* الرياض - الجزيرة:
يغادر المملكة يوم غد الاحد الى جمهورية روسيا الاتحادية وفد تجاري سعودي عالي المستوى برئاسة الاستاذ عبد الرحمن بن علي الجريسي رئيس مجلس الغرف التجارية الصناعية السعودية. يمثل الوفد الذي يضم 50 رجل اعمال وشخصية اقتصادية مختلف القطاعات بالمملكة، في زيارة هي الاولى من نوعها تستهدف تطوير العلاقات الاقتصادية والتجارية بين البلدين.
امين عام مجلس الغرف السعودية الدكتور فهد بن صالح السلطان اكد ان زيارة الوفد السعودي تكتسب اهمية خاصة في ظل حرص البلدين على تنمية العلاقات والتبادلات التجارية بينهما في مواكبة التغيرات على الصعيد العالمي، مشيرا الى ان الزيارة المزمع ان يقوم بها الوفد السعودي خلال الفترة من 6 - 12 يوليو الجاري تأتي تلبية لدعوة سابقة من قبل رئيس الغرفة التجارية الصناعية الروسية الدكتور يفجيني بويماكوف لرجال الاعمال السعوديين في المملكة لزيارة روسيا الاتحادية بغرض توطيد العلاقات الاقتصادية والتجارية بين البلدين الصديقين وفتح مجالات وقنوات اتصال اخرى.
واضاف الامين العام قائلا: تنسجم اهداف الزيارة مع التوجهات الحكومية في البلدين لتفعيل وزيادة الانشطة الاقتصادية والتبادلات التجارية.. مشيرا الى الاهتمام الكبير الذي توليه روسيا الاتحادية تجاه تنمية الاستثمارات المشتركة ولاسيما في حقول النفط والغاز وقال الدكتور السلطان ان الاستثمارات المشتركة بين روسيا والمملكة تكاد تكون معدومة حيث لا يتعدى مشروعا صناعيا واحدا وآخر غير صناعي. غير ان الامين العام اشار الى الفرص المتاحة قائلا: ومع ذلك فان آفاق التعاون واسعة ومبشرة في ظل الامكانات الهائلة المتوفرة التي يمكن استثمارها لمصلحة البلدين.
وبين السلطان ان الزيارة تهدف الى عقد اجتماعات مكثفة بين رجال الاعمال من الجانبين لاستكشاف الفرص المتاحة وتذليل العقبات التي قد تعترض تدفق التبادلات. كما تهدف الى تشجيع الاستثمارات المشتركة والاطلاع على الفرص الاستثمارية المتاحة والملائمة لتطلعات المستثمرين من الجانبين. وقال: «سنبحث شتى السبل المتاحة التي من شأنها ان تعطي دفعة قوية للتعاون في كافة المجالات التجارية والاقتصادية».. مشددا على اهمية تعزيز وتنمية الصادرات السعودية الى الاسواق الروسية.. واضاف: «لقد اخذنا في القطاع الخاص السعودي على عاتقنا تحقيق تواجد المنتج السعودي في كافة الاسواق العالمية دعما لاستراتيجية حكومتنا الرشيدة وتأكيدا لتوقعاتها تجاه القطاع الخاص في المرحلة القادمة».
واوضح الدكتور السلطان ان الزيارة ستكون مناسبة لعقد الاجتماع الاول لمجلس الاعمال السعودي الروسي المشترك وتبادل المعلومات الاقتصادية والاستثمارية بين رجال الاعمال من الجانبين. وقال: «نتطلع للخروج بنتائج ايجابية وبناءة عند الالتقاء بكبار المسؤولين ورجال الاعمال الروس، بما يعطي دفعة قوية للمبادلات التجارية المتدنية حالياً بين بلدينا» واشار الى ان الوفد السعودي سيقدم عرضا عن الاقتصاد السعودي وآفاقه المستقبلية الواعدة وكذلك المناخ المواتي للاستثمارات الاجنبية وبخاصة بعد انشاء الهيئة العامة للاستثمار، التي تعنى بتذليل العقبات امام التدفقات الاستثمارية الى المملكة.
امين مجلس الغرف السعودية اشار ايضا الى التحركات الواسعة على المستوى الرسمي بين الجانبين ووصفها بأنها حركة المياه الراكدة في العلاقات السعودية الروسية».
وقال ان الزيارة التي قام بها صاحب السمو الملكي الامير سعود الفيصل وزير الخارجية الى موسكو والتقائه بنظيره الروسي ايقور ايفانوف تعتبر ايذانا لمرحلة جديدة ومتطورة في العلاقات المشتركة.
واكد اهتمام رجال الاعمال السعوديين بالارتقاء بالعلاقات التجارية السعودية الروسية الى مستويات تليق وتطلعات الحكومتين والشعبين.
يشار الى ان متوسط التبادل التجاري بين السعودية وروسيا خلال السنوات العشر الماضية تقدر بحدود ضيقة لم تتجاوز مستوى الـ5 ،487 مليون ريال «130 مليون دولار»، وهناك رغبة مشتركة على مختلف الصعد الرسمية والشعبية لتطوير الشراكة الى ابعد الحدود. وخلال العقد الماضي منذ عام 1995م وحتى الآن لم يصل حجم التبادل التجاري الى مستوى المليار ريال بين الجانبين حيث بلغ اقصاه في عام 1995م عندما بلغ 835 مليون ريال. غير ان التبادلات التجارية قد شهدت تأرجحا بشكل ملحوظ ارتفاعا وانخفاضا وبلغت ادناها عام 1999م عندما بلغت 321 مليون ريالا فقط. وتفاوتت التبادلات بين المستويين حيث بلغت 420 مليونا و271 للاعوام 97 و1998م على التوالي، و466 و391 مليونا للاعوام 2000 و2001م على التوالي. ولا تتجاوز قيمة المشروعات المشتركة بين البلدين 5 ،9 مليون ريال منها مليونان للمشروعات الصناعية و5 ،7 لمشروعات غير صناعية.
|