اذا تصفحت الارقام الواردة في موازنات بعض الدول في فصل الاسلحة والدفاع رأيت انها ارقام خيالية تكاد لا تصدق.. فان الولايات المتحدة تفرد للاسلحة 66 مليار دولار كل سنة اي 5ر7 بالمئة من الدخل القومي.. ويفرد الاتحاد السوفيتي 47 مليار دولار اي 12 بالمئة من الدخل القومي للاغراض ذاتها.
مما قد يفسر ما قاله وزير خارجية فنلندا يوم التحام المفاوضات على نزع السلاح بين الماردين العالميين اذ لاحظ ان هذه المفاوضات آخر رجاء للعالم كي يجتنب افلاس الاقتصاد في كل مكان». وهذه صورة عامة عن النفقات العسكرية في العالم الحاضر: تعادل هذه النفقات مجموع ما انتجه العالم بأسره سنة 1900. وان نسبة الدخل القومي المهدور في صناعة الاسلحة تعادل ضعفي ما كانت عليه سنة 1913. وبين سنة 1949م وسنة 1969م ارتفعت الموازنات العسكرية بنسبة 40 بالمئة! وان الدول الصناعية المنفردة الآن بثمان وعشرين بالمئة من مجموع سكان العالم، تتفرد بتسعين بالمئة من مجموعة النفقات العسكرية، اي ان اقل من مليار انسان انما يصرف في صناعة الاسلحة تسعة اضعاف ما يصرفه نحو مليارين ونصف الميار! وان سويسرا ذاتها المشهورة بوضعها الحيادي والمعروفة بأنها بلاد السلام والسكون، انما تنفق في صناعة الاسلحة ضعفي ما تنفقه في التربية والثقافة!!
| 
