* رام الله - نائل نخلة:
ادوارد سعيد في تقديمه للكتاب يقول: إن «شاحاك» استاذ متفرغ للكيمياء العضوية بالجامعة العبرية ولد في لوندا ثم هرب من معسكر الاعتقال وجاء الى فلسطين مباشرة بعد الحرب العالمية الثانية، وادرك مبكرا ما سببته الصهيونية من آلام وحرمان للفلسطينيين.
الكتاب يقع في 113 صفحة مقسمة بين ستة فصول بدأها بقصة اليهودي المتطرف الذي رفض السماح باستخدام تليفونه يوم السبت لطلب الاسعاف، لشخص عربي أصيب في القدس. وطلب شاحاك الالتقاء بأعضاء المحكمة الحاخامية في القدس، التي تتكون من حاخامات - تعيّنهم إسرائيل - ومساءلتهم عما إذا كان هذا السلوك يتفق مع تأويلهم للديانة اليهودية فأجابوا بأن ما فعله اليهودي صواب، وسلوكه يدل على التقوى والتدين، واكدوا كلامهم بفقرة مختصرة معتمدة للشرائع التملودية مكتوبة في القرن الماضي. وأوصل شاحاك هذه الحادثة إلى الصحف اليومية الرسمية وحدثت فضيحة إعلامية إلا ان السلطات الحاخامية لم تغير حكمها.
وفي تعريفه لليهودي يقول شاحاك: يعتبر شخص ما «يهودياً» اذا كانت أمه او جدته او والدة الجدة او جدتها يهودية، او اذا تحول الى الديانة اليهودية بطريقة ترضى عنها السلطات «الإسرائيلية» على يد الحاخامات بطريقة سليمة، وهذه الطريقة السليمة، تتضمن بالنسبة للنساء ان يقوم 3 حاخامات بمعاينتهن رسميا وهن عرايا في حمام تطهير؟!
وتميز «إسرائيل» بين اليهودي وغير اليهودي على أساس عنصري، حيث تقوم بالتمييز العنصري في 3 مجالات هي حقوق الإقامة والحق في العمل والحق في المساواة أمام القانون.
ويضرب شاحاك مثالا للفرق الجوهري بين التخطيط الامبريالي الاسرائيلي وبين مبادئ الايدلوجية الصهيونية التي تنص على ان الاراضي التي حكمها اليهود في العصور القديمة او التي وعد الله بها اليهود يجب ان تكون ملكا لإسرائيل ووصل التطرف بهم الى اعتبار رفض اسرائيل لشن هذه الحرب المقدسة خطيئة قومية عاقبهم الله عليها عقابا عادلا وينظرون الى عودة سيناء لمصر بهذه الطريقة وأكد «دوف لايور» أكثر الحاخامات تأثيرا في المستوطنات الإسرائيلية في قرية اربا والخليل ان فشل اسرائيل في غزو لبنان 82 - 1985 كان عقوبة الهية مستحقة على خطيئة اعطاء ارض سيناء الى مصر! وفي الكتاب يعارض شاحاك السياسات الايدولوجية الاسرائيلية وفي الوقت نفسه يدرك ان اخطار سياسة شارون التي تحركها ايدولوجية صهيونية اسوأ بكثير من السياسات الامبريالية المحضة.
| 
