Friday 4th july,2003 11236العدد الجمعة 4 ,جمادى الاولى 1424

     أول صحيفة سعودية تصدرعلى شبكة الانترنت

عبدالعزيز العومي رئيس (الاتفاق) في الثمانينات يكشف ل« » جانباً من تاريخ «رياضة الشرقية» عبدالعزيز العومي رئيس (الاتفاق) في الثمانينات يكشف ل« » جانباً من تاريخ «رياضة الشرقية»
عبدالله بن حسين أسس الاتفاق..وشعارنا سلب منا في الثمانينات..!
القصيبي - العبيدلي - ابن حسين - الزواوي ركائز فريق أرامكو

لقاء: خالد الدوس
السيرة الذاتية للضيف
الأسم: عبدالعزيز بن عبدالرحمن العومي
تاريخ الميلاد: من مواليد حائل عام 1357هـ
الحالة الاجتماعية: متزوج وأب لثلاث بنات.
المهنة: عملت في الجمارك ثم تقاعدت وحالياً اعمل في مجموعة عبدالله المقيرن مديراً للعلاقات العامة.
طوال تاريخ الرياضة السعودية الذي بدأ منذ ما ينيف عن نصف قرن تعاقب على مسيرتها الخضراء العديد من الرواد والنجوم والأجيال، منهم من كانت له
بصمات واضحة وإسهامات بارزة في وضع لبنات مرحلة البناء والبداية، ومنهم من عاش حقبة ما بعد التأسيس.. وكل هؤلاء الرجال بالتأكيد ستظل أسماؤهم محفورة في الذاكرة..
ومن هذا المنطلق حرصت (الجزيرة) على تقديم هؤلاء الرواد والنجوم والأسماء على صفحات كل جمعة.
ضيفنا هذا الأسبوع الأستاذ عبدالعزيز العومي (67عاما) .. أحد رواد المنطقة الشرقية الذين عاصروا الحركة الرياضية في حقبة السبعينيات حيث دلف للرياضة عام 1376هـ عن طريق نادي الاتفاق - أول ناد يتم تأسيسه بالدمام على يد الأستاذ عبدالله بن حسين.. فشهد أبرز الأحداث التاريخية لهذه المسيرة وهي في بداياتها الرياضة حيث خدم هذا الكيان العريق 15 عاماً.
كانت بدايته الإدارية عضواً إدارياً ثم سكرتيراً ثم نائب الرئيس، فرئيساً عام 1389هـ.
- انتقل للعمل بنادي الشباب عام 1394هـ ورشح نائب الرئيس في عهد رئاسة الأمير الراحل فهد بن ناصر (رحمه الله) واستمر موسمين ليقدم استقالته عام 1396هـ وبعد عامين كانت بمثابة استراحة محارب عاد ليخوض تجربة إدارية بنادي الهلال عام 1398هـ إبان رئاسة الأمير هذلول بن عبدالعزيز، فعين مشرف عام على كرة القدم ثم مدير عام للنادي كانت تجربة مليئة بالإخلاص والتضحيات التي اكسبته حب وتقدير الهلاليين.
وبقي قلب «أبو سحر» يتسع حباً لكل الأندية التي عمل داخل دهاليزها.
استضفناه ليروي لنا أبرز ذكرياته ومشاهداته على الطبيعة لتلك الأحداث الرياضية التاريخية التي شهدتها ساحة المنطقة الشرقية قبل 47 عاماً.
فتعالوا نستعرض سطور الضيف في حلقتين..
صورة نادرة تنشر لأول مرة لمقر نادي الاتفاق بالدمام بحي العدامة في النصف الأول من عقد الثمانينات ويظهر رئيسه الأسبق عبدالعزيز العومي في الصورة
البداية عبر «أرامكو»..!
بدأت الرياضة بالمنطقة الشرقية في عقد الستينيات الهجرية عن طريق شركة الزيت العربية الأمريكية (أرامكو) حيث كان موظفو وعمال الشركة من بينهم نخبة من الجاليات الأمريكية والإيطالية والإنجليزية إلى جانب بعض الموظفين السعوديين يمارسون رياضة كرة القدم كنشاط داخلي طبعاً أنشأ ملعبا خاصا بالظهران لفريق الشركة ومن اللاعبين السعوديين عبدالله بن حسين ويوسف زاووي وأحمد وسليمان القصيبي وحامد العبيدلي.. والأخير كان يعد من أكثر المهتمين بالرياضة ومن الرجال المخلصين الذين ضحوا من اجل رياضة المنطقة وفي ظل التشجيع والدعم نشأ أول فريق سعودي بالمنطقة الشرقية تحت اسم فريق الهلال الذي كان أغلب لاعبيه هم من موظفي أرامكو السعوديين ومن هنا كانت تقريباً البداية الفعلية لرياضة الشرقية.
