أنا يا نجد فيك متيمٌ، خا
فقي في حب نجد لا يَملُّ
لها في القلب منزلة وعشق
غلاها لو نداريه يُطلُّ
ونعشق غير دار المهد داراً
يطيب لنا بأعينها محلُّ
ونطرب حين تنشدنا قصيداً
وحين يمرنا جبلٌ وسهلٌ
ونفرح كلما ائتزرت سحاباً
وخضْب كلها مطرٌ وسيلُ
نردد اسمها بين الندامى
فيعبق حولنا بنٌ وهيلُ
يسافر طيبها في كل صوبٍ
كأنّ الأرض أطيابٌ وفلُ
ونعشق بين كل الدور داراً
ألفناها وضم الشّمل شملُ
وهبناها الشباب وكان غضاً
كزهر الصُّبح إذ يغشاهُ طلُّ
سمونا في العطاء وكان ثراً
نهارٌ كان يشغلنا وليلُ
فأعطتنا كما تعطي بنيها
وكحّل طرفنا ثمرٌ وظلُّ
يكدرنا انزعاج قطاة نجدٍ
ونزعل لو عدا في الليل ثَعلُ
فكيف إذا يباغتها اعتداءٌ
ويخدش أمنها عمل مُخلُّ
وكيف إذا تنوح على عزيزٍ
ويغرق في بحور الرّعب طفلُ
نعادي من يعاديها ابتداءً
ونربأ أن يمسَّ البيتَ جَهْلُ
ونمضي حين تطْلُبنا جنوداً
وإن صَهَلَتْ غداة الجمعِ خيلُ
فأفضل أنعم الدنيا أمانٌ
وخير سجية في النّاس بذلُ
عظام القوم أفضلهم خصالاً
وشرّ الناس من يغريه قتلُ