهو الحزب الذي تضعه أمريكا على لائحة الارهاب كما ان الولايات المتحدة لها مصالح في النفط الإيراني ونفط بحر قزوين الذي لا بد من مروره عبر انابيب لتصديره وأقصر الطرق لهذه الانابيب يمر بإيران.
مستقبل الأزمة
وحول مستقبل التجاذبات بين الطرفين الأمريكي والإيراني في الفترة القادمة قال الدكتور مصطفى اللباد ان معطيات الازمة الإيرانية تدعو للتشاؤم، فمن ناحية تبدو الولايات المتحدة بلا رادع لها وما فعلته في العراق يمكن تكراره حتى لو كانت هناك معارضة دولية، بل ربما كان السيناريو اسوأ في حالة إيران فإيران لن يأتي لها دعم اقليمي ومن غير المتوقع ان تقف معها دول لا عسكريا ولا سياسيا ولهذا ستبدو إيران وحيدة امام المارد الأمريكي وربما لن تجد أمريكا من يعارض تدخلها سوى انجلترا التي لها مصالح كبيرة في إيران وعقود بمليارات مع شركات بترول انجليزية وربما شاركتها في ذلك روسيا التي لها مصالح مشتركة كثيرة مع إيران تتعلق بالتسلح وبحر قزوين ولكن لن يتطور الموضوع لمعارضة ضربة عسكرية.
وتوقع اللباد ان تزداد الضغوط في الفترة القادمة وقال: إن إيران ربما تدخل في خلاط الإعلام الأمريكي كما حدث مع العراق تمهيدا للتدخل الأمريكي وأكد ان الإيرانيين اذكى سياسيا من نظام صدام في التعامل مع الازمة وهناك مفاوضات سرية لهم مع أمريكا في الخارج والمهم هو الى اي مدى يمكن أن يحدث اتفاق بين الجانبين على التنازلات المطلوبة بتسليم إيران للمعتقلين وتفكيك أمريكا لمنظمة مجاهدي خلق ورفع إيران من على لائحة الارهاب.
وأضاف: بالنسبة لأمريكا ما زال هناك صراع بين تيارين في داخل الادارة الأمريكية الاول يؤيد اسقاط النظام الإيراني بسرعة والثاني يريد التخلص من السلاح النووي وهناك تصادم ولا يوجد اتفاق حتى الآن حول كيفية التعامل مع الازمة الإيرانية والمؤكد ان السيناريو سيختلف هذه المرة فإيران ليست عليها قرار دولي واحد يحجم من قدرتها على المواجهة لا على المستوى القانوني ولا على المستوى السياسي وهي مقبولة أكثر من العراق لدى الجيران ولكن شئنا أو ابينا فإيران مستهدفة بالفعل وهي الهدف التالي للادارة الأمريكية بعد العراق والفترة الحالية حرجة بالنسبة للادارة الأمريكية في التعامل مع الملف الإيراني فالانتخابات الرئاسية على الابواب وقد يوظف الملف الإيراني، في الانتخابات بل قد تكون الانتخابات نفسها هي الرهان للقيام بعمل أمريكي ما ضد إيران ام لا، كما أن ضرب إيران له صداه الكبير على ملفين مهمين بالنسبه للادارة الأمريكية الاول في العراق، حيث المخاطر التي تنتظر أمريكا من الشيعة اذا حدث الضرب والثاني في فلسطين فاذا ضربت إيران فلن تكون هناك خريطة طريق ولن يأخذ الفلسطينيون حقوقهم وما يحدث في إيران يجد صداه في فلسطين.
وعن كيفية التعامل الإيراني مع الازمة اكد اللباد ان النظام الإيراني في مأزق بالفعل ولا بد من القيام بإصلاحات لتهدئة الاوضاع على الجبهة الداخلية على الاقل، فالحراك الداخلي يقول إن هناك انسداداً لمشروع التيار الاصلاحي تعبِّر عنه مظاهرات الطلبة والمشكلة ان هذه الاصلاحات صعبة لأنها قد تعني نهاية النظام الإيراني فطبقا للاصلاحات المطلوبة لا بد ان يستجيب التيار المحافظ لتنازلات معقولة ويتخلى عن بعض القوة للتيار الاصلاحي حتى يمكنه ارجاء اصلاحات واذا حدث ذلك يمكن ان تتماسك الجبهة الداخلية اكثر ولكن المحافظين يعتبرون هذه التنازلات مقدمة لتنازلات اخرى سيجبرون عليها كما حدث مع العراق.
والتيار المحافظ بقيادة خامنئ ليس لديه قابلية لذلك ولكن قد تجبره التهديدات الأمريكية على تقديم بعض التنازلات فيوافق على أشياء غير شرعية للضرورات والمصلحة.

 

 

[للاتصال بنا] [الإعلانات] [الاشتراكات] [الأرشيف] [الجزيرة]
توجه جميع المراسلات التحريرية والصحفية الى chief@al-jazirah.com عناية رئيس التحرير
توجه جميع المراسلات الفنية الىadmin@al-jazirah.com عناية مدير وحدة الانترنت
Copyright, 1997 - 2002 Al-janirah Corporation. All rights reserved