76 دخلت الرياضة
علاقتي بالرياضة بدأت في عقد السبعينيات واتذكر عام 1376هـ كنت في زيارة إلى خالي عثمان الصميع (رحمه الله) في مكة وكان يعد من كبار مشجعي نادي الوحدة (ثاني أقدم ناد يتم تأسيسه بالمملكة)، المهم وجه لي الدعوة لحضور مباراة بين الوحدة والاتحاد فقلت له بالحرف الواحد لن أضيع وقتي في كورة وكان عمري آنذاك 18 عاماً، طبعاً كنت موظفاً في نجران، ونقلت عملي إلى الدمام بجمرك ميناء الملك عبدالعزيز، ولأن أغلب موظفي الجمرك اتفاقيين أذكر منهم ناصر القلاف ومحمد جميل غلام ومالك عبد وابراهيم كردي (يرحمهم الله) وإبراهيم أبو عرارة ومجموعة من الاتفاقيين الموظفين لا أذكر أسماءهم الآن. وبتأثير قوي ومباشر قربوني إلى النادي ودخلت إلى الرياضة عبر الاتفاق.. عضواً إدارياً في عهد رئاسة ناصر القلاف.
ابن حسين أسس الاتفاق
تأسيس فريق الاتفاق كان في الستينيات وتحديداً عام 1364هـ على يد المؤسس عبدالله بن حسين الذي تبنى الفكرة وأوجد أول ناد بالدمام حيث كان يعمل في أرامكو ومارس اللعبة مع الجاليات الأجنبية وأضحى يملك الخبرة والقدرة على احتواء وترؤس المجموعة رغم أنه كان رجلاً بسيط الإمكانات (مادياً) ولا أنسى الرواد الذين ساهموا في دعم (فارس الدهناء) وهو في بداياته التأسيسية ومنهم ناصر القلاف وجميل غلام وجيدة المسعودي وعبدالله دحلان وكان يدعمهم الأمير عبدالعزيز بن جلوي.. وأتذكر جيداً مقر النادي الذي تبرع به عبدالله بن حسين في شارع (الحب) كان عبارة عن بيت طين بجوار امارة الدمام.
وبالمقابل كان اللاعبون يزاولون التدريبات في أرض فضاء مسورة بجوار ملعب المعارف بحي العدامة..
الشعار الأخضر والأبيض!
كان شعار الاتفاق بعد تأسيسه يحمل اللونين الأخضر والأبيض واستمر بهذا الشعار سنوات طويلة ولأن هناك بعض الأندية كانت تحمل شعاراً مماثلاً كفريق شباب الرياض (الشباب حالياً) وأهلي جدة فقد وضعت رعاية الشباب في النصف الثاني من عقد الثمانينات أبان عهد رئاسة الأمير خالد الفيصل وضعت تنظيمات جديدة ودقيقة للأندية اسماءها وشعاراتها وأتذكر جيداً أن رعاية الشباب آنذاك طلبت حضور مندوب من كل ناد طبعاً حضرت ممثلاً لنادي الاتفاق ومن أهلي جدة علي التركي الذي كان وزيراً للأمير عبدالله الفيصل ومن الشباب (لا أذكر اسمه حالياً) وشخص رابع من ناد لا يحضرني اسمه أيضاً. المهم انتهى الموضوع بحصول أهلي جدة على الشعار الأخضر والأبيض..!!! والشبابيون أخذوا شعار نجمة الرياض بعد الدمج في حين استقرينا على الشعار الأخضر والأحمر بعد أن تنازلنا عن شعارنا (.......)!!!!
دمج الأندية!
بعد تصنيف الاتفاق رسمياً في أوائل الثمانينات ضمن أندية الدرجة الأولى الممتازة شكل أول مجلس إدارة برئاسة محمد جميل غلام وعضوية إبراهيم أبو غرارة ومالك عيد وإبراهيم كردي وتوليته منصب سكرتير النادي.
وأتذكر قبل تصنيف الأندية اعتقد عام 1380هـ قام مندوبون من رعاية الشباب وهم عبدالرحمن التونسي ومحمد الطرابلسي ومحمد الزايدي بزيارة المنطقة الشرقية على أساس معرفة عدد الأندية ودمج بعضها المهم استقبلتهم في المطار بحكم إنني سكرتير لنادي الاتفاق وقمنا بزيارة لكل الأندية بالمنطقة ففي الخبر كانت هناك أندية الشباب والاتحاد والنهضة والهلال والأهلي، وفي الدمام الاتفاق والشباب السعودي والسلام والشعب.. ولمعرفتي أن هناك دمجاً لعدد من الأندية حاولنا أن ندمج السلام مع الاتفاق باعتبار أن السلام كان متفوقاً في ألعاب السلة والطائرة والتنس وحاولنا الاستفادة من دعم ألعابنا بلاعبيهم إلى جانب محاولة كسب مؤسسة سعد الخضير (رحمه الله) الذي كان يعد من خيرة الرياضيين بالمنطقة الشرقية وأكثرهم إخلاصاً ودعماً.. فرفضوا بحجة أن الاتفاق مكتمل ولديه الإمكانات التي تفضله عن غيره، فدمجوا النهضة والشباب السعودي والشعب والسلام تحت اسم نهضة الشعب في حين ظل الاتفاق وحده ولم يدمج.
