على بطولة المنطقة الوسطى في كأس سمو ولي العهد المعظم يلعب يوم الجمعة القادم الشباب واليمامة مباراة على طريقة خروج المغلوب وذلك على ملعب رعاية الشباب (ملعب الملز) وكونها على طريقة خروج المغلوب ثم آخر مباراة ينال البطولة من يفوز فيها فإن ذلك يكفي للقول بأنها ستتميز بالإثارة لتوفر عناصر التشويق لها وهي كثيرة بالطبع، وقد أشرنا إلى بعضها سلفاً.
صحيح ان التنافس بين الناديين ليس كبيرا.. لكن في مثل هذه الظروف.. وأمام مباراة مصيرية كهذه.. لاشك ان التنافس سيكون شديداً.. وإلى الدرجة التي تحتاج المباراة إلى استنزاف كل الطاقات والجهد من لاعبي الفريقين قبل ان تتأكد النتيجة لأي من الفريقين.. وقبل ان تكون هناك قناعة يتفوق الفريق على آخر.. وعلى أنه لا أمل بمضاعفة الجهد لكسب وخسارة اللقاء.
ذلك لأن المباراة قمة في النتائج التي ستسفر عنها.. ثم هي مباراة قمة في حرص الفريقين على كسبها وحماس الجماهير لمشاهدتها. ولئن كان ذلك يدخل ضمن عناصر كثيرة تستطيع ان تخلق من المباراة مهرجاناً كبيراً.. فإنه أيضا لايبتعد كثيرا عن عناصر يمكنها إعطاء الفرصة الكافية للأعصاب كي تسيطر على مقدرة اللاعبين عند أدائهم للمباراة.. الأمر الذي يخيفنا كثيرا من سقوط المباراة في دائرة انعدام القدرة من قبل اللاعبين لأدائها بالشكل المرجو وفي الصورة المتوخاة..
نحن نعرف ان المباريات النهائية على البطولات كثيرا ما تحفل بالحركة النشطة وهذا يحدث نتيجة الشعور بأهمية المباراة من قبل اللاعبين...
واثر الجماهير بحماسهم لها في رفع مستواها.. لكننا إزاء ذلك لا نستطيع ان ننسى ان هناك مباريات نهائية كانت صورة سيئة لمستوى الكرة في بلادنا.. صورة مهزوزة لتجربة اللاعب السعودي وخبرته في كرة القدم.. لكن مع هذا التناقض والتباين في مستوى اللاعب في مباريات تتشابه إلى حد ما في أهميتها وخطورة النتائج التي تنتهي بها.. نجد ان القناعة كبيرة بأن تكون مباراة الشباب واليمامة في مستوى المباريات الكبيرة لاسباب كثيرة جدا..
فالشباب وان كان الأخير في دوري كأس الملك إلا ان وصوله إلى مباراة الفاينل في العام الماضي بدوري كأس الملك نتيجة كون الدوري على طريقة خروج المغلوب.. يزيد من ثقته هذا العام إلى كسب المركز نفسه وأكثر.. لأن هناك اتفاقا بين طريقة دوري كأس ولي العهد هذا العام وطريقة كأس الملك في العام الماضي.. ولأن الشباب يسير إلى الآن المسيرة نفسها التي كان عليها في العام الماضي.. وشيء آخر ان الشباب ان كان قد عرض مستوى سيئا بدوري كأس الملك وحصل على المركز الأخير بسبب هذا المستوى.. فدوري كأس ولي العهد فرصته للتعويض عن خسائره واعطاء فكرة حسنة عن مستوى افراده..
على ان اليمامة يقابل الشباب بشعور الفريق الأقوى من حيث كونه أفضل نتائج بدوري كأس الملك.. كذلك فهو يقابل الشباب هذه المباراة وعنده الأمل بالكسب انتقاما لهزيمة ألحقها الشباب باليمامة وبسببها تقريبا ابتعد اليمامة ليس عن المركز الأول بل والثاني أيضا.. وهو بهذه المعنويات ينزل المباراة.. لكنه سوف يكون حذراً للغاية.. إذ هو يدرك ان الهزيمة والكسب في سوق العرض ولن يمتلك الكسب إلا من يلعب بمستوى أفضل.. ويكون الأكثر تفوقا وانتهازا للفرص..
