انهم يعودون محملين بالذهب..!
* قاماتهم تلامس السماء طولا..!
* شكواهم انبرت لما هو أعتى.. بل أمر وأدها!!
* أحدهم لم يستطع نطق الانتصار فكتب عبارته الشهيرة (لقد فزنا وانتهى كل شيء)!!
* كل شيء يتلاشى يغدو، يمضي إلا الإعاقة.. الألم.. الجمود، فلا انتصار.. إلا بالذهب القابع نحو احلامهم
* رجالا كانت طلائع (الحاظهم) ينم عن حب دفين لاتعيه الإعاقة أو تلك العين الباهتة..!!
* حب أشبه مايكون بقراءة مستديمة لما يعطيه الوطن لابنائه ورجاله وأطفاله.
* كان الذهب يعتمر أجسادهم النحيلة وكان الظفر به أكثر بكثير من كل آهات الرجال وأحلام الصبية!!
* كانوا يقولون لنا ذات يوم ان الاعاقة ليست اعاقة جسمانية.. أو ذهنية.. بل هي اعاقة في السلوك.. السلوك وحدة.. وليتنا صدقناهم!
* قالوا لنا ان الإعاقة لا تنتصر على الرجال أو الابطال أو حتى الحالمين بحب وطنهم.. وليتنا صدقناهم..!
* قالوا لنا ان الإعاقة هي إعاقة الفكر القاصر المتمرد بسلوكه وكبريائه.. وليتنا عرفنا ان الفرق جدا كبير بين من أصيب في جسده.. ومن أصيب في عقليته وذاته ثم سلوكه..!!
* ثلاث عشرة ميدالية ذهبية قال عنها أحدهم وهو يعتمر مركبته انها شيء خارق.. انها شيء غريب.. لا أظن ان تحدث طواعية لولا عمل أولئك المخلصين أظنهم كانوا يعملون في صمت وسكينة حتى جعلوا الذهب يتحدث عنهم.
لا أعرف أناساً كثيرين فعلوا مثل ما فعل أولئك الرجال لكني أعلم جيداً ان الإعاقة هي ابتلاء لا يوقفه عزم الابطال ولا روح العمل والكفاح.. أما إعاقة الفكر فهي لأولئك الشاذين سلوك منحرف خارج عن القانون أو الحس الوطني فقط استعيذوا بالله منه.. فإما حياة البؤس وإما روح العمل الدؤوب الذي لا يعرف الكلل أو الملل.
كان أحد (المتذاكين) من الأعراب (المتملقين.. الانتهازيين) ينوي مقابلة الوالي فهداه عقله الى بتر يمناه من مفصلها.. فعل ذلك ثم مضى إلى حيث إيوان الوالي وبعد ان مثل أمام يديه قال له: يا سيدي الوالي ها أنا أقف بين يديكم بعد ان قابلتك قبل شهر من الآن مصادفة في حانوت المدينة ثم لاطفتني وصافحتني في يميني واني ياسيدي الوالي قد قطعت يدي اليمنى ذلك لأنني لا أريد ان تصافح أحدا سواكم بعد هذا الشرف العظيم واني والله قد حل بي عاصوف من شوقي القديم وحضرت لاستميحكم عذرا في رؤية محياكم واشباع ناظري بهيبة طلعتكم.
عندها أدرك الوالي مقصد الرجل ثم قال له: وكيف ستصافحني الآن فقال الإعرابي: بما أنت آمرني به يا مولاي.
قال الوالي: وان طلبت مصافحتي فما أنت فاعل؟
فقال له الاعرابي: ياسيدي سأضع رأسي على يدكم لاقبلها فهامة المرء اعظم وأعز وأكرم.
فقال الوالي: قبلت على ان أرى مدى ما تكنه لي من حب وولاء وتفعل.. برأسك مافعلت بيمينك.
ثم نادى في السياف فحضر مجلس الوالي حاملا سيفه الغليظ.
عندها بدأ الأعرابي في التمتمة وخرج منه عرق شديد وتقدم للوالي باكيا طالبا منه الصفح عن حماقاته وسذاجته!
فأمر الوالي بجلده بعد ان لقنه درساً لن ينساه أبداً.
خرج الاعرابي من ايوان الوالي وهو يردد بيت نصر بن حجاج:
طننت بي الظن الذي ليس بعده
بقاء فمالي في الندا مقام
أورد ذلك كل ذلك حتى يكف أولئك عن إعاقة الفكر التي يظنون بها انهم أناس خارقون للعادة رغم انها قد تسبب لهم إعاقة البدن في أحيان كثيرة.. أما الآن فقد حان الوقت لأن نهنئ أنفسنا على صنيع أولئك الأبطال فقد همسوا في آذاننا ان الوقت يتسع لمزيد من الابداع.
المالك.. (نجاح رجل ومهمَّة إنسان)
جمعتني إحدى الصدف الصاخبة من ليالي الافراح المكتظة هذه الأيام بسعادة رئيس التحرير «الاستاذ خالد المالك» صافحته وعرفته بشخصي الضئيل ثم قلت له إننا مازلنا في القسم الرياضي ننتظر مزيدا من دعمكم اللامحدود الذي عودتمونا عليه دائماً.
قال لي إنكم تعيشون في مملكتكم الخاصة بكم التي يرعاها مدير التحرير بعناية واقتدار.. انكم تزدادون تدريجيا وأظن ان السواد الأعظم منكم يتشح باللون الأزرق والأبيض قلت له بل يوجد آخرون بميول أخرى مختلفة فالجريدة ملك للجميع.. وأنت ملك لنا.
قال ولكنهم قلة
قلت له ولكن قدرة ومساحة ومجال ما يكتبه أولئك يفوق بكثير تلك الأقلام الزرقاء.. واسأل القلم الأحمر ان شئت؟
شكرته بعد ان قال ان الجريدة هي ملك لكم جميعاً وأنتم ان شاء الله أهل لها..
غادرته وأنا أرى (خالد المالك) الانسان وهو يسرق اللب من البصر دون ان تحس به أو تلحظه أو حتى تدري عنه يسرق القلب بلطفه.. والنظر بتعامله.. والروح ببساطته.
مثل ذلك التعامل في البساطة والوضوح هو اتقان جديد لاسرار المالك التي مضى على اتقانها اكثر من ربع قرن من زمن الابداع والشموخ.
|