أظن والله أعلم ان واحدة من فضائل السياحة الخارجية انها تمنح الرجل المسافر مع عائلته خارج المملكة إجازة استراحة من التفرج على القنوات الفضائية والتبعثر في ملاحق الفلل والاستراحات والمقاهي، فالإجازة الخارجية تتيح له فرصة التعرف على أطفاله وزوجته التي هجرها طوال السنة متفرغاً لنناسي عجرم وإليسا والأشكال المختلفة للمعسل.فكما نعرف فبرنامج كثير من الرجال يراوح بين العمل والمقيال والملحق والاستراحات والمقاهي، من الصعب على الرجل ان يلتقي بأطفاله، أما ان يأتي من العمل قبلهم أو ان يأتي بعدهم، ويكون متعباً يتغدى ويذهب إلى فراشه يلقط نفس، وبقية النهار القصير سيكون مبعثراً في أعمال وواجبات مختلفة والأطفال إما انهم يذاكرون أو يلعبون، من الصعب على العائلة ان تلتقي بشكل حميمي.الفرصة الوحيدة للاجتماع في عصرنا الحديث هي في عطلة نهاية الأسبوع، ولكن السؤال أين تذهب في عطلة نهاية الأسبوع أنت وعائلتك؟ كيف تتخلص من شرب المعسل في الاستراحات والملاحق؟ كيف تتخلص من التفرج الادماني على القنوات الفضائية؟نبدأ باحتمالات التسوق، لكن من يستطيع ان يتسوق كل أسبوع؟ كما ان السوق لا يمكن ان يكون المكان الذي تلتقي فيه العائلة، زيارة الأقارب تختلف عن البقاء في البيت لأنك ستبقى مفصولاً عن عائلتك: الرجال في مكان والنساء في مكان والأطفال يلعبون في مكان ثالث، أماكن الترفيه العائلية هذه أسوأها لانها تفصلك نهائياً عن أطفالك وعن زوجتك، فكما نعرف الرجال لهم يوم والنساء لهم يوم مختلف، ولكن هذه هي الأماكن الوحيدة لانتزاع شيء من المتعة لعائلتك بعيداً عن البيت وتمنحهم شيئا من الفرح ينطل الرجل عياله وزوجته في إحدى هذه الملاهي ولعدم وجود ما يمكن ان يأويه ليس أمامه سوى ان يذهب لينتظرهم في الاستراحة أو في الملحق، وطبعا بدل ما يقعد فاضي يولع له رأس معسل ويأخذ الريموت كنترول ويتجول بين نانسي عجرم واخواتها، أما إذا كان لديه سواق فسوف يكسب ساعات إضافية يعني يصير عنده فرصة يولع راس ثاني، وبالإضافة إلى اليسا ونانسي عجرم سيكون عنده فرصة ليشاهد شاكيرا وبرتني سبيرز.لذا لا يوجد مكان يستطيع ان يكون فيه الرجل هو وعائلته في حالة مرح مشتركة إلا إذا سافر خارج المملكة، فخارج المملكة يستطيع ان يدخل مع عائلته الملاهي وإذا طفشوا من الملاهي دخل معهم أي مطعم بدون شروط، وإذا طفشوا ذهب معهم إلى أقرب مسرح عائلي وقضوا بقية اليوم هناك. هذه الحميمية بين الأب وعائلته يفترض ان تكون أسبوعيا، لكن اخراج الأب من حزمة العائلة ببعض القوانين العجيبة والاصرار على غياب المسرح العائلي جعل الأب يتفرغ للاستراحات والمقاهي وجعل الأسرة كلها تحت سلطة القنوات الفضائية. إذاً القنوات ليست هي المشكلة، المشكلة في من أراد لها أن تكون خيار المتعة الوحيد للعائلة.
|