مع تزايد احداث العنف في العالم من تدمير وتفجير وقتل وترويع للآمنين في اصقاع المعمورة يتردد اسم «جماعات اسلامية او متطرفين اسلاميين» واحياناً «الاصوليين الاسلاميين».
وان اشد ما يؤسف ان يطلق هذه التسميات الاعلام العربي والاسلامي، وهذا في نظري خطر كبير يرتكب في حق اعظم دين عرفته البشرية.. دين العدالة.. دين الرحمة المهداة.. دين الله الاسلام، هذا الدين الذي قال عنه المصطفى صلى الله عليه وسلم «ما شاد هذا الدين احد الا غلبه».
ان الخطيئة الكبرى ان تضاف اخطاء المسلمين او من يتسمون بالاسلام الى الاسلام والاسلام منها براء.
ان من يقتل ويفجر ويروع لايمثل الاسلام بأي حال من الأحوال، فالاسلام جاء حافظاً للنفس والمال والعرض، بل انه اي الاسلام جاء بدرء الحدود بالشبهات، الحدود التي توجب القتل فما بالك بقتل نفس آمنة مستأمنة.
لا اعتقد ان عاقلاً يمكن ان يعتقد ان مايحصل من هؤلاء المارقين يمثل الاسلام معاذ الله.
ومن الاخطاء الشنيعة اضافة ما يحصل الى فريضة الجهاد.. الجهاد الذي قال عنه رسول الهدى عليه السلام «من مات ولم يجاهد او يحدث نفسه بالجهاد مات ميتة جاهلية» او كما قال عليه السلام فالجهاد لايمكن ان يضاف هذا الارهاب اليه.. الجهاد له ضوابطه وقواعده.. الجهاد يوم تستباح بيضة الاسلام.. كما ان الجهاد لايمكن ان يرفع علمه الا باذن ولي امر المسلمين.
ان مايحصل من هؤلاء الخارجين على جماعة المسلمين لايعد بأي شكل من الاشكال عملاً اسلامياً ولا يمكن ان يكون جهاداً، بل فجور وخروج على ولي الامر ونقض للبيعة.. تلك البيعة التي من نقضها ومات وجبت له النار والعياذ بالله.
ان من واجب رجال الاعلام ان يسموا الاشياء بأسمائها وألاّ يحملوا الاشياء ما لاتحتمل، فما يحصل من بعض من يحملون بطاقات تبين ان ديانتهم الاسلام لايعني ان مايقومون به هو عمل اسلامي او ان الاسلام يقره.
نعرف ان كثيراً من ابناء المسلمين يرتكبون من الفواحش والله به عليم فهل يمكن لعاقل ان يقول ان مايحصل منهم عمل اسلامي..؟
لنسأل الملاهي الليلية والمراقص والبارات واماكن البغاء مايحصل فيها من بعض شباب المسلمين فهل اعمالهم تلك تعد اعمالاً اسلامية..؟
ان دين الاسلام دين العدل والانصاف {وّلا يّجًرٌمّنَّكٍمً شّنّآنٍ قّوًمُ عّلّى" أّلاَّ تّعًدٌلٍوا اعًدٌلٍوا هٍوّ أّقًرّبٍ لٌلتَّقًوّى" } {وّلا تّزٌرٍ وّازٌرّةِ وٌزًرّ أٍخًرّى"} آيات في كتاب الله الكريم كلها تأمر بالعدل.. كلها تأمر بان تكون المحاسبة عادلة وألا يؤخذ احد بجريرة آخر.
القرآن لم ينزل للقراءة فقط وانما انزل للعمل بما فيه {أّفّلا يّتّدّبَّرٍونّ القٍرًآنّ أّمً عّلّى" قٍلٍوبُ أّقًفّالٍهّا}.
ان ماتعانيه امة الاسلام هو كثرة القراءة وقلة الفقهاء.. الفقهاء المؤثرون في المجتمع لا فقهاء التأليف والمحاضرات العابرة.
قد اكون مجافياً للصواب.. احياناً.. وقد اكون حاداً في العبارة احياناً اخرى ولكن هذا لايمنع ان تكون جسور الحوار محدودة بيني وبينكم يا من اوتوا من الحكمة والفقه في الدين ما يؤهلهم بأن يكونوا مقنعين.
ان الجزاء على قدر العطاء فمن آتاه الله علماً ليس كمن يحاول ان يتعلم.
ان السؤال سيكون صعباً على من آتاهم الله علماً ولم يبذلوه للامة، وان من انحرف وضل وهو يعيش في هذا البلد الكريم الذي للعلماء فيه مكانة وفيه من الحرية التي تمكنهم من الالتقاء بالشباب والتحاور معهم، ويتحمل العلماء جزءاً كبيراً من انحرافه.
انني اوجه دعوة الى علماء هذه البلاد بأن ينزلوا الى الشباب في استراحاتهم وتجمعاتهم ويتحاوروا معهم حتى ولو وجدوا منهم غلقة فالخطر كبير والحاجة ملحة.
وبعد..
لا.. لا.. انه ليس الاسلام هذا الذي يحصل من بعض البشر الذين يدينون بهذا الدين بل انها تصرفات شخصية ربما تكون مدعومة من جهات خارجية تريد بهذا البلد الآمن القلاقل والفتن.
وان كل ماحصل لم يفت في عضو لحمة هذا الشعب ولن يثنيه عن مسيرته المباركة في تمسكه بدينه وحرصه على تطبيق شريعة ربه، بل ان ماحصل زاد في لحمتنا.. وزاد في ايماننا بأهمية المحافظة على شريعتنا.. وزاد في التفاف الشعب والقيادة والعلماء والشباب.
فاكس 4080796
|