أما في مدينة الخبر فقد دمجوا الهلال والاتحاد والنهضة والأهلي جميعاً تحت اسم الوحدة ثم تحولت إلى اسم القادسية.
وبالمناسبة نهضة الشعب تم تحويل مسماها إلى النهضة بأمر من الملك فيصل في إحدى المباريات التي أقيمت بالمنطقة الوسطى في النصف الأول من حقبة الثمانينيات.
وأحب أن أشير هنا إلى أن هناك أندية في أغلب مناطق المملكة كانت تحمل نفس المسميات وتم توحيد هذه الأسماء بأمر من الأمير خالد الفيصل مدير عام رعاية الشباب آنذاك.
نهضة الشعب
شكل فريق نهضة الشعب منافساً قوياً وعنيداً للاتفاق بعد علمية الدمج إلى درجة تضاهي تنافس قطبي الوسطى الهلال والنصر وقطبي الغربية الأهلي والاتحاد. طبعاً كان يضم لاعبين متميزين وإدارة رائعة بقيادة مؤسسه عبدالكريم السلمي ومعه عبدالكريم العيسوي وعبدالله الزريكان والمشاري (سكرتير النادي آنذاك) ولا شك أن الدعم الإداري شكل نقطة تحول لفريق نهضة الشعب وظهوره منافساً قوياً للاتفاق غير أن انتقال أبرز لاعبيه للنصر بدأ الفريق يتراجع ليظهر فريق الوحدة - القادسية منافسا جديدا لنا.
تجار الشرقية دعمونا
وبحكم عملي في الجمارك استغليت علاقتي مع بعض تجار الشرقية فكنت أجمع تبرعات من الجميح والقاضي والقصيبي وغيرهم لدعم الفريق أيضاً الظروف المادية التي مر بها الاتفاق لتأمين المستلزمات المطلوبة للفريق واللاعبين من ألبسة وأحذية ومبالغ للصرف كان كل لاعب يلزم بسداد قيمة اشتراك كل (3) أشهر 20 ريالا بالذات ممن ظروفهم وأحوالهم المادية جيدة لدعم صندوق النادي والحمد لله استطعنا حل مشاكل كثيرة من خلال هذا الدعم من رجال الأعمال وبعض اللاعبين.
وصولنا لنهائي الكأس عام 83
أتذكر جيداً في النصف الأول من عقد الثمانينات نقلنا مقر النادي إلى حي العدامة مقابل سكني وكنت خلف هذه العملية للقرب بالطبع حيث كان عبارة عن بيت مستأجر مساحته 180م2 وخلفه أرض فضاء مسحناها وخططناها وأقمنا ملعبين للطائرة والسلة بجوار ملعب المعارف بالدمام.. فكان فاتحة خير للاتفاقيين حيث وصلنا لنهائي كأس ولي العهد لموسم عام 1383هـ.
تعاقدت مع الطيب بـ900 ريال
تعاقب على الاتفاق عدد من المدربين السودانيين منهم عبدالرحمن الجوكر ثم استعنت بالشيخ عبدالرحمن بن سعيد لاختيار المدرب الأكفأ بحكم معرفته وخبرته الفنية حيث نصحني بالمدرب السوداني النور الطيب (لاعب الوحدة في السبعينات) غير أنه أخبرني أن راتبه عال.. المهم تعاقدت معه براتب 900 ريال فكنت أدفع من جيبي 600 ريال والنادي يدفع 300 ريال.. وقتها كان راتبي 1200 ريال.
وبالمناسبة أنا أول شخص تعاقد مع مدرب في المنطقة الشرقية في الثمانينات.
دعم ابن سعيد!
تطور الرياضة بالمنطقة الوسطى والشرقية يعود - بعد توفيق الله - للشيخ عبدالرحمن بن سعيد الذي ساهم في فوز الهلال بكأس الملك عام 1381هـ على الوحدة بدعمه القوي وفكره الرياضي المتميز حيث كسر الهلاليون احتكار وسيطرة المنطقة الغربية على بطولات كأس الملك إذ فتح هذا الانتصار الذهبي المجال لدخول المنطقة الشرقية للمشاركة في هذه المسابقة في السنة التي تلت فوز الهلال باللقب.
