وربَّ زمانٍ ناعمٍ ثَمَّ عهده
ترقُّ حواشيه ويورقُّ ناضره
تغير حسن «الجعفري» وأنسه
وقوّض بادي «الجعفري» وحاضره
تحمل عنه ساكنوه فجأة
فعادت سواء دوره ومقاصره
إذا نحن زرناه أجدَّ لنا الأسى
وقد كان قبل اليوم يبهج زائره
ولم أنسَ وحش القصر إذ ريع سربه
وإذ ذعرت أطلاؤه وجآذره
وإذ صيح فيه بالرحيل فهتكت
على عَجَلٍ أستاره وستائره
ووحشته حتى كأن لم يقم به
أنيس ولم تحسن لعين مناظره
فما قاتلت عنه المنايا جنوده
ولا دافعت أملاكه وذخائره
ولا نصر المعتزُّ من كان يرتجى له
وعزيز القوم من عَزَّ ناصره
حلومٌ أضاعتها الأماني ومدةٌ
تناهت وحتف أوشكته مقادره
حرام عليّ الراح بعدك أو أرى
دماً بدمٍ يجري على الارض واتره
ولو كان سيفي ساعة الروع في يدي
درى الفاتك العجلان كيف أُساوره
وإني لأرجو أن ترد أموركم
الى خلف من شخصه لا يغادره
مقلِّب آراءٍ تخاف أناته