كثيراً ما أوقفني حال البشر..!!
لأراهم في سعة من أمرهم، لم يرضوا بما قسم الله لهم..!!
ينعمون من نعم خالقهم، ليتراءى إليهم أنهم يتقلبون بين الشدَّة واليأس..!!
أوقفني لبرهة حال أولئك الناقمين..!!
وعلى أحوالهم يولولون..!! أستقرئ عيونهم.. لأتعرف أن هناك ثمة مشكلة..!
لا يعون.. ولا يدرون أنهم أناس قلقون.. حائرون.
فزيد مطمئن النفس راضٍ بما قسم الله له، بينما عمر قلق وجل يهرب من المجهول وإليه.
أتأمل فيه لحظة وأنا أردِّد قوله تعالى: {وّنٍنّزٌَلٍ مٌنّ القٍرًآنٌ مّا هٍوّ شٌفّاءِ وّرّحًمّةِ لٌَلًمٍؤًمٌنٌينّ}
وقول الشاعر:
ألا أيها المرء الذي ألم به برح ، إذا ضاق بك الصدر ففكِّر في ألم نشرح
غريب ذلك الإنسان.. خُلق حراً سعيداً، ويجعل من نفسه عبداً تعيساً.
يستجيب لحالات الخوف والفزع ليصبح فريسة سهلة للقلق من المجهول ولو تذكَّر قول إبراهيم بن الأدهم لرجل مهموم حزين.
أني أسالك عن ثلاثة فأجبني، أيجري في هذا الكون شيء لا يريده الله؟
قال الرجل الحزين: لا
فقال إبراهيم: أينقص من رزقك شيء قدَّره الله؟ فقال الرجل: لا.
فقال إبراهيم: أينقص من أجلك لحظة كتبها الله؟ قال الرجل: لا.
فقال ابراهيم للرجل: فعلامَ الحزن والهمُّ إذاً؟
حقاً كلام جميل ككلام قائله..!! حريٌ بالإنسان أن يخاف ربه، يخاف من عقابه.. يعمل لآخرته وليومه.
قال عروة بن أذينه: لقد علمت وخير القول أصدقهُ
بأن رزقي وإن لم آت به يأتيني ، أسعى له فيعنيني تطلُّبه
ولو قعدت أتاني لا يعنيني
فحري ببني الإنسان أن يعيش لمستقبله يطرح الهموم والمخاوف خلف ظهره.
يتذكر لحظات السعادة وليكن واثقاً بأن حياته مرهونة بقرارات نفسه..
فِلمَ لا تأخذ أيها الإنسان من وقتك ساعة.. تطهِّر فيها قلبك وتقنع بما قسم الله لك وتقرأ ما تيسر لك من القرآن.. فلربما يشرح الله لك بها صدرك.. ويفتح بها أبواب رزقك.
|