* عمان الجزيرة خاص:
على مدى عقدين من الزمن، استمرت «مؤسسة التعاون» بالاستجابة لحاجات المجتمع الفلسطيني التنموية، واستكمالاً لهذا الهدف عملت المؤسسة على توفير الدعم الإغاثي العاجل لمتضرري الانتفاضة وضحايا العنف الإسرائيلي من خلال تبنيها لمشروع «صندوق الأقصى».
لقد اعتمدت لجنة الطوارئ المنبثقة عن مجلس أمناء مؤسسة التعاون إستراتيجية تقوم على تقديم الدعم من خلال صندوق الأقصى وذلك عبر مرحلتين أساسيتين، المرحلة الأولى تختص بتقديم الإغاثة الطارئة المباشرة وشملت مساعدة 35 مؤسسة أهلية و87 عائلة فلسطينية متضررة، في حين كانت المرحلة الثانية مخصصة لإعادة تأهيل الجمعيات وشراء الأجهزة والأدوات المساعدة لتعزيز طبيعة عمل هذه المؤسسات البالغ عددها مئة وإحدى وتسعين جمعية.
كما تميزت مشروعات صندوق الأقصى بتعدد القطاعات المستفيدة من برامج المساعدة، حيث تم تمويل ما يزيد عن مئة مؤسسة تعالج المرضى والمصابين والمعاقين، بالإضافة إلى تجهيز سبعة مراكز طوارئ، إلى جانب تقديم العون للجمعيات العاملة في مجال الإرشاد النفسي.
ولم تقتصر جهود المؤسسة في الإغاثة الطارئة على تخصيص إيرادات صندوق الاقصى للقطاع الصحي والمساعدات الاغاثية الطارئة، بل امتدت لتصل إلى عشر جامعات وإحدى عشرة كلية مجتمع، غطت أنشطة دعمها تسديد الأقساط الجامعية لعدد من الطلاب الفلسطينيين، ضمن مشروع تم تمويله من الصناديق العربية. ومن المتوقع أن يغطي المشروع أقساط ما لا يقل عن 37% من مجموع طلاب الجامعات الذي يبلغ في الفصل الدراسي الثاني 87 ألف طالب.
كما تم تقديم مساعدات إغاثية طبية طارئة ممولة من «مؤسسة التعاون» ولجنة مستشفيات القدس إضافة إلى لجنة الدعم الطبي في الأردن (MAPJ) وبرنامج الخليج العربي لدعم منظمات الأمم المتحدة الإنمائية (AGFUND).
إن برامج ومشروعات صندوق الأقصى التي تم تنفيذها على مرحلتين شملت مئات المشروعات بتكلفة حوالي 7 ملايين دولار، في القطاعات الصحية والتأهيلية، وشملت جهود الإغاثة ودعم الصمود وبرنامج التكافل الأسري وتوزيع الطرود الغذائية الذي قدّم المعونة لأكثر من اثني عشرة ألف عائلة، واستطاعت «المؤسسة» المساهمة في تشجير وزراعة بعض الأراضي التي عملت قوات الاحتلال الإسرائيلي على تجريفها، إذ تقدر مؤسسة التعاون المساحة التي تمت زراعتها بحوالي 1603 دونم تشمل ثماني محافظات في الضفة الغربية وقطاع غزة.كما خصصت المؤسسة أكثر من نصف مليون دولار تم صرفها على نشاطات خاصة بالتشغيل وايجاد فرص عمل مؤقتة، ووفرت هذه المشروعات ثمانية وعشرين ألف يوم عمل في مجالات إعادة التأهيل للأبنية ومراكز العلاج كما شملت المرحلة الثانية عقد دورات تدريبية للمصابين والمعاقين.ونظراً لاستمرار الانتفاضة الفلسطينية وتفاقم معاناة الشعب الفلسطيني، عملت المؤسسة على تعزيز أنشطتها الإغاثية الهادفة لتخفيف معاناة الفلسطينيين، فقامت بتمويل والإشراف على تنفيذ مشروعات عدة في مجال التشغيل الطارئ متجاوبة بذلك مع احتياجات المتضررين من الحصار والإغلاق، وامتدت المشروعات لتشمل توسيع مقار أربع عشرة جمعية وإعادة تأهيل الأبنية وتقديم خدمات ونشاطات شبابية ورعاية المسنين والمعاقين ومصابي الانتفاضة.
