Saturday 5th july,2003 11237العدد السبت 5 ,جمادى الاولى 1424

     أول صحيفة سعودية تصدرعلى شبكة الانترنت

لما هو آت لما هو آت
نجاح أو فشل القرارات!
خيرية إبراهيم السقاف

من عوامل نجاح القرار أن تتوافر له أمور عدَّة...، أوَّلها: أن يُتخذ في الوقت المناسب. ذلك لأنَّ مراعاة توقيت صدور القرار من الأثر بحيث يتحقق له النجاح في ضوء مناسبة الزمن، فالقرار الذي يرتبط بالعنصر البشري سواء في نقله من مكان عمله، أو منحه منصباً جديداً، أو ترقيته إلى وضع أفضل، أو إقصائه عن عمل،... أو... أو لابدَّ له أن يراعي البيئة العملية التي ينتمي إليها العنصر البشري الذي يقع عليه القرار ويُتوقع منه تنفيذه، فإن جاء في وقت غير مناسب سُلب عناصر نجاحه، وقُيِّض له من الظروف ما يجعله قراراً فاشلاً. معطلاً عن التنفيذ، وإن نُفذَّ فإنَّ آثار تنفيذه سوف تكون ذات خسائر شاملة وربّما محصورة. وفي كلا الأمرين فإنَّه مسلوب لمقومات نجاحه. وثاني ما يُتطلب لنجاح القرار هو أن يتمَّ في بيئة العمل، وعلى وجه التحديد في اختيار العناصر المنفِّذه له والواقعة فيه من بيئة العمل ذاتها التي يصدر فيها. فعند اختيار عنصر بشري للترقية أو، اعتلاء منصب، أو استبدال موقع، أو... أو فإنَّ كلَّ بيئة عمل فيها من العناصر من يقوم بتحقيق القرار ويتناسب مع مضمونه، فاختيار من يتضمنه القرار من بيئة العمل فيه تحفيز وتشجيع بل تقدير للعناصر العاملة في بيئته. وعلى سبيل المثال فإنَّ اختيار رئيس لدائرة، أو ترقية موظف باسناد مسؤولية أعلى من مسؤوليته له، أو نقله من جهة عمل لأخرى داخل الدائرة إن لم يتمَّ هذا الاختيار من العناصر العاملة في البيئة نفسها فإنَّ إحساساً بالغمط والتجاهل وعدم التقدير للخبرات الفردية وعدم التَّمييز بين الذي يعمل ويجد وبين من لا يعمل سوف يسود ولن يتفاعل أحد في هذه البيئة التفاعل المرجو الذي يحقق نجاح القرار مع أي عنصر يُختار من خارج هذه البيئة.
وثالث ما يُتطلب في نجاح القرار أن يُبنى على وقائع مقنعة لكلِّ أطراف المتأثِّرين به، على جميع أوجه التأثر. فإنَّ بُني على رأي شخصي، أو جاء دون دراسة كافية، أو كُتب بصيغة لا تنمُّ عن فهم بما يجري في بيئة القرار المرتبطة به تفاصيله فإنَّه حتماً سيواجه موجة من النقد، ومواقف من الرفض ولن يتحقق له النجاح.
والقرار الذي يخدم الأفراد فيما يأخذ بهم إلى التعزيز، ويقدر خبراتهم، ولا يتجاهل أدوارهم، ويقر بأسبقيتهم ولا يغفل مواقفهم، قرار ناجح مدعوم بدعمهم أمَّا القرار الذي يتجرد عن كلِّ ذلك ولا يراعيه فإنَّه يبوء للفشل. فهل تراعى القرارات الصادرة في المؤسسات المجتمعية مثل هذه التفاصيل الجديرة بالرعاية؟!... هل تراعي حسن التوقيت ومناسبته، وخبرات أصحاب الشأن في مجاله، ولا تغفل الأدوار؟ فتختار الوقت والعنصر البشري وتكون قرارات تحفيزية هدفها نحو الإنسان واستثمار طاقاته النفسية والوجدانية بمثل ما تُستثمر طاقاته الأدائية ليُكتب لها النجاح؟.

 

 

[للاتصال بنا] [الإعلانات] [الاشتراكات] [الأرشيف] [الجزيرة]
توجه جميع المراسلات التحريرية والصحفية الى chief@al-jazirah.com عناية رئيس التحرير
توجه جميع المراسلات الفنية الىadmin@al-jazirah.com عناية مدير وحدة الانترنت
Copyright, 1997 - 2002 Al-janirah Corporation. All rights reserved