إعداد وحوار إبراهيم عبدالرحمن التركي
متابعة/ علي سعد القحطاني..
تصوير / فتحي كالي
(1)
في مبتدأ هذه الحلقة..
** مواجهة مع «الصحافة»..
فهيئة «الاستثمار»
أو لنقل
محافظها
له «موقف»
ويأمل «التوقف»
(2)
** مضى زمن صحافة
ما هو شعورك..؟
ما هي انطباعاتك..؟
كلمة توجهها بهذه المناسبة..؟
(3)
وهيئة الاستثمار
لبعض ذلك..
ولأكثر من ذلك..
تنادي بمعهد لتدريب الصحفيين..!
(4)
مرَتْ هذه «المواجهة»
باجراءاتٍ طويلة..
وبعد إكمالها
جدّت أمور..
كان منها «حربُ العراق»..
و«تفجيرات الرياض»..
(5)
جاء التأجيل.. الأول..
مرتبطاً بعاملٍ خارجي..
مثلما استجاب التأجيل الثاني
لرغبة علاقات الهيئة
في تنسيق «صحفي»..
ومراجعات «داخلية»..
مما جعل الحوار «متجدداً»
وإن جاء «متردداً»
(6)
الأمير عبدالله بن فيصل بن تركي
في
الجزء الثاني من «الواجهة والمواجهة»
تنسيق
** هل تعملون بالتنسيق مع الجهات التعليمية والتدريبية بخصوص تهيئة الشباب أو إعادة تأهيلهم لسوق العمل المتنامية..؟
* طوال الوقت ننقل لهم آراء المستثمرين، لن يحصل أي نمو اقتصادي إلا بتشجيع الاستثمار، بتطوير مناخ الاستثمار، بفتح فرص أكثر للاستثمار، الشيء الوحيد الذي سيوظف سعوديين هو النمو الاقتصادي وزيادة الحركة، وإذا صار هذا مع تعليم جيد وتدريب جيد فهم -أعني السعوديين- يتوظفون بسهولة، والسعوديون ليس صعباً عليهم ذلك لأنهم أثبتوا نجاحهم في الماضي، وأنا متأكد من الأمر فلابد من فتح المجال في التعليم والتدريب حتى ينتشر أو تنتشر كثير من المؤسسات التعليمية وحتى يستطيع السعوديون أن يتعلموا ويتدربوا كما في كل أنحاء العالم..
استثمارات
** إذن استثمار بشري واستثمار مادي في الوقت نفسه..؟
* بالتأكيد وقد ثبت لكل الناس من كل التجارب في العالم وبخاصة في آخر خمس عشرة سنة، أن الاستثمار المباشر هو أكبر محرك لعجلة النمو الاقتصادي..
تدريب
** في هذا الإطار، سمعنا أن الهيئة لديها فكرة حول إنشاء معهد تدريب للصحفيين.. ما علاقتكم بالموضوع..؟
* كان مجرد اقتراح عام ، وهو بسبب تجارب شخصية لي أنا، أنا من الأشخاص الذين يؤمنون أنه بإمكان الإعلام أن يلعب دوراً كبيراً، وأؤمن من تجربتي مع الصحافة العالمية أن الصحفي هو صاحب مهنة، وأن الصحفيين المخبرين هم أهم من يعمل في الميدان الصحفي أكثر من الإدارات وأكثر من المُلاك.. وهذا عالمياً معروف وأجد -مع الأسف- أنه ليس في الصحافة مجال لحياةٍ عمليةٍ طويلة المدى، وبالمناسبة فكثيراً مانُقلتْ عني أشياء خطأ، ولديّ قصص كثيرة لا أحب أن أقولهامع أن الصحافة قد تكون من أهم ركائزالمجتمع الايجابية..
