إن فكرة إنتاج وإيجاد أكثر من نوع من وقود السيارات، «البنزين» في محطات التعبئة ليست بجديدة على أسواق الوقود في العالم، فلا يكاد يخلو بلد من توافر أكثر من فئة «بنزين» في محطات تعبئة الوقود.
لكن قبل أن يتضح للقارئ الكريم ما إذا كانت أسعار «البنزين» ستنخفض فعلاً أو تزداد بمقتضى هذا القرار، لنبين ما المقصود ب «أوكتان 91»، و«أوكتان 95» المذكور في القرار؟ الأوكتان: هي وحدة قياس مبتكرة تحدد قدرة الوقود «البنزين» على مقاومة «القرع أو الضرب»، وهو الصوت الحاد الذي يصدر عن تحرك السيارة عند الدوران، مع العلم أن الأوكتان هي أيضاً مادة كيميائية فعالة في الاحتراق، لكن تم الاصطلاح لوضعها كمقياس لكفاءة احتراق الوقود، ووضع لهذه المادة قياس 100، ومن ثم يقاس كفاءة احتراق الوقود نسبة إليها.
في كثير من محطات تعبئة الوقود حول العالم غالباً ما يوجد ثلاثة أنواع من «البنزين»: «عادي، ممتاز، وخاص»، وهذه الفئات تتراوح مقاييسها ما بين 87 إلى 98 أوكتانا، أما «البنزين» المتوفر حالياً في أسواق المملكة هو من قياس أوكتان 95، ولا شك أن هذه الدرجة العالية نسبياً من الأوكتان تساعد عمل محركات السيارات بشكل كبير في فعالية عملية الإحتراق داخل المحرك.
ولذلك نحن نختلف مع الطرح الذي يقول بأن غالبية السيارات ستستخدم الفئة الجديدة فئة 91 أوكتانا، وإن الاستهلاك سيتم ترشيده بحيث يصبح «البنزين» من فئة أوكتان 95 محصوراً على السيارات الفاخرة، التي تطلب درجة عالية من الأوكتان لأمور منها:
الأول: الآن ومع مضي الوقت سيصبح معظم- إن لم يكن كل- السيارات مزودة بالحساس الإلكتروني الذي يستشعر ويقلل من عملية «قرع المحرك»، ولن يكون حصراً على السيارات الفاخرة كما مر سابقاً، بل إن كثيراً من السيارات الان مزودة بهذا الجهاز، وهي لا تعد من فئات السيارات الفاخرة، وبالتالي سيتقلص استخدام الفئة المتدنية من «البنزين» إلى حد كبير على عكس المتوقع.
الثاني: العوامل التي تؤثر في عملية «قرع المحرك» واحتياج المحرك لدرجة معينة من الأوكتان متعددة منها: حرارة المحرك، الارتفاع عن سطح البحر، توقيت شعلة الاحتراق، طريقة القيادة، وازدياد الترسبات في داخل غرفة الاحتراق في المحرك، والعامل الأخير- ازدياد الترسبات هو من أهم العوامل التي تؤثر في عملية الاحتراق، وتحديد الأوكتان المطلوب.
ذلك، أن السيارة الجديدة قد لا تتطلب مستوى عالياً من الأوكتان، لكن مع مضي الوقت تزداد الترسبات الناتجة عن عملية الاحتراق في داخل غرفة الاحتراق وتزداد بالتالي حاجة المحرك لأوكتان أعلى، وهذا الأمر يستمر حتى يصل إلى مستوى لتستقر عنده تلك الترسبات، ويستقر ذلك الأوكتان الذي عادة ما يكون بين 3 إلى 6 درجات أعلى من المستوى الذي كانت تحتاجه السيارة وهي جديدة.
وإن كان ما بدأت السيارة باستخدامه هو «البنزين» من فئة أوكتان 91، فحتماً ولتخفيف القرع الذي يزداد في محرك السيارة تدريجياً سيتجه أصحاب تلك السيارات لاستخدام «البنزين» من فئة أو كتان 95، وعندها لن يتحقق الهدف الذي من أجله أوجدت تلك الفئة.
الثالث: أن السيارات في المملكة قد استقرت على استخدام «البنزين» من فئة 95 فيصعب على ضوء ما ذكرنا أعلاه تحول استخدام تلك المركبات إلى أوكتان 91، لشبه حتمية ازدياد قوة قرع المحرك الذي سيضر بالمحرك مما يدفع صاحبه للاستمرار على استخدام فئة أوكتان 95.
وبهذا التفصيل السابق، أختم هذا المقال بسؤال أدع الجواب عليه للقراء الذين فهموا معناة: هل أسعار «البنزين» ستنخفض أم ستزداد؟
مصفاة الرياض- أرامكو السعودية
|