* الكويت- موفد الجزيرة مروان عمر قصاص:
من المتوقع أن يصدر الشيخ جابر الأحمد الجابر الصباح أمير الكويت اليوم الأحد أو على أكبر تقدير غدا الاثنين مرسوما أميرياً يقضي بتشكيل الحكومة الكويتية الجديدة وفقاً للدستور الكويتي الذي يقضي باستقالة الحكومة الكويتية فور الانتهاء من الانتخابات البرلمانية، ومن المتوقع أن يقدم الشيخ سعد العبد الله الصباح ولي العهد ورئيس مجلس الوزراء الكويتي استقالة الحكومة الحالية لأمير الكويت اليوم قبل صدور المرسوم الأميري القاضي بتكليف شخصية معينة بتشكيل الحكومة الجديدة التي تواكب المجلس المنتخب والتي يتم انجازها خلال اربعة عشر يوماً وفق الدستور.
ووفقاً لما رصدته (الجزيرة) في الساعات الأخيرة فإن الكويتيين وبعد أن انتهت العملية الانتخابية واعلان الاعضاء الفائزين بالانتخابات والذين سيمثلون الشعب تحت قبة البرلمان الكويتي خلال السنوات الأربع القادمة ومع بدء عودة الحياة الطبيعية في الشارع الكويتي الى سابق عهدها بعد أسابيع من العمل المكثف والاستعداد الكبير لهذه العملية حيث تزال اللافتات الدعائية وصور المرشحين والمقار الانتخابية تزامن مع هذه العملية ارتفاع وتيرة أحاديث يتداولها الكويتيون بعد أن أثارها عدد من المرشحين خلال الحملات الانتخابية حول ضرورة التغير الشامل والاصلاح والتصدي للفساد والشللية التي تحد من عملية التطوير والبناء التي يسعى لها أهل الكويت.
ويرى عدد من المتابعين للشأن الكويتي ان أصوات المطالبين بالتغير لم تكن مرتفعة وحادة كما هي في هذه الفترة كما أنها لم تكن في مستوى الطرح الصريح والمطالب بالتغيير الشامل، كما هو الحال خلال الأيام القليلة الماضية ويعلل الكويتيون ارتفاع نبرة صوتهم إلى ايمانهم العميق بالديمقراطية التي تربوا عليها وللوحدة الوطنية التي تعيشها الكويت وللترابط الذي يصل بين المواطن الكويتي وقيادته اضافة إلى شعور عميق بأن التغيير قادم بعد أن كان حديثهم سراً بل ان بعض الصحف الكويتية تطرقت له وهو موضوع فصل ولاية العهد عن رئاسة الوزراء وما أعطى الشارع الكويتي فرصة لتداول الحديث جهراً حول هذا الموضوع هو ما يشاع وشبه مؤكد من ان مجلس الأسرة الحاكمة الكويتية قد اتخذ قراراً حول هذا الأمر يقضي بالفصل ولكن الجميع يترقب وبحذر صيغة المرسوم الأميري الذي سيصدره أمير الكويت اليوم الأحد أو غد الاثنين بتكليف الشيخ صباح الأحمد الصباح بتشكيل الوزارة وهو الأكثر والأوفر حظاً لنيل ثقة الأمير لتشكيل الحكومة، واذا صدر المرسوم بتكليف الشيخ صباح فان ذلك يعني فصلاً بين ولاية العهد ورئاسة الحكومة حتى وان لم يشر إلى ذلك صراحة في المرسوم، حيث ان المكلف بتشكيل الحكومة هو ولي العهد، ويرى المراقبون انه اذا تم تكليف الشيخ صباح، فان مهمته صعبة حيث ينتظر الكويتيون الكثير من الحكومة الجديدة ويطالبون بحكومة قوية وقادرة على التعامل مع العديد من القضايا الساخنة التي تعيشها الساحة الكويتية حالياً على خلفية الأحداث التي شهدتها المنطقة وما يشهده العراق من أحداث كبيرة تجعل المستقبل غير واضح المعالم اضافة إلى المطالب العديدة للمواطنين والتي برزت خلال الحملات الانتخابية ومنها القضية الاقتصادية والتوظيف والتعليم والاسكان خاصة في ظل التركيز عليها من قبل المرشحين حيث حازت قضايا التوظيف والتعليم والاسكان على اهتمامات 92% من مرشحي الانتخابات الأخيرة وهي تعكس رغبات المواطنين، وقد احتلت هذه القضايا المراكز الثلاثة الأولى على قائمة أولويات المرشحين والتي حملت (11) قضية، وقد حصلت قضية التوظيف وفقا للدراسة التي اعدتها وكالة الأنباء الكويتية على المركز الأول لنسبة بلغت 47% وتساوت النسب تقريباً بين قضيتي التعليم والاسكان والتي بلغت 43% بينما حلت قضايا الاصلاح الاقتصادي وسياسة الكويت الخارجية وقضايا الاصلاح الاجتماعي بعد القضايا الرئيسية وحققت النسب التالية 42% و 40% و 36% على التوالي.
وحول تشكيل الحكومة الكويتية الجديدة قال مصدر ذو صلة أن هذه المهمة ستشهد ولادة صعبة في ظل الصعوبات العديدة التي تواجه الكويت خلال هذه الفترة والتي تحتاج لوجود تتمتع بخبرة كبيرة وكفاءة رفيعة لمواجهة القضايا العالقة. اضافة إلي الوقت الممنوح لانهاء التشكيل واعلان الحكومة وهو أربعة عشر يوماً، ويضيف المصدر أن الشخص المكلف سيتجاوز هذه المشكلة بتشكيل وزاري مصغر ربما بحيث يتم تكليف وزير واحد بأكثر من حقيبة وزارية وبعد انتهاء فترة الصيف وما تعيشه الكويت من ركود خلالها وهي فترة تتيح لمكلف الحكومة الجديدة وليس أكثرها العجز في الميزانية، كما يتمنى رئيس الوزراء وجود مجلس أمة قوي ويحرص على تفعيل التعاون بين المجلس والحكومة حتى لا تتضاعف أعباء الحكومة بسبب انعدام الانسجام في دورات سابقة بين السلطتين وهو ما ساهم في عدم تمرير العديد من القرارات الهامة.
الجميع يتابع والكل على ثقة بان الكويت ستبقى كما هي شامخة بابنائها وقيادتها والجميع يشعر بالتفاؤل بعد زوال النظام العراقي السابق الذي سبب على مدار 13 سنة مشكلات كبيرة أثرت على مسيرة الكويت، وكل ما نتمناه هو التوفيق للكويت والكويتيين.
|