انطباع
** لو أذنت ببعض الأمثلة السريعة..؟
* مثلاً نُدعى لمناسبة معينة ويأتي بعض من الصحفيين قبل المناسبة ويقول لي ما هي انطباعاتك وأنا لم أشهد المناسبة بعد.. ولدينا أيضاً صحفيون يكررون عليَّ نفس الأسئلة، وبعضهم يريد أرقاماً وإحصائيات لا تعني شيئاً وهي موجودة على موقع الهيئة في الإنترنت، موجودة في مركز الخدمة، موجودة في كل مكان، ولدينا أناس يهمهم اللقاء الصحفي أكثر من الحديث أو الشرح، ولذا شعرت أنه لم يسمح للصحفيين أن يكونوا مهنيين، وفي عدة مرات أقول للصحفيين اجلسوا مع الزملاء في الهيئة وتحدثوا معهم، فعندهم تفاصيل أحسن، وكلهم يرفضون لانهم يريدون لقاء المسؤول الكبير، وقد اقترحنا أشياء كثيرة منها إيجاد معهد لتدريب الصحفيين ونشعر أنه إذا صار الصحفيون..على مستوى أفضل وعندهم تدريب متميز فإن هذا يساعد الإعلام على المدى الطويل..
إعلام
** إذن الاستثمار في الإعلام مهم في نظركم..؟
* الاستثمار في الإعلام مهم جداً الآن، ولا أحتاج للحديث عن أهمية الإعلام ونحن نعيش هذه الأحداث .. الإعلام يحرك العالم، تابع الإعلام الأميركي والعالمي في التلفزيون وفي الصحف وانظر من يتكلم وكيف.. ومن ثم فلابد أن تتحسن المهنيّةُ في الإعلام، وعملنا مثل أي جهاز فنحن - إن شاء الله - سواء في القطاع الحكومي أو الأهلي نهدف إلى المصلحة العامة ونقترح أشياء بسيطة لكن ليس معنى هذا أننا نفهم في الصحافة والإعلام أكثر من أهلها..
سيادة
** الإعلام هو سيد الوقت، وهنا أيضاً سؤال مهم في موضوع الإعلام والاستثمار فالمملكة استثمرت في إعلام دولي خارج أطر القيود المفروضة سواء في التلفزيون أو في بعض الصحف، بينما الإعلام المحلي لا يتمتع بالمميزات ذاتها.. ألا تفكرون بأن يشمل المعهد تدريب جميع الإعلاميين وليس الصحفيين فقط.. هل يتساوق هذا مع الفكرة نفسها..؟
* نعم..، وأنا اطلعت على مكاتبات وزارة الثقافة والإعلام التي هي حريصة على أن تشجع هذا الأمر وقالوا إن لديهم لجنة تدرسها، ونتأمل خيراً دائماً من الوزارة ، وأنا ليس عندي في الحقيقة الخبرة الكثيرة في مثل هذه الأمور فهم أقدر على الحكم عليها..
تنافس
** لكن المهم البقاء داخل دوائر المنافسة..؟
* لا شك الآن أن الإعلام منافسة، ولابد أن نكون على مستوى التحديات..وانظر كيف يتجه الناس لوسائل كثيرة واقعية، هم يريدون صراحة أكثر، دقة في الأخبار، والذي أنجح بعض الوسائل التي يكون خطّها غير مناسب للكثير منا وفيها يتفرج الإنسان على أشياء لا يقتنع بها..لماذا؟، لأن بعض القنوات ركزت على الأخبار، لماذا تقرأ الصحف العالمية وأنت تعرف مواقفها السياسية ولا تعجبك بوصفك عربياً سعودياً مسلماً، لأن فيها أشياء أخرى تجبرك على أن تقرأ وتحديداً صفحات الرأي، وهناك فرق بين الصحفيين والكُتّاب..!
معادلة
** كُتّاب الرأي والمحررون.. معادلة مهمة..؟
* ثمة فرق بين الصحفيين وكتاب الرأي وافضل من كتب عن المملكة هم الذين جاءوا إلى هنا سواء كانوا مخبرين أو محررين.
اهتمام
** أنت تهتم بهؤلاء الصحفيين..؟
* كثير من الناس مثلك يقولون لي لماذا أنت دائماً حريص على قدوم الصحفيين إلى المملكة، وأجيب لأنهم أفضل لنا من أهل الرأي، هنالك الذين كتبوا عنا أشياء سيئة في صفحة الرأي وكذا فعل بعض المُلاك ورؤساء التحرير، أما المخبرون فمعظمهم موضوعيون ينقلون الحقيقة كما هي..
