* الطائف هلال الثبيتي:
معلمات مدرسة الصهوة الابتدائية لتحفيظ القرآن الكريم للبنات بوادي نعمان الواقعة بين مكة المكرمة والطائف وتتبع للعاصمة المقدسة تعليمياً وتبعد عنها 70 كيلو متراً يعانين مشقة بالغة خلال أداء العمل وقبله وبعده فالطريق للمدرسة ترابي مرهق مزعج خاصة كأنثى وقد تكون حاملاً بجنين يتعرض يومياً للخطر وهو ما حصل بالفعل لإحداهن بسبب وعورة الطريق، وكذلك معاناة داخل المدرسة نظراً لافتقادها للخدمات الضرورية والوسائل التعليمية خاصة إذا علم ان المدرسة لم تنعم بوصول التيار الكهربائي ولا الماء الصالح للشرب حتى ان المبنى لا يمكن ان يوصف بالمبنى المدرسي علاوة على ما يغشاه من قوارض وحشرات وزواحف تفد إليه وتلوذ به أحياناً لكنها تعرض المعلمات والطالبات لخطرها وسمومها..
معلمات هذه المدرسة التي تقع بين مدينتين إحداهما عاصمتنا المقدسة ولما لها من تاريخ عريق مجيد معروف وبين الطائف الوادعة الحالمة الزاهية بما وهبها الله من جمال الطبيعة وصفاء الأجواء.. معلمات المدرسة تحدثن بحسرة معبرات عن معاناتهن ومطالبات بالنظر في وضعن، وتعمدنا عدم ايراد الأسماء إذ ان المقصود يمكن تحقيقه دون ذلك..
إحدى المعلمات قالت ل«الجزيرة»: لم أكن أتوقع ان يكون التقدم الخدمي لم يصل إلى قرى وهجر المملكة حتى رأيت ذلك بأم عيني في مدرسة الصهوة الابتدائية لتحفيظ القرآن الكريم بوادي نعمان وعرفت ان الحياة شبه مستحيلة في تلك الهجرة والعملية التربوية لن تكون في أكمل حالها لقلة مقومات الحياة وعلى رأسها المياه والكهرباء بالإضافة للهاتف حتى الجوال الذي يساعدنا في الاتصال بذوينا أصبح معدوم الفائدة في ظل غياب شبكة الاتصال.
معلمة أخرى قالت: تخيل انك تخرج من بيتك قبل صلاة الفجر ولا تعود إلا بعد العصر ولكن الأمر الخطير عندما تتعطل السيارة التي تقلنا فهنا الكارثة حيث لا يوجد من يسعفنا ولا تتوفر شبكة اتصال فنضطر للانتظار حتى يتمكن السائق أو أحد أقاربنا من الحضور ممن يحس بتأخيرنا فيحضر كمسعف لعلمه ان التأخير لا يكون إلا بسبب طارئ أواصلاح السيارة.
معلمة ثالثة تقول: كيف لنا ان نقدم ونبذل ونعطي في هذه المدرسة التي تشتهر بشدة الحرارة وانعدام المياه الصالحة للشرب والفناء المكشوف الذي يعرضنا ويعرض الطالبات لأشعة الشمس المباشرة التي تحد من العطاء وذلك الخوف الذي يحاصرنا عندما تهاجمنا تلك الحشرات والثعابين السامة ويدب الرعب والخوف في قلوب المعلمات والطالبات.
معلمة رابعة قالت: كان الإجهاض مصير جنينها الذي بلغ شهره الثالث بسبب وعورة الطريق الذي نسيته وزارة النقل رغم كثرة الطلبات من الأهالي ومديرة المدرسة ولكن دون جدوى.هذا غيض من فيض ويبقى الأمر مرتبطاً بوزارة التربية والتعليم ووزارة النقل لكي تضع النقاط على الحروف وتجعل المعلمات يؤدين عملهن على أكمل وجه.
|