لم يعد هناك مشكلة أمام من يختار المصيف في بلاده..
** كان الناس إلى وقت قريب.. يشتكون ويقولون.. أين نذهب؟ أين نمضي الوقت؟
** اليوم.. كل شيء موجود.. وكل شيء متاح.. وصارت السياحة صناعة متميزة في بلادنا..
** ورغم أن هيئة السياحة وليدة.. إلا أنها وكما يبدو.. تؤسس لقواعد صلبة قوية.. وتسعى بكل قوة.. لأن يكون لها كيان وحضور قوي فاعل رغم كل المعوقات والصعوبات التي تواجهها.. وهي صعوبات لا يمكن التقليل منها أو تجاوزها ببساطة.
** في بلادنا.. يشتعل الصيف ناشطاً..
** في المجال الشرعي.. هناك عشرات الدورات العلمية الشرعية.. التي هي في الأساس للنخبة وللمتميزين.. ولطالبي العلم الشرعي المتعمق الرصين.. على أيدي فقهاء الأمة..
** ففي عدد من الجوامع الكبيرة داخل المدن الكبيرة.. هناك العديد من الدورات العلمية الشرعية.. ودورات تحفيظ القران الكريم.. وهي مستمرة لحوالي الشهر أو أكثر.. ينهل منها طلبة العلم رحيق العلم الشرعي المتميز.. ويتخرجون من هذه الدورات بحصيلة شرعية هي في الغالب.. لتأسيس طالب العلم.. وتعليمه كيف يتعامل مع الكتب والمراجع.. وكيف يبحث وكيف يقرأ؟
** هناك المراكز الصيفية التي تتبع لوزارة التربية والتعليم.. والجامعات السعودية والمؤسسة العامة للتعليم الفني والتدريب المهني وجهات أخرى لها إسهام واضح في الصيف.
** هذه المراكز.. تستقطب الطلبة والطالبات.. وتتيح أمامهم فرص شحذ مواهبهم وصقل قدراتهم.. وتشغل أوقاتهم بكل مفيد ونافع.
** وهناك أيضاً المناشط السياحية المختلفة الأخرى في مجالات شتى.. كمواسم التسوق والمهرجانات الأخرى.. وبالذات في جدة.. التي غطَّت على عواصم عربية ومدن عربية كان لها السبق ولكن جدة.. أعلنتها تفوقاً.
** ورغم أن أكبر وأضخم الفنادق في المملكة تقع في جدة.. إلا أنها «فل» ورغم أن أكبر الشقق المفروشة في جدة.. إلا أنها «فل» والطَّيران إلى جدة «فل» ذلك أن جدة.. أعلنته صيفاً مليئاً بمناشط في كل اتجاه.
** في جدة.. تجد كل شيء.. حتى لو بحثت عنه الساعة الرابعة فجراً..
** كل الخدمات هناك.. الناس هناك.. تزحف ليل نهار.. ويظهر أن سكان جدة ينقسمون إلى قسمين.. قسم يظهر في الليل.. وهم أهل جدة.. وقسم يظهر في النهار.. وهم «رْبِيْعنا» ولو ظهروا سواء.. لضاقت بهم الشوارع.. ولأغلقت تماماً.
** يقولون.. إن سكان بعض المدن التجارية يتضاعف في الصباح وينكمش في المساء.. ذلك أنها تستقبل من المدن والقرى والضواحي المجاورة آلاف الأشخاص.. لكن جدة.. تحتضنهم على طول.. لأن جدة.. «غير..؟!!».
** أما الجنوب.. والطائف.. والمنطقة الشرقية فلها قصص أخرى.. ونجاحات أخرى.. ومواسم لا تتوقف.
** إذاً.. لماذا السفر للخارج؟
** لاشك أن السفر للخارج تراجع.. بل قَلَّ بشكل ملحوظ.. لكننا نريده أن يتوقف.
| 