معهد
** أيضاً ونحن في التدريب وقد سبق أني التقيت بك في معهد الإدارة.. الذي يمثل الجهاز المركزي للتدريب في المملكة ويخرج سنوياً حوالي 30 ألف متدرب وأحياناً أكثر.. ألا ترى أن التدريب الحكومي يحتاج إلى تغيير وبالتالي المعهد يمكن له أنه يُخصّص..؟
* نتمنى ذلك، قلت ذلك للإخوان في معهد الإدارة.. طبعاً هذا غير مبني على دراسة أو معرفة وثيقة، ولكن أظن أن معهداً ناحجاً خرّج كفاءات قديرة سواء على مستوى الإدارات الحكومية أو الأهلية بنجاح مشهود له يمكن أن تتم خصخصته..
خدمات
** الخدمات.. أراك تركز عليها..؟
* الخدمات التعليمية والاجتماعية والصحية وبالذات التدريب والتعليم والصحة والأمور الاجتماعية تحتاج إلى عناية نوعيةٍ وكميةٍ وحضور دائم عرضاً وطولاً وعمقاً وسرعة، وحين لا تتواكب مع ذلك فإنك، تمنى بخسارة وتسجل درجة من التخلف يومياً وتخسر مالياً على المدى الأبعد، ففي كل يوم يولد آلاف الأشخاص، وأحسب كم، أو اسأل الصحة..! وكم يتخرج يومياً ولا يجدون وظائف، كم الذين ينهون مرحلة وينتقلون إلى مرحلة أخرى ولا تقاعد لهم..؟ كم الذين يبحثون عن تعليم نوعي وبحث وتطوير وأمور أخرى..؟ هذه لا تأتي إلا بالتعليم الصحيح منهجاً وتطبيقاً، وكذلك بالتدريب،
فكلنا نحتاج للتدريب على رأس العمل من كبارنا إلى صغارنا، وهذا لابد يصير، بعض المؤسسات تدخلها ضمن برنامج العمل، وكل هذه لها تكاليف، ولها ترتيب ولها برامج ولها أنظمة وتنظيمات..
ابتعاث
** لكن الجامعات تخرج مجموعات من العاطلين عن العمل ونحن نتفرج على الكمّ المتزايد منهم.. ما الحل..؟
* .. أشعر أنه لا يوجد لدينا ابتعاث كافٍ، وليست لدينا عمليات بحثية وتطويرية كافية.. ولا زلنا أيضاً نفتقد التنسيق بين مخرجات الجامعات واحتياجات سوق العمل الحكومي والأهلي..
لجنة
** في الإطار نفسه واللجنة الوزارية المسؤولة عن إعادة التنظيم الإداري توشك على إنهاء عملها.. هل هناك رؤية لكم في مسار أعمال هذه اللجنة المهمة حول ما يخص الهيئة تحديداً..؟
* في اعتقادي ومن خلال تجربتي ومن خبرات الدول كلها التي نراها فإن هيئة الاستثمار يجب أن تكون مستقلة ولديها مرونة كبيرة لكي تتأقلم مع احتياجات السوق ولا يمكن أن تدار بالطريقة الحكومية التقليدية..
حاجة
** الحاجة ماسة للتغيير إذن..؟
*طبعاً لا نستطيع أن نتغير بسرعة من حيث جذب الاستثمارات ما لم نقدر على أن نغطي متطلبات الشركات المحلية والعالمية (الأجنبية) من استفسارات ومعلومات وغير ذلك.. ليس لدينا اعتمادات كافية، وكنا نظن أن الترويج الاستثماري يحظى بأعلى مبلغ في ميزانية الهيئة بما يمكننا من المنافسة لكننا وجدنا خلاف ذلك..
الصناعات الثقيلة
** ماذا عن الصناعات الثقيلة والصناعات الدقيقة المتعلقة بالحاسب والهواتف والاتصالات والIT عموماً.. هل تتوقعون الاستثمار القادم فيها مجدياً لمن يريد أن يستثمر..؟
* مَنْ يقدر على أن يحكم على السوق هو صاحب العمل، نحن لا نشير حتى إلى الجدوى الاقتصادية التي ألغيناها من موضوع التصاريح، الذي يحكم على الجدوى هو المموّل، ثم إننا لا نفرق بين استثمار وآخر بل نخدم كل استثمار وكل مستثمر، وهذا مبدأ مهم عندنا ولا أقول إن النشاط هذا أفضل أو ذاك ليس أفضل...!