نحن في الواقع ومن خلال المشاعر المتباينة بين مايتميز به افراد اليمامة وبين ما يتميز به أفراد الشباب.. لا نستطيع القول أكثر من أننا نهيىء أنفسنا ومن الآن لنشاهد حرارة اللقاء الكبير بين الفريقين.. دون ان نأخذ باعتبارنا لمن ستكون النتيجة.. وإن كنا لا ننكر ان الحرص على معرفتنا لها يأخذ بعض اهتمامنا.. غير أنه بالطبع لا يأخذ كل الاهتمام.. ومهما يكن من امر فان القوتين لاتتميز إحداهما بالتفوق على الأخرى.. فإلى جانب شكوى الشباب من ضعف في بعض مراكزه.. نجد اليمامة يشاركه الانين نفسه.. وإذا كان اليمامة يبني ثقته على مجموعة من الأفراد اللامعين.. فإن الشباب يضع كامل أمله بصفوة من نجومه.. وهذا أمر طبيعي.. ويكشف طبيعة الصراع والنفسيات التي سيلعب بها الأفراد في المجموعتين.
هناك أخطاء قد يقع بها الشباب.. وهناك أخطاء أخرى قد يقع بها اليمامة.. وبقدر ذكاء اليمامة أو الشباب وتفوق أحدهما على الآخر لاكتشاف مثل هذه الأخطاء والاستفادة منها سيتحدد الفوز.. بل قد لا يكون ذلك كافيا، فما تزال هناك فرصة أخرى لا تقل عن هذه لتحقيق مثل هذا الفوز.. هذه الفرصة هي استفادة الفريقين من مصادر القوة في صفوفهما.. استفادة لابد أن تأتي مبكرة كلما أمكن ذلك.. إذ إن تأخير الاستفادة من هذه المصادر قد لايتيح لها مجال التحرك.. وقد لايعطيها الفرصة كاملة.. لتبقى عملية الفوز محتاجة إلى حساب عدد الضربات الركنية لترجيح فريق على آخر.. هذا إذا لم يكن التعادل هو نصيب الفريقين حتى بالضربات الركنية.. وهنا لابد من الفرقة..
ليس عيبا ان تتقرر النتائج بالقرعة.. لكن العيب ان يهدر كل فريق من الفرص أوسعها .. ثم تنعدم القدرة للتفوق ولو بفارق الضربات الركنية.. بسبب سوء استغلال الفرص من جهة وعدم اعطاء أهمية للضربات الركنية في مثل هذه المباراة من جهة أخرى.. وهذا يعني انه لابد من التأكيد على هذه الناحية حتى لايقع أحد الفريقين ضحية لارتجاله اللعب أو يخسرها غينيا بقرعة أو ضربات ركنية.
عموما نحن لا نتوقع كثيرا أن تتحدد النتيجة بفارق الضربات الركنية أو القرعة.
بل لعلنا لا نذيع سريعا إذا قلنا إننا نميل إلى الرأي القائل بأن أحد الفريقين سيكسبها بفارق الأهداف.. السبب ان امام اليمامة فرصا كثيرة وأمام الشباب مثلها لكسب المباراة ولعلنا قد ألمحنا إلى بعض هذه الفرص.. لكن يصعب في الواقع ترجيح أي الفريقين أكثر احتمالاً في توفير هذه الفرص ومن ثم كسب اللقاء بسبب تقارب المستوى.. ولأن أحد الفريقين قد يوفر هذه الفرص بنفسه لخصمه ليكون كسبه للنتيجة هدية متواضعة منه.. دون ان يبذل هذا الفريق الخصم من الجهد لكسب اللقاء إلا نسبة ضئيلة جداً..
معنى هذا أنه لايكفي ان نفتح الثغرات في صفوف الفريق المنافس حتى نكسب المباراة.. ولكن هناك ماهو أهم.. إذ المطلوب في المقابل ان نسد على الفريق المنافس محاولاته هو الآخر لفتح الثغرات في صفوفنا.. لنستفيد من الثغرات الموجودة عنده.. ولا يجد في المقابل فجوات مكشوفة في صفوفنا تكون مجالا لارباكنا وزعزعة الثقة في نفوس افرادنا.. وبهذه الطريقة نضمن أيضا توفير العرض الشيق والمستوى الممتاز لجماهيرنا..
ان اليمامة والشباب وهما يخوضان لقاء الجمعة القادم يدركان من غير شك ضخامة العبء وخطورة المسؤولية.. ولا يجهلان اثر كسب هذه المباراة على معنويات الأفراد المنتصرين بشكل خاص وعلى النادي بشكل عام.. الأمر الذي لايتيح لنا بقية من كلام عن المباراة.. ويضعنا مع كل الجماهير كمراقبين ومشاهدين.. وعندنا الأمل الكبير على ان تكون مباراة في مستوى مباريات القمة.
|