وقد قامت لجنة مناصرة الشعب الفلسطيني في مملكة البحرين بتمويل عدد من الأنشطة شملت المساهمة في دعم طلبة الجامعات الفلسطينية، ودعم الميزانيات الإدارية والتشغيلية لعدد آخر من المؤسسات الأهلية، التي فقدت مصادر تمويلها وأوشكت على الإغلاق.
وفي ظل تفاقم الفقر في الأراضي الفلسطينية جراء سياسة الإغلاق والحصار الإسرائيلية التي جعلت أكثر من 60% من أبناء الشعب الفلسطيني يعيشون تحت خط الفقر -بمعنى أن 60% من الفلسطينيين يعيشون على أقل من دولارين في اليوم-، ولمواجهة هذا الوضع نظّمت «المؤسسة» وبالتعاون مع الجمعيات الأهلية والبلديات والمجالس المحلية حملات إغاثة وعون غذائي تم خلالها تقديم عشرة آلاف طرد غذائي بقيمة تراوحت بين 25-30 دولاراً للطرد الواحد، وكان نصف هذه الطرود من نصيب نابلس وجنين باعتبارهما أكثر المناطق المتضررة، وبسبب أوضاع الفقر التي يعيشها جزء كبير من الشعب الفلسطيني، عجزت العديد من العائلات عن دفع إيجارات منازلها إلى جانب فقدان العديد من العائلات لمنازلها بسبب التدمير الذي تعرضت له جراء الاجتياحات الإسرائيلية المتكررة للمناطق الفلسطينية، ولمواجهة هذا الوضع قامت المؤسسة بصرف مبلغ 150 ألف دولار، بدل ايجارات لإيواء العائلات التي تم هدم بيوتها في نابلس، وبلغ عدد العائلات المستفيدة من هذا المشروع مئتي عائلة.وعلى الرغم من العقبات التي واجهت مؤسسة «التعاون» في الحصول على بيانات اجتماعية واقتصادية تتعلق بالعائلات الفقيرة، لعدم قدرة العاملين في المؤسسات الأهلية على الوصول إلى بيوت تلك العائلات بسبب اجراءات الحصار الإسرائيلي، إلا أن «المؤسسة» استطاعت أن تقدم الدعم المالي لحوالي 2270 عائلة ضمن برنامج التكافل الأسري.
لقد سقط في الانتفاضة الفلسطينية الحالية ما يزيد عن ألفي شهيد و 46ألف جريح، الأمر الذي أرهق المراكز الطبية الفلسطينية التي تعاني في الأصل من ضعف امكاناتها المادية، ولمعالجة هذا الوضع قامت مؤسسة «التعاون» بتشكيل لجنة لإدارة حملة المساعدات، وتم تحديد الاحتياجات من قبل الوزارات والهيئات المعنية لشراء الأدوية والمستلزمات الطبية، من هنا قامت «التعاون» بتوزيع ما يزيد عن مئة طن من الأدوية على مستشفيات حكومية وخاصة بقيمة إجمالية بلغت مليون دولار وتعمل المؤسسة حالياً على شراء الأجهزة والمعدات الطبية اللازمة للمستشفيات والمراكز الصحية، وقد خصصت الصناديق العربية 8 ملايين دولار منحة لدعم هذا النشاط.
واستكمالاً لمشروعات المساعدة والطوارئ لخدمة الشعب الفلسطيني، تم تمويل عشرين مشروعاً في مجال الدعم الطبي الطارئ وتوفير خدمات التأهيل لمعاقي وجرحى الانتفاضة في الضفة الغربية والقطاع بقيمة اجمالية 350 ألف دولار، ليشكل هذا الدعم جزءاً من برنامج مشترك تقدم لتنفيذه ثلاث مؤسسات دولية وهي UNDP, UNRWAومؤسسة التعاون.
واستجابة لمتطلبات الانتفاضة في مجال التأهيل، يجري حالياً تطوير وبناء أجنحة جديدة في ثلاثة مراكز تأهيل للمعاقين بقيمة 5 ملايين دولار من الصندوق الكويتي للتنمية، ويتضمن البرنامج بناء مبنى جديد لجمعية أصدقاء المريض (أبو ريا) في رام الله وإضافة مبنى لمستشفى الوفاء في غزة، كذلك توفير أجهزة حديثة ومعدات لجمعية بيت لحم العربية للتأهيل.
|