المرأة
** أمام المرأة قيود كثيرة لتدخل مستثمرة.. هل لكم رأي.. كذلك..؟
* نحن لا نفرق أبداً بين الأنشطة وبين أي فرد، وأي نوعية، من المستثمرين، لدينا أنظمة وإجراءات تحكم ونحن نقترح ونحاول حل الصعاب وتذليل المعوقات..
دور
** دوركم هو عملية الاقتراح فقط..؟
* دورنا أن نشجع كل مستثمر أو مستثمرة أو أي نشاط ولا نفرق أبداً.. لدينا إدارات وقطاعات مؤهلة -مثلما قلت لك- من أجل تحفيز النشاط في كل القطاعات..
منظمة
** لكن القيود الموجودة. هل هي من العوائق التي لا تزال تمنعنا من دخول منظمة التجارة العالمية..؟
* لا أدري موضوع منظمة التجارة موضوع آخر ليس لي فيه خبرة،ولكن المؤكد أن دخولنا في منظمة التجارة سيكون له فوائد اقتصادية كبيرة جداً في المملكة..
مسمى
** سأنتقل إلى موضوع آخر وأنت رئيس الهيئة بمسمى محافظ.. في الهيئة العامة للسياحة رئيس بمسمى أمين عام.. ما حكاية هذه المسميات.. هل هي شكلية فقط..؟
* لا أدري.. فهذا عمل اللجان، وأنا بودي في الحقيقة أن الهيئات تتحول إلى شركات، كثرت الهيئات بينما الشركات أفضل، ويمكن للشركة أن تقوم بدور أكبر والناس يعملون فيها على أساس تجاري، ولو تم ذلك لكان أفضل بكثير، حتى العبء على الميزانية سيقل فيما لو خطط لها بطريقة سليمة..
شكل
** لو قيل لك في الهيئة العامة للاستثمار أمامك الفرصة لأن تنظمها بالشكل الذي تريده..؟
* طبعاً يُنظر للموضوع من ناحية الاحتياجات المالية ومستوى دعم الدولة كما تدعم جهات أخرى حتى نجد طرقاً أخرى للتمويل، ولكن كإدارة أو من الناحية الإدارية، فيمكن لأني كسول إدارياً، ورغبتي هذه تسهل لي العمل ، فإن أمنيتي أن يكون عندي المرونة الكافية للتركيز في انجاز الأعمال على العقود مع مقاولين متخصصين في المهمة المراد انجازها .
أحلام
** في الواقع الوظيفي التقليدي.. لعلها أحلام كأحلام العالم العربي الذي عاش وعايش التطبيل والتصفيق للوجود الوطني والتأميم، والآن يدعو للاستثمار الأجنبي وكل هذا التناقض خلال عشرين أو ثلاثين سنة، كيف تنظر لها بوصف ذلك شكلاً ثقافياً.. مختلفاً.. في التفكير والرؤية والتوجه..؟
* نحن لا ندعو للاستثمار الأجنبي حباً في الأجانب ولكن العالم -في كثير من المجالات- متطور أكثر منا والناس يحتاجون إلى أشياء كثيرة وكرامة المعيشة اليومية ترتكز على خدمات تُطوّر من قبل القطاع الأهلي، ولا يمكن أن تحرم المواطنين منها، هل معقول أنك تحرم الناس من التشخيص الطبي الجيد، هل معقول أنك تحرم الناس من «أشعةالرنين المغناطيسي» ويظلون تحت رحمة الأشعة السينية..؟ وهذه كيف تأتي إلا إذا تطور مُناخ الاستثمار وتطورت الخدمات المالية وتطورت خدمات التأجير، وتم تنظيم للقطاع المهني، هل يمكن لأحد أن يحسب لي كم يكلف العلاج في الخارج الآن الذي تقلص مع وجود المستشفيات الكبيرة، احسب لي تكلفة التأخير في تشغيل مدينة الملك فهد الطبية مع أن كل العالم يريد أن يستثمر فيها، كيف تحرك المواطنين نحو ثقافة الخدمات، والخدمات لا تستطيع تقديمها من القطاع الأهلي لأن هناك تخصصات لا توجد عندهم.. وإذا لم تسمح للاستثمار الأجنبي المباشر، فمعناها فقط أن أصحاب الأموال الضخمة هم الوحيدون الذين يستطيعون الاستثمار فيها وهؤلاء سيحضرون شركات من الخارج أي نفس الشركات التي بإمكانها أن تستثمر مباشرة أسرع من المحليين الذين سيأتون كمقاولين من الباب أو مجرد واجهة، ونصير كما كُنّا أي أن كل شيء يُستورد ورجل الأعمال السعودي يشتري المناقصة وبعضهم لا يدفع حتى قيمة المناقصة يدفعها الشريك الأجنبي ويأتي بكل الناس من الخارج وتنتهي المقاولة بشكل سعودي وحقيقة مغايرة.. هل هذا ما نريد..؟طبعاً لا فالمهم هو هل حدثت نقلة نوعية اكتسبها رجال الاعمال في مجالات مثل تشغيل محطات الطاقة والمياه وتشغيل المستشفيات ؟.
