* جدة - خالد الفاضلي:
يسعى 14 مصنعاً اعتماداً على رأسمال تأسيسها البالغ 500 مليون ريال لتغطية احتياج السوق السعودية ببيع 350 ألف وحدة تكييف «شباك، سبلت، مركزي» ومع تصدير جزء منها الى دول خليجية ومجاورة بقيمة 230 مليون ريال سنوياً، بينما تستورد السعودية في ذات الوقت 200 ألف وحدة من خارج الحدود، في حين تشير احصاءات الى ان قوة الطلب تتجاوز 700 ألف وحدة تكييف سنوياً.
تنتج المصانع السعودية مليون و200 ألف وحدة تكييف «شباك، 200 ألف سبلت، 60 ألف مركزي» يساندها توسع النشاط العمراني، ومناخات بيئية تقرن بين ارتفاع درجة الحرارة «46 درجة في حالات كثيرة» ومعدلات رطوبة عالية على امتداد ساحلي الخليج العربي والبحر الأحمر. من ناحية ثانية، يدب الرزق في يد عمال صيانة من جنسيات متعددة يعملون عن احتراف أو ادعاء في ورش صيانة صغيرة تتناثر على أطراف الأحياء السكنية والشوارع الفرعية، يتسابقون على اقتناص سوق موسمية تقدر قيمتها بعشرات الملايين مقابل صيانة وتنظيف أجهزة التكييف المنزلية «تعبئة فريون، تبديل مراوح، مجسات»، في حين أصبح المستهلك السعودي يلاحق مصانع تقدم ضمانات لعدة سنوات على ضواغط الغاز «الكمبروسر».
يرجع مديرون تنفيذيون في مصانع تكييف محلية اكتساح 200 ألف وحدة تكييف أجنبية «نصيبهم» في السوق السعودية الى خفض الجمارك نسبتها على الواردات الى 5%، ويصفون منافسة المنتج الأجنبي وتحديداً «الكوري» بالخطيرة، وبالتالي فإن نسبة مبيعات بعض المصانع السعودية لا تتجاوز 10% من حصة السوق، رغم رواج بقية طاقتها الانتاجية في دول مجاورة «صادرات قيمة 233 مليون ريال». وتنحصر قوة الطلب في السوق السعودية على مكيفات ذات سعر متدن، سهلة التركيب، وصوتها هادئ، بينما تصل مؤشرات درجة الحرارة خلال الأشهر الثلاثة القادمة الى 40 درجة في ساعات النهار.
يعتمد ذوو الدخل المحدود من السعوديين على وحدات تكييف مستعملة، ويلتقطونها من ورش صيانة المكيفات أو «حراجات» متخصصة في بيع الأجهزة المستعملة، كذلك يفعل أبناء جاليات آسيوية وأفريقية، وأيضا جيوش العزاب من «العمالة» وطلاب الجامعات الماكثين لدراسة «الصيفية»، في حين لا تزال عائداتها المالية عشرات الملايين سنويا بعيدة عن متناول الشباب السعودي رغم بساطة أدواتها، ووجود مراكز ومعاهد فنية دربت الآلاف منهم خلال السنوات العشر الماضية على صيانة جميع أجهزة التكييف.
من ناحية ثانية، تتحمل شركات الكهرباء عبء ملاحقة أعطال وحرائق كهربائية تتكاثر سنويا خلال الأشهر الثلاثة القادمة، بينما صيف جدة للسنة الماضية حرائق تسبب بخسارة مئات الملايين من الريالات نتيجة التماس كهربائي وكان أشهرها احتراق مستودع قطع غيار تويوتا ومتحف عبدالرؤوف خليل.
|