* القاهرة مكتب الجزيرة عمر شوقي:
دعا نائب وزير الخزانة الأمريكي، جون تايلور، الشركات الإسرائيلية إلى استغلال «الواقع الاقتصادي الجديد» في العراق والفرص الهائلة المتاحة أمامها والمشاركة في إعادة إعمار هذا البلد، معرباً عن قناعته بأن الاستثمار في مشاريع البناء سيعطي «دفعة كبيرة للاقتصاد الإسرائيلي برمته».
وأكد تايلور في حديث لصحيفة «يديعوت احرونوت» أجرته معه مؤخراً إبان زيارته إلى إسرائيل أن أبواب العراق مفتوحة أمام الشركات الإسرائيلية للعمل والاستثمار والمشاركة في العطاءات المختلفة، مضيفاً ان لا مانع يحول دون ذلك وان عملية التشريع في القضايا الاقتصادية التي سيشهدها العراق في الأسابيع المقبلة، ستتيح الفرصة أمام الشركات الإسرائيلية لمباشرة العمل والاستثمار فيه، علما ان للشركات الإسرائيلية مزايا مثبتة في مجال التكنولوجيا والبنى التحتية وباستطاعتها أيضاً ان تبيع العراق منتجات إسرائيلية، سواء بقدراتها الذاتية أو بالتعاون مع شركات أخرى، مشيراً إلى ان العراق لا يفرض حالياً أي قيود على الاستيراد أو حتى رسوماً جمركية.
وتابع تايلور، الذي وقف وراء مصادقة الإدارة الأمريكية على طلب إسرائيل ضمانات مالية لقروض بقيمة 9 مليارات دولار منذ قرابة شهر، ان اعادة تأهيل العراق ستستغرق أعواماً لكن العراقيين بدأوا في جني ثمار الاقتصاد الحرّ وقريباً سيشرع في تداول عملة عراقية جديدة، وزاد ان الأوضاع الأمنية السياسية في إسرائيل تجعل مهمة تعافي اقتصادها صعبة «لكن التقدم في تطبيق خريطة الطريق سينعكس ايجابا على الاقتصاد».
واختتم حواره بالتأكيد على ان الولايات المتحدة ترى ان اتفاقاً لسوق حرة بين دول المنطقة وبينها وبين الولايات المتحدة سيكون مفتاح الازدهار الاقتصادي في المنطقة وسيمنح الاقتصاد الإسرائيلي فوائد جمة «وهذا فضلاً عن ان فتح أبواب العراق وتطبيق خريطة الطريق يضمن مستقبلاً واعداً للاقتصاد الإسرائيلي».
وفيما له صلة بنفس الموضوع بدأت في جامعة حيفا دورة لمرشدي سياحة يعتزمون في ختامها مطلع شهر نوفمبر المقبل، زيارة العراق للتمهيد لرحلات سياحية.
وقال ايهود تيننباوم وكيل وزارة السياحة ان آلاف الإسرائيليين أبدوا رغبة في القيام بها إلى العراق.
وأضاف في حديث لإذاعة الجيش الإسرائيلي انه أجرى اتصالات مباشرة مع شركات سياحية عراقية لهذا الغرض وانه لا يعتمد على الأمريكيين فقط لاخراج مخططه إلى حيز التنفيذ!!
لكن الصحفي ايتاي انجل الصحفي في جريدة معاريف والعائد من العراق حيث مكث اسبوعا، رأى في الحديث عن رحلات إلى العراق سابقاً لأوانه لافتا إلى «الفجوة الكبيرة» بين تصريحات الأمريكيين حول الفرص المتاحة في العراق وبين الواقع على الأرض، مضيفاً ان العراقيين «ليسوا متحمسين البتة لاستقبال إسرائيليين بعد عشرات السنين من العداء».
على الجانب الآخر اهتمت صحيفة يديعوت احرونوت الإسرائيلية أيضاً بما أسمته بالطموح الإسرائيلي في العراق من خلال الحصول على عقود للمشاركة في اعماره. وكتبت تقول إن رجال الأعمال الإسرائيليين، الذين شاركوا في مؤتمر دافوس الذي عقد أخيراً في الأردن بحثوا مع نظراء من العرب والأتراك سبل «الوصول إلى العراق» وأبدوا اهتماماً كبيراً في ثلاثة مجالات وهي الطاقة والبنى التحتية والعقارات.
وتابعت انه على رغم نفي وزير الطاقة العراقي احتمال أي تعاون مع الإسرائيليين لكن هؤلاء يعوّلون على «استبداله قريباً»، كما يتوقعون ان تشمل القوانين الاقتصادية التي سيتم تشريعها في العراق إعادة الأراضي والمباني والممتلكات التي كانت في حوزة يهود العراق، الذين هاجروا إلى إسرائيل مطلع خمسينات القرن الماضي، إلى «أصحابها الأصليين» لتمكين هؤلاء من التصرف بها وبيعها!!
في السياق ذاته قال سيلفن شالوم وزير الخارجية الإسرائيلي ان بلاده تتطلع لإشراك شركات اقتصادية إسرائيلية في تأهيل العراق وانه تناول هذه المسألة مع الإدارة الأمريكية، وقال إنه يتوقع ان يتم دمج الشركات الإسرائيلية مع شركات أردنية وعربية أخرى في عمليات الإعمار، لأن مثل هذا الدمج سيسهل على الشركات الإسرائيلية التسلل إلى العراق.
|