طبعاً دخلت الوسطى عام 1381هـ ثم دخلت الشرقية عام 1382هـ وبالمقابل كان هناك تعاون وترابط بين أندية الوسطى والشرقية واتذكر كان الهلال يستعين ببعض لاعبي الاتفاق في لقاءات سواء مع أندية الغربية أو الوسطى (قبل التنظيم عام 81-1382هـ) حيث سبق وأن استعان بالحارس محمد الجريان (أفضل حارس بالمنطقة الشرقية) ومحمد الفصمه وإبراهيم شقيقه وأحمد بلوشي كما استعان أهلي الرياض بسعود الفصمه وعثمان باطوق وغيرهم.
أسماء في الذاكرة
ضم فارس الدهناء في تلك الحقبة نجوماً وأسماء ستظل محفورة بالذاكرة فهناك عثمان باطوق وأبناء الفصمه وعبدالله يحيى وغدره ومحمد الكيال وأحمد سالم سبيكه (دفاع) وأحمد علام وحبشي والزياني وأحمد حكيم وسالم المخيزيم ومحمد عطية والجريان وهؤلاء بلا شك ساهموا في قيادة فريقهم للوصول لنهائيات كأس الملك (3) مرات وكأس ولي العهد مرتين في حقبة الثمانينات.
لبناني أهدى الكأس للاتحاد..!
من المواقف التي لا أنساها اتذكر قبل نهائي كأس ولي العهد الذي جمعنا بالاتحاد عام 1383هـ في ملعب الصبان بجدة كنا ليلة المباراة معسكرين بالفندق. المهم دخل علينا الحكم اللبناني عاطف سنان الذي كان مقرراً لإدارة النهائي وكنت أنا وإبراهيم أبو عرارة (شفاه الله) بالفندق، وأخذ يلمح أنه بعد نهاية المباراة سيسافر للبنان وأنه بحاجة لمبلغ (7) آلاف ريال ففهمت هدفه وطردته من الفندق لكنه وللأسف نجح في الانتقام وبطريقة مكشوفة كان ثمنها ستة أهداف للاتحاد مقابل هدفين، حيث احتسب علينا (5) أخطاء غير صحيحة كلها أهداف فخسرنا الكأس والمواجهة بفعل فاعل وهذه المباراة لا يمكن نسيان أحداثها والطريقة المكشوفة التي لعبها حكم المباراة في إهداء الكأس للعميد بصورة انتقامية وأتذكر أن الأمير عبدالله الفيصل كان راعي المباراة ساهم في تخفيف آثار هذه الخسارة بكلماته المؤثرة التي اعتبرها وساماً على صدورنا كاتفاقيين.
ضم خليل الزياني
لم تكن الرياضة مقبولة عند بعض أهالي المنطقة الشرقية. وأتذكر أننا خططنا على ضم اللاعب خليل الزياني وكان آنداك عمره (15 عاماً).. غير أن والده (رحمه الله) كان رافضاً فكرة انضمام ابنه لأي ناد.. قد تكون الأسباب دراسية وقد تكون اجتماعية.. لكنني نجحت بعد صبر في تغيير قناعة والده فكنت أقوم بنفسي (أوديه) للتمارين وارجعه ثم شراء (سيكل)..!! ينتقل به للتمارين.
وبالمناسبة خليل الزياني كان يعد من أبرز اللاعبين (فنياً وخلقياً) حيث تألق في خط الوسط ونجح في تمثيل منتخبي الشرقية والمملكة.
رباعي نهضة الشعب!
بعد صعود النصر للدرجة الأولى عام 1384هـ لعب لقاءً ودياً مع نهضة الشعب. المهم نجح النصراويون في ضم أبرز نجوم النهضة وهم أحمد الدنيني والفنسا وعثمان بخيت وحمندي، طبعاً ساهم هؤلاء النجوم في تعزيز ودعم النصر فنياً وأتذكر أن لقاءاتنا بالنصر كانت تحفل دائماً بالقوة والإثارة بسبب حماس هذا الرباعي لذا كانت أغلب النتائج ما تكون لصالحنا بسبب هذا الحماس والتنافس الذي يبدو أنه انتقل من نهضة الشعب إلى النصر بعد انتقال أبرز عناصره المؤثرة.

 

 

[للاتصال بنا] [الإعلانات] [الاشتراكات] [الأرشيف] [الجزيرة]
توجه جميع المراسلات التحريرية والصحفية الى chief@al-jazirah.com عناية رئيس التحرير
توجه جميع المراسلات الفنية الىadmin@al-jazirah.com عناية مدير وحدة الانترنت
Copyright, 1997 - 2002 Al-janirah Corporation. All rights reserved