هناك شخص صاحب مبنى سكني أجرب، يشمئز لرؤيته سكان المدينة الذين يضطرون للمرور به يوميا، والمبنى الأجرب من وجهة نظري المعمارية، هو المبني الذي يوجد به تقشرات في كسائه الخارجي (بلاط الأحواش، دهانات الواجهات، رخام أو حجر خارجي.. الخ)، وهذا الشخص قادر على علاج الجرب الذي أصاب مبناه، وقد تم نصحه مراراً بصبغ عمارته الاستثمارية التي تضايق سكان الحي منذ سنوات.. وتم إفهامه المشكلة الحضارية التي تسببها عمارته الجرباء البين جربها، فكان رده: (يا رجال وسع صدرك، والله لو إن عمارتي في باريس).. وهذا هو التخلف بأم عينه الذي أتعب مدننا وحضارتنا، وهؤلاء المستثمرون الصغار هم أول من يحتاج إلى توعية ودروس مكثفة حول الإخلاص والوطنية والفن والحضارة.
وقفت ذت يوم على الرصيف المقابل لتلك الجرباء لمدة عشر دقائق، لتسجيل أقوال المارة، بعد ان طرحت عليهم ذلك السؤال: ما رأيك في تلك العمارة مُقشرة الدهانات، وكانت إجاباتهم طبيعية ومتوقعة، ومن ضمنها: إنها عمارة قبيحة..، إنها عمارة تعيسة، عمارة (شينة)..، عمارة قذرة، وقد أقسم أحد المارة أن كبده (تحوم) إذا مر بهذه الكتلة الجرباء المزعج جربها.. ولجرب المباني دواء.
إخواني أصحاب المباني الجرباء: المدينة ملك الجميع، ومبانيكم المصابة بالجرب تشوه المدينة، وتشويه المدينة يعني تشويه الواجهة الحضارية لوطننا الغالي، فبادروا وفقكم الله بعلاج الجرب الموجود في مبانيكم.
|