غياب
** غبت فترة ما بين الهيئة الملكية والهيئة العامة للاستثمار.. بصراحة.. أين كنت..؟
* (يضحك).. ما قلنا لا نريد أسئلة شخصية.. على أي حال تقاعدت وكنت أحاول أن أعمل في التجارة والأعمال الخيرية ولكن الفترة لم تكن كافية وهاقد عدت إلى العمل..
الغاز
** الغاز الصناعي أو غاز الوقود ودفن الأرض بالرمل العادي بدل رمل البحر.. هذا الموضوع أثير في أثناء رئاستك للهيئة الملكية..؟
* كانوا يعملون قنوات بحرية، حيث تستخرج رمال من البحر واستعملت وكان مشروعاً جبّاراً جداً في الجبيل بعض المحلات رفعناها مترين ثم أنشئت عليها إنشاءات كبيرة وكنا نبحث عن عامل السرعة فمن الضروري أن تدخل السوق في وقت معين، كانوا يبنون ثلث المصنع أو نصفه ويؤتى به على بواخر كبيرة، وأنشئت لذلك طرق خاصة، وأذكر أنه قد استخدم فيها عربة نقل مثل التي تستعمل لإطلاق صواريخ إلى القمر وفيها ستمائة كفر يحمل رقماً قياسياً (2600 طن)..
تفويض
** كيف هي نظرتك للتفويض الإداري.. هل أنت مركزي..؟
* اسأل الزملاء.. أنا أكره المركزية، لكن بعض الأحيان.. المركزية ربما تنجح.
مشكلة
** يمكن مشكلتك مع الأنظمة..؟
* قد تكون مشكلتي أن الأنظمة الحكومية لا تدخل «مخي» وأعاني منها، عندي مرض نفسي من سبع وعشرين سنة معها، واحاول العمل بشكل مختلف وليس من الضروري أن يكون اسلوبي ناجحاً ، وكرهي للمركزية سبب أخطاء إدارية.. (طبعاً ماني قاعد أحكي لك أخطاءنا، ترى فينا خير مثل غيرنا (يضحك)..
مانديلا
** أعرف أن لك علاقة مع نيلسون مانديلا المناضل ورئيس جنوب أفريقيا السابق..؟
* لا.. ليس لي علاقة به، لكن في عام 1994م أُمرت أن أكون مرافقاً له في زيارة خاصة وبقيت معه أسبوعين حيث كان في فترة نقاهة بعد أن أجرى عملية في عينه، وكان يريد بلداً صديقاً وجديداً، ولأنه يحترم المملكة العربية السعودية فقد طلب أن يأتي إلى هنا، وجاءني أمر بمرافقته في زيارته الخاصة ومكثت معه أسبوعين، ثم جاء مرّة ثانية بعدما تزوج وذهبت إليه وأخذت له «فطوراً سعودياً» وجلست عنده في قصر الضيافة، لكن لم أكن أعرفه شخصياً قبل ذلك مع أن كثيراً من الناس يظنون ذلك لكن هذا غير صحيح.. وفي الحقيقة فأنا أحترمه كفرد فهو رجل صريح جداً ولطيف جداً ورغم أننا نقابل زواراً كثيرين من رؤساء الدول.. فإني لم أر أحداً مثله، إنه شخص فريد..
مقارنة
** ألا تلاحظ أن ثمة ما يجمع بينكم.. ربما التواضع..؟
* لاأعتقد...
