حدثت طفرة هائلة في التشخيص المبكر والعلاج لأمراض الجهاز الهضمي والكبد في خلال العشر سنوات الأخيرة وذلك للتطور التقني الهائل الذي حدث في صناعة أجهزة مناظير الجهاز الهضمي فالأجهزة الحديثة اتسعت زاوية الرؤية الخاصة بها مما جعل التنظير العلوي والسفلي أكثر سهولة وذا فائدة أعلى بكثير من ذي قبل فالطبيب الخبير بواسطة هذه الأجهزة لا يحتاج لتحريك المنظار بكثرة داخل القناة الهضمية مما جعل التنظير أكثر راحة للمريض بواسطة مهدئ خفيف لا يشعر المريض بأي آلام أو مرور المنظار خلال القنوات الهضمية.
هذا بالاضافة الى القدرة الهائلة على اكتشاف أي تغيرات في القناة الهضمية مهما كانت صغيرة أو موجودة في أماكن كان يصعب على المناظير القديمة تشخيصها أو أخد عينات منها وهذا جعل هناك تشخيص مبكر لأمراض الجهاز الهضمي «مثل الالتهابات» قبل وصولها الى درجة التقرحات وأيضا الاكتشاف المبكر للأورام «المرئ، المعدة، القولون» التي يكون نتائج العلاج فيها أفضل بكثير من التدخل المتأخر. لهذا ينصح المرضى الذين يعانون من متاعب بالجهاز الهضمي «مثل آلام أو حرقان المعدة أو القيء المتكرر أو إمساك متزايد أو دم بالبراز» التوجه لاستشاري الجهاز الهضمي للتعرف على طبيعة المرض بأن هناك مواد حديثة وأجهزة متطورة لتعقيم المناظير جعلتها وسيلة تشخيصية آمنة.
وبوجود استشاريين من النساء بقسم الجهاز الهضمي يتم تشخيص وعلاج المرض بأحدث الوسائل العلمية ويضمن عدم تعرض المريضات لأي حرج أثناء التنظير وخاصة التنظير السفلي. وقد امتد دور المناظير الى العلاج أيضا فبواسطته يتم علاج بعض الأمراض «مثل حقن أو ربط دوالي المريء» وأيضا بواسطة المنظار السفلي يمكن علاج البواسير بالربط وازالة اللحميات القولونية وتحليلها وعمل توسعة للقولون أو المريء وتركيب دعامات دائمة دون أن يضطر المريض للجوء للعمليات الجراحية الكبرى ويمكن للمريض مغادرة المستشفى باليوم نفسه.أما في مجال الكبد فحدث أيضا تطور لا يقل أهمية عن سابقه في علاج أمراض الكبد وخاصة الفيروسية منها، وأصبح الآن بواسطة أحدث التحاليل الطبية الكشف عن الفيروس نفسه المسبب للمرض وعلاجه. وقد أصبح علاج الفيروس الكبدي «ب» يسيراً بواسطة دواء يعطى عن طريق الفم وليس عن طريق الحقن كسابقه أما الفيروس «س» فأصبح يعالج بدواء جديد يؤخد عن طريق الحقن تحت الجلد مباشرة مرة واحدة أسبوعياً بدلاً من الحقن اليومي هذا مع اعطاء نسبة شفاء أعلى بكثير من الأدوية السابقة لذلك ينصح أي مريض كبد أن يراجع استشاري الجهاز الهضمي للوصول للشفاء بإذن الله.
(*) استشاري أمراض الجهاز الهضمي والمناظير والكبد بالمركز
|