مهرجانات منطقة مكة المكرمة نوافذ رزق للشباب وأبواب توفير للعائلات

* جدة - خالد الفاضلي:
يتحفز مئات من شباب وشابات منطقة مكة المكرمة لاقتناص فرص عمل متاحة لمدة شهر واحد فقط بعد نجاح مجموعة من رجال اعمال منطقة مكة المكرمة في تعديل وتصحيح مفاهيم سابقة عن السياحة المحلية واستطاعوا ان يبنوا في منطقة صحراوية بين مكة وجدة مدينة متكاملة تعيش لمدة 30 يوماً سنوياً بدءاً من منتصف الشهر الحالي تحت اسم «مهرجان مكة خير 24».
ووجدت «الجزيرة» اثناء زيارتها لموقع المهرجان عشرات من شباب وشابات جدة ومكة يضعون بياناتهم الشخصية في «استمارات» مخصصة لاستخراج بطاقات وتصاريح تتيح لحامليها دخول المهرجان والعمل فيه، بينما كان حديث محمد الشهري طالب في جامعة الملك عبدالعزيز ملخصاً لرغبة كثير من الفتيان والفتيات بالمشاركة في عمل زمني محدود وفرصة للتدريب على مهارات البيع والتعامل مع العملاء، وكذلك بحثاً عن دريهمات تسد ابواب المصروف اليومي لهم.
وبدأت منذ شهرين معالم المدينة المصنوعة من خيام تنمو وترتفع بسرعة نتيجة انشغال 300 عامل في نصب خيام تغطي مساحة مليون متر مربع لاستيعاب فعاليات وزوار مهرجان «مكة خير 24» بينما تكشف كل التفاصيل عن امتلاك المنظمون قدرات متميزة وخبرات تتضح من اختيار الموقع وادارته وتحويله من مجرد مواقف سيارات اثناء الحج الى مهرجان تعاطت معه وسائل الاعلام وتحمست له بشكل يثير غيرة مهرجانات مولودة قبله بسنوات.
يتحدث محفوظ مرعي بن محفوظ رئيس اللجنة المنظمة عن شركاء النجاح باطراء مشيراً الى ان الاهداف الوطنية تسبق الاقتصادية وانهم ارادوا ان يساهموا في مساعدة العائلات السعودية على الاستمتاع بالصيف دون الحاجة الى ارهاق اقتصادياتهم بفواتير السفر والحياة في دول اوروبا وامريكا، وعندما سألناه هي تعتقد انهم سينالون مقداراً متعادلاً من التمتع بأوقاتهم؟ اجاب لقد صنعنا لهم مدينة متكاملة، فبدلاً من الترحال للمدن البعيدة اتينا لهم بمدينة صيفية متكاملة.
ويراهن بن محفوظ على ادراك العقل السياحي السعودي متاعب ومشقة باتت تعترض طريق السواح السعوديين خاصة والعرب عامة في مطارات دول الغرب او اثناء التجوال بين مدنها وشوارعها، اضافة الى أن اولويات مغريات السفر تبدلت مع مرور الايام، مشيراً الى ان دوافع السفر لدى شباب الامس تختلف تماماً عن دوافع سفر شباب اليوم، اضافة الى أن صيف منطقة مكة المكرمة بدأ يستقطع فعلياً عدة ايام من جدول سياحة العائلات السعودية والخليجية، وان الرهان الحقيقي يمكن في قدرة صناع السياحة والمهرجانات على استبقاء العائلة اطول وقت ممكن.
وكانت مهرجانات منطقة مكة المكرمة محصورة في مدينة جدة والطائف قبل أن يقرر رجال اعمال سعوديين هذه السنة الاستفادة من احصاءات ودراسات تؤكد قدوم 3 ملايين معتمر خلال اشهر يقضون عدة ايام بين مكة وجدة والمدينة المنورة ولديهم استعداد ورغبة للتنقل بمرونة حال انتهى شعائر العمرة، وكانت الدراسات تراهن على تحقيق ثورة سياحية تدر مليارات الريالات اذا استطاع صانعي السياحة السعودية وتنظيماتها بناء خط سياحي يمتد من المدينة المنورة الى مكة المكرمة مروراً بجدة ضمن مواصفات لا تخرج عن البيئة المقبولة اسلاميا واجتماعياً وتتوافق مع رغبات الحاج والمعتمر وايضا السعوديين المقيمين في مدن بدأت تتحور وتتخذ طابع المدن السياحية.
من ناحية ثانية، توفر مهرجانات منطقة مكة المكرمة اكبر فرص وظيفية للشباب والشابات من خلال 3 مهرجانات تبدأ في ازمنة متوالية، كما انها توفر فرصاً متعددة لشباب اعتادوا على ممارسة مهن يدوية سنوياً وبيع منتجاتهم على الارصفة وفي الساحات الكبيرة، وعلى المارين بجوار الكورنيش.