حضور
** كثيراً ما رأيت حرصك على حضور الندوات واللقاءات والمؤتمرات بالشكل الذي لم نعهده من رؤساء الأجهزة..؟
* هذا هو هدف عملنا، وأنا أؤمن جداً بالتواجد في كل مكان وبالاحتكاك مع الناس، وأؤمن جداً أن الناس حين يأتون للمملكة صحفيين وغير صحفيين فلن تصدق مدى التغير في أفكارهم، ولهذا أشجع الحضور، فنحن لسنا مجتمعاً فاشلاً لكن الصورة سيئة في الخارج أكثر مما تتوقع وبخاصة بعد الحملة الإعلامية التي تلت أحداث 11 سبتمبر..
بروتوكلات
** لكن ألا تلاحظ أن ندواتنا يغلب عليها الطابع الرسمي «البروتوكولي».. بخلاف ماهو في المؤتمرات العالمية الأكبر التي تكون بسيطة ومباشرة وتلقائية..؟
* والله نحن في الهيئة نعمل ورش عمل، هذا هو المفروض، وأنا أرى مثلك أن الناس تحضر الافتتاح فقط ثم لا تحضر البرنامج.. يعني حضور من أجل التصوير والوجاهة..
حكاية
** ما هي حكاية «العولمة» أو «الأمركة»..؟ وأين تقف «الخصوصية» داخل المتغيرات والاختراقات..؟
* معظم العالم يتجه اتجاهاً مختلفاً، ونحن نصبغهم عقائدياً دون أن نفهمهم، ونسيان ما يواجهك من التحديات والتيارات خطأ، الشيء الثاني إذا كانت عندك خصوصية مهمة فمن الشطارة أنك تكسب أحسن ما يوجد في العالم بالرغم من وجود الخصوصية دون أن تقف عائقاً أمامك دون المبالغة في باب سد الذرائع، وهو في معظمه تخوف من غير داعٍ، العولمة يا إبراهيم تصف أنشطة وتمثل نوعاً من التطور في الأنشطة الاقتصادية وليس ثمة شك أن لها تأثيرات اجتماعية سيئة ويتم الحد منها في بعض الدول من خلال الأنظمة والتنظيم والمتابعة لكن العولمة ليست مذهباً جديداً.. بل هي واقع يجب التعامل معه.
اختراق
** والاختراقات الثقافية.. ألا تخشاها..؟
* الخطأ من الدول النامية، إذا كنت لا تستطيع أن توظف إمكاناتك الثقافية بما يجعل الناس يشعرون أن لديهم ثقافة تأصيلية وتنمي في دواخلهم النشاط الثقافي فإنهم طبعاً سوف يبحثون عن ثقافات أخرى.. ودعني أسألك.. الثقافة كيف جاءت..؟ جاءت من التطور البشري في التعامل مع كثير من المواضيع ذات التأثير في المشاعر والآخرون عملوا منها تجارة كبيرة، فاعمل ثقافة منافسة لهم ولا تجلس فقط لمحاربتهم وإطلاق النار عليهم..، لا بد أن يكون عندنا نشاط ثقافي وهو جزء من حياة البشر، الترفيه أيضاً جزء من حياة البشر، سواء الترفيه العقلي أو البدني أو النفسي..
مؤامرة
** ماذا عن نظرية «المؤامرة».. التي صدعتنا بالركون إليها أو الاختفاء حولها..؟
* (يضحك) أنا أشعر ما فيه حل إلا أن تنافسهم في نفس النشاط.. يعني نتآمر مثلهم..وهذا حل عملي سهل..
نعمة
** الرأي المختلف.. كيف تقف منه.. نعمة أم نقمة..؟
* بالعكس.. نعمة.. تعرف الناس بماذا يحكون.. وحتى في العمل هذا شيء جيد، ولو جاء من مرؤسيك..
مصالح
** الكتاب الذين يكتبون من أجل مصالحهم.. لو كنت رئيس تحرير.. ماذا ستعمل بهم..؟
* لا تستطيع أن تحكم على أحد إلا حين تكون في هذا الموقع، الواحد يُنظِّر عن المبادئ وفي الواقع تختلف الحسابات..
إشادة
** كاتب أشاد بالهيئة ومدحها.. هل يعطيك هذا انتشاء..؟
* ربما.. لأن الناس سيقرؤون المدح الخاص بي.. لا.. فهذا يعتمد على نوعية الكتابة أو أهدافها والكاتب.
