* لندن - واشنطن - الوكالات:
كشف قائد القوات الجوية البريطانية المارشال مالكولم بليدجر النقاب عن أن الغزو البري للعراق جاء قبل موعده المحدد بأربعة عشر يوما لسبب عملي رئيسي واحد رفض الافصاح عنه.
وعلى الرغم من رفض بليدجر الافصاح عن ذلك السبب إلا أن صحيفة الجارديان البريطانية نقلت في عددها الصادر أمس «الجمعة» عن الجنرال تومي فرانكس قائد القوات الأمريكية والبريطانية في العراق قوله في تصريحات صحفية انه اتخذ القرار بالتعجيل بالغزو البري للعراق بعد توافر معلومات استطلاعية بأنه يوجد فرصة للاستيلاء على حقول النفط الجنوبية سليمة دون أن تمس.
وأشارت الجارديان الى ان مصادر استخباراتية كانت قد حذّرت من أن صدام حسين كان يخطط لاشعال النيران في حقول نفط الرميلة جنوبي العراق.
من جهة أخرى أوضح بليدجر «الذي كان مسئولا عن نقل معدات القوات البريطانية الى منطقة الخليج» ان سويسرا كانت قد رفضت امداد القوات البريطانية بقنابل يدوية إلا أنه خلال المعركة لم تعد القوات في حاجة لتلك القنابل.
وأوضح بليدجر أن التجهيزات العسكرية البريطانية وخاصة ذات التكنولوحية المتقدمة منها ستتوافق بدرجة متزايدة مع المعدات الأمريكية وهو ما يعد مؤشرا اضافيا على أن القوات البريطانية لن تخوض حربا بدون الولايات المتحدة.
من جهة أخرى ذكر تقرير اخباري لراديو لندن ان الانتقادات الموجهة ضد الحكومة الأمريكية والبيت الأبيض قد تزايدت في الآونة الأخيرة.
ونقل الراديو عن محللين قولهم ان جانبا من التقارير التي اعتمد عليها الرئيس الأمريكي جورج بوش واستخدمها في خطب وتصريحات علنية في مناسبات مهمة استندت ولو جزئيا الى معلومات استخباراتية بريطانية.
فعلى سبيل المثال ما قيل عن أن العراق حاول شراء يورانيوم من النيجر قد ثبت فيما بعد أن هذه المعلومة انبثقت عن وثائق مزيفة.
وقد جاءت هذه المعلومة من قبل المخابرات البريطانية والايطالية وذهبت الى المخابرات الأمريكية والى مكتب الرئيس بوش واستخدمها الأخير في خطابه عن حالة الاتحاد أمام العالم كمثال على محاولات العراق احياء برنامجه النووي.. ثم ثبت كذب هذه المعلومة والآن تتعرض الحكومة الأمريكية للانتقادات لأنها استندت الى معلومات خاطئة آتية من جانب الحكومة البريطانية.ويرى المراقبون أن هناك صلة وثيقة بين الموقف الحرج الذي يواجهه البيت الأبيض والموقف الأشد حرجا الذي يواجهه رئيس الوزراء البريطاني توني بلير.
وقال المراقبون إن بوش والبيت الأبيض يقولان ان العراق كان لديه أسلحة دمار شامل وأن هناك دليلا على وجودها وهذا الدليل تمثل في أن العراق في وقت ما استخدم هذه الأسلحة ضد الأكراد في حلبجة في الثمانينيات واستخدمها ضد الايرانيين في الحرب ضد ايران وفي أوائل التسعينيات توجه مفتشو الأمم المتحدة بعد تحرير الكويت ودخلوا العراق ثم خرجوا ولايعرف أحد ماذا حدث لهذه الأسلحة.
ويقول الرئيس بوش والبيت الأبيض انه كانت هناك أسلحة دمار شامل واختفت هذه الأسلحة الآن وأين ذهبت؟
|