شد متناً.. وراية المجد مدّا
واحتسى الموت صادقاً.. واستعدّا
وارتمى في ربى المنايا حساما
ماضياً يحصد الطواغيت حصدا
راعه أن يرى الضيا في ذبول
والظلام الظلام يسفر جدا
ويرى المجد والعلا في سفول
وحطام الأوهام يشتد شدّا
وفؤاد الإسلام يبكي حزينا
وفم المارقين يبسم سعدا..
وانبرى علقما عليهم ونارا..
ورضاباً للماجدين وشهدا
هكذا عاش في علاه شريفا
وسواه يعيش في الناس عبدا
وارتضى أن يظل فينا غريبا
رابط الجأش.. للأراذل ندّا
جبل قلبه ورحب مداه
ورؤى عقله سنا يتبدى
طالما طوقته نار الأعادي
فتعدى نيرانهم وتحدى!
وتخطاهمو وفيه شموخ
يملأ الشانئين بغضا وحقدا
كلما عذبوه زاد اشتعالا
وإذا أطلقوه.. يزداد وجدا!
عشقه أن يرى الشهادة جسرا
لجنان تضوع عطرا وندّا
ولحور تشدو بأعذب صوت
وبأسنى ثيابها تتبدى..
حار فيه الجلاد.. فهو صبور
كيف يؤذي الجلاد من كان جلدا؟!