أخبار
** من أين تستقي الأخبار..؟
* مع الأسف من القنوات العالمية الأجنبية.. مع أن لدينا قنوات عربية أخبارها جيدة ورأيها يختلف من حيث الدقة لكن لا تثق فيها لأنهم يكررون بعض الأشياء من أجل الإثارة..
كتب
** هذه الكتب الموجودة على الطاولات وتحتها.. ما حكايتها..؟
*متنوعة هي مثل الديكور.. لأنها أرخص من التحف -يضحك-..
بداية
** أول كتاب قرأته.؟
* لم نكن نشجع القراءة هنا، وأنا درست الثانوية في بريطانيا، ورأيتهم كلَّهم يقرأون، ولذا بدأت أقرأ.. وأذكر أن أول كتاب قرأته هو قصة حياة تشرشل وهو كما تعلم أديب وكتبها بنفسه لتمثل سيرة ذات مستوى أدبي كبير..
الآن
** الكتاب اللي تقرأ فيه الآن..؟
* كتاب عن ممثل كوميدي اسكوتلندي اسمه «كونولي».. كتبته زوجته عنه وحيث كانت نشأته صعبة وصار كوميدياً مشهوراً.. وله أسلوب فريد في الفكاهة وأصبح الكتاب الآن «رقم واحد» في مبيعات الكتب..
ندم
** هل ثم كتاب ندمت على قراءته..؟
* لا.. لو فيه كتاب ندمت على قراءته، توقفت فوراً..
تكرار
** كتاب قرأته أكثر من مرة..؟
* كتاب «للورنس درل» وهو كاتب بريطاني مشهور عن «رباعيات الأسكندرية» فعندما تقرأه تحس أنك تعيش في تلك الفترة وكأنك تشم رائحة الاسكندرية في أواخر العشرينيات والثلاثينيات وترى الجاليات المختلفة وترى عالمية الأسكندرية..
نموذج
** هل هناك نموذج تحتذي به.. إدارياً أو شخصياً..؟
* بودي لو كنت مثل واحد رشيق وزنه (70كغم.. (يضحك).. حين كنت صغيراً كنت أحب أن أصبح لاعب كرة قدم محترفاً فطبعاً أتخيل أني ريفالدو مثلاً..
كرة
** تتابع الكرة الآن..؟
* نعم.. وبالأخص الكرة العالمية..
بكاء
** هل سبق أن بكيت..؟
* دائماً الواحد يبكي من الفرح ومن الحزن وكلنا تواجهنا أشياء تُبكي، أنا أبكي يومياً في العمل (يضحك)..
سعادة
** هل أنت سعيد..؟
* في بعض الامور.
مفهوم
** ما هي السعادة..؟
* هذا السؤال يناسب غازي القصيبي، السعادة راحة الضمير، وأن ترى السعادة على وجوه الآخرين السعادة عدة أشياء، أرى السعادة في العمل، في أداء خدمة وحل مشكلة، أن تحقق إنجازاً ولو بسيطاً، هناك أشياء صغيرة تحقق السعادة بدلا من انتظار الأشياء الكبيرة.
حاجة
** ذوو الحاجة متى يلتقون بك..؟
* الباب مفتوح، مهما عملت ومهما بذلت فلن تغطي احتياجاتهم..
خيرية
** لكن لك توجه في العمل الخيري..؟
* الإنسان يساعد المؤسسات الخيرية بقدر المستطاع وليس فقط التبرع المالي..
أرق
** هل تعاني من الأرق..؟
* لا.. الحمد لله النوم منتظم لكن غير كاف، ما زلت أتدرب على النوم بعد الظهر وبالليل أحاول ان أنام مبكرا ، وأحب أن أنام على الكرسي، أحب أن آكل قبل أن آكل وأنام قبل أن أنام (يضحك) ومشهور في عائلتنا عني أني أنام على كرسي من أيام الدراسة..( ليس في الفصل طبعاً )
أنا
** من أنت..؟
* إلى الآن أحاول أن أعرف، ما زلت في طور الاكتشاف..
ملل
** هل مللت من الأسئلة..؟
* لا.. لكني مستعجل فقد مللت من عامل الوقت.. ولكني بالعكس حريص على مثل هذه اللقاءات المختلفة..
نهاية
** هل بقي شيء..؟
* لا.. شكراً جزيلاً لك وللقراء الكرام.
|