يسعد المواطن بأي عمل حكومي أو أهلي يحفز على مزيد من المكتسبات لبلادنا حضارياً أو صناعياً أو ثقافياً.
ومن هنا فقد سعدت كثيراً بقيام جائزة ثقافية جديدة تهدف إلى حفز وتشجيع الإبداع ونشر الثقافة ودعم أي عمل ثقافي وطني عربي.
هذه الجائزة الثقافية الجديدة هي التي أعلن عنها الشاعر د. عبدالله باشراحيل وسماها باسم والده براً ووفاء له رحمه الله وجعلها ذكراً حسناً له في الدنيا والأخرى.
وبهذه الجائزة ينضمّ إلى عقد الجوائز العربية جائزة ثقافية جديدة من قِبل القطاع الخاص، وانني بقدر سعادتي بهذه الجائزة أزعجني ان يكون إعلانها ومقرها خارج بلادنا في القاهرة، بدلاً من «مكة المكرمة» مسقط رأس الشاعر وأسرته، وقد كان تعليل صاحب الجائزة لجعل مقر الجائزة خارج المملكة «أنه مع الأسف تقدم للرئاسة العامة لرعاية الشباب التي كانت مسؤولة عن النشاط قبل سنوات للموافقة وإقرار هذه الجائزة وقيامها بمكة المكرمة ولكن مع الأسف طالت المدة ولم تأت الموافقة عليها» فاضطر لإنشاء هذه الجائزة خارج بلادنا، وأذكر ان صاحب الجائزة بعث إليَّ قبل أكثر من سنتين ملف ونظام الجائزة وأهدافها الثقافية لعلني استطيع مساعدته في صدور الموافقة عليها وصدور نظامها ولكن مع الأسف مرة أخرى لم أستطع أن أحقق له شيئاً..!.
إنني أستشرف أن تشجع وزارة الثقافة والإعلام التي أنيط بها مؤخراً النشاط الثقافي حفز كل عمل ثقافي أهلي من شأنه خدمة الثقافة والمثقفين، ومن هذه الأعمال الجوائز الثقافية التي هي منابر ثقافية تنويرية من شأنها ان تبث روح المنافسة وتوجد المزيد من النشاط والعطاء في الأوساط المحلية والعربية: العلمية والثقافية، إضافة إلى أنها أحد الروافد المهمة للمنظومة الثقافية عربياً ومحلياً.
***
أقلل عتابك
فالمقام قليل..!
** نحن نسرف أحياناً في عتاب من نحب ولوم من نودُّ..!
ولا جَرَم أن هدفنا في ذلك العتاب هو حبُّ من نعاتبه، أو غيرةٌ على من نغليه أو حرصٌ على نأيه عَمَّا يوجب العتاب، لكننا أحياناً نزيد من جرعة العتاب.. أو نقسو فيه، ربما بحافز الحب لكننا عندها نتعب من نعاتبه، ونجعل الألم يسكن بين أحداقه..!
والحق
أن الحياة لا «تستأهل» الكثير من العتاب أو اللوم أو «الشرهة» كما يطلق عليه بالأسلوب العامي..!.
ولكمْ آلمني ذات مرة عندما رأيت «دمعةً» تفرُّ من عيني عزيز بسبب «قسوة عتاب» جاءت من محبٍّ له..!
وأجزم أن ذلك «المعاتب» لو عرف ما يحدثه «العتاب» من ألمٍ في وديان نفس من يعاتبه لقلل من عتابه وقلص من لومه..!
وكم كان ذلك الشاعر ملامساً لأدق خفايا النفس الإنسانية، ومدركاً لحقيقة الحياة..
«أقلل عتابك فالمقام قليل
والدهر يعدل تارةً ويميل»
إن قليلاً من العتاب دواء للقلوب، لكن كثيراً منه داء يجرح النفوس.
فقليلاً من العتاب نحو من نحبهم، لأن الكثير منه يؤلم ويجرح وبخاصة تجاه أولئك الذين يلوذون بالصمت عندما يُواجَهون بعواصف العتاب!.
«العتاب» عاطفة جميلة، لكن عندما تزيد جرعته يصبح «عاصفةً» قاصفة لبذور الحب الذي من أجل عينيه جاء العتاب.
***
آخر الجداول
** للشاعر ابن زيدون