أصبح تعليمنا اليوم في بؤرة اهتمام كل شرائحنا الفكرية والثقافية، لقد أدى تزايد اهتمامنا بتعليمنا إلى ظهور شريحتين، الأولى ساخطة متشائمة والأخرى راضية متفائلة (وتمثل الغالبية ولكنها صامتة).
أما الشريحة الساخطة ففئة منها ظنت أن تعليمنا يتحرك بلا هوية، وأرات في الانفتاح على الآخرين والاستفادة من تجاربهم تهديداً للثوابت وهي لا تتصور المستجدات الهائلة وسبل التعامل معها، لم تحسن الظن بالمسؤول التعليمي، كثيرة الحركة قليلة الفقه التربوي.
أما الفئة الساخطة الأخرى فلم تكف عن وصم تعليمنا بالتخلف والجمود، بل وترى أن محاولتنا التطويرية بقيت على السطح ولم تنفذ إلى الجوهر، توقفت هذه الفئة عند التنظير المحض والنقد (الشخصي أحيانا)، وقفزت من فوق الواقع دون أن تقدم بديلاً علمياً. كلا الفئتين كانت عبئاً على جهود التطوير.
أما الفئة المتفائلة فهي ترى في مشروعاتنا التعليمية المطروحة حالياً أملاً واعداً بالتغيير والتطوير، تنظر هذه الفئة إلى المشروع نفسه لا إلى من يقف خلفه، لا تستعجل النتائج وترى أن البداية الصحيحة الجادة ستؤدي إلى نهاية سعيدة بفعل عمل مؤسسي منظم يناغم بين الجهود، تثق بالقيادات التربوية وترى ضرورة محاكمة الجهود في ضوء محكات تعليمية راقية متفق عليها.
* كلية المعلمين بالرياض
| 
