إن الأمة القوية هي التي تكون ثابتة المبادئ والقيم في الرخاء والشدة على حدٍ سواء، تلك هي الأمة التي تبقى لا تزعزعها العواصف ولا تنال منها المكائد والدسائس ومن يمتلك تلك الصفات يهابه الأعداء الأشداء قبل الأعداء الضعفاء وإن بلادنا المملكة العربية السعودية وشعبها المسلم وقيادتها المسلمة أولى لبلاد بهذه الصفات لما تملكه من الارث الإلهي والوحي المعصوم الذي لا يأتيه الباطل من بين يديه ولا من خلفه تنزيل من حكيم حميد، فنحن أقدر الأمم على حل المشكلات واقتلاع العوائق والعقبات كل ذلك بالعدل والانصاف لا بالظلم والاجحاف وإنما يلجأ إلى الظلم أولئك المفلسون العاجزون الذين فقدوا الحجة والبرهان فأصبحوا يتخبطون في ظلمات لا أول لها ولا آخر.
فعندما يشذ أفراد أو جماعات محدودة عن المجتمع فإن التعامل معهم لا يخرج عن القاعدة السابقة ففي ميراثنا التشريعي الإسلامي بشقيه الفقهي والتنظيمي السياسي الحلول الناجعة والشفاء الحاسم لهذا الداء ولغيره من الأدواء.
إن من أهم ما يحتاجه من يعالج هذه الأمور هي التأكد تماماً من موافقة أقواله وأفعاله وما يصدره من أحكام للشريعة المطهرة حتى لا تعظم الفتنة ويجد أهل الأهواء مدخلاً يلجون منه إلى ما يريدون وحتى لا يكون ذلك سبباً في خفاء الحق وعدم ظهوره، فإن المؤمنين مأمورون بالبيان والنصح واظهار الحق ثم بعد ذلك يهدي الله من يشاء، إن ما حدث من أعمال اجرامية في مدينة الرياض أمر يرفضه كل مسلم مدرك غيور على أمته ووطنه حريص على سلامة دينه وعلى وحدة الصف في هذه البلاد الطيبة المباركة، وليس له ما يبرره لا شرعاً ولا عقلاً، ولا تستند إلا إلى الجهل والهوى وهذه أمراض شفاؤها في طاعة الله لا في معصيته.
فالواجب علينا تجاه هذه الأحداث وصفها الوصف الشرعي الصحيح والحكم عليها بما توجبه الشريعة المطهرة بعيداً عن أي مؤثرات أخرى، وعدم اطلاق الأحكام والكلام على عواهنه غفلاً من القيود والشروط الشرعية فنقع فيما وقعوا فيه من الزيغ والانحراف، وهذا مما تميز به أهل السنة والجماعة وهو التوسط والاعتدال والقيام بالقسط حتى مع أنفسنا فضلاً عن المخالفين لنا، إن سلوك الهدي النبوي في العدل والرحمة ومقابلة الإساءة بالاحسان وبذل الفضل عند معالجة هذه الأمور كفيل بحسمها ونزع فتيل الحقد والخلاف من قلوب أصحابها.
إننا في هذه البلاد السعودية ننعم بقيادة هم للشعب والرعية آباء واخوة أكثر من كونهم قادة وسادة وهذه صفة لا يتمتع بها إلا أقل القليل في العالم اليوم.
فيجب على كلٍ منا القيام بواجبه ومسؤولياته عملاً بقوله تعالى {وّتّعّاوّنٍوا عّلّى البٌرٌَ وّالتَّقًوّى" وّلا تّعّاوّنٍوا عّلّى الإثًمٌ والًعٍدًوّانٌ }.
حفظ الله بلادنا من كل مكروه في ظل قيادة خادم الحرمين الشريفين وولي عهده الأمين وسمو النائب الثاني.
|