إن المتتبع لمسيرة التعليم في بلادنا لن يبذل جهداً كبيراً في الوقوف على مظاهر التطور الذي نعيشه في هذا المجال، ولن يجهد نفسه في التعرف على الدور العظيم الذي بذلته حكومتنا الرشيدة في هذا الميدان، فمظاهر التقدم العلمي والتطور الفكري نطالعها في كل مكان تتربع شامخة في سجل الشرف الذي خطه لمملكتنا رجال تحملوا مسؤولية النهوض بالمجتمع، تشاركهم جهود فتيات هذا الوطن، ومربيات أجياله، ومهذبات عقول بناته، وصانعات مستقبل أمهاته، مترسمات خطى السلف الصالح وأمهات المؤمنين متخلقات بخلق القرآن العظيم، استطعن من خلال جدهن ومثابرتهن وإخلاصهن أن يتسنمن مراكز تربوية وتعليمية قيادية، وأن يقدمن دراسات وإنجازات ساهمت في إثراء الساحة التعليمية والكشف عن قدرات مكنونة ومواهب متفردة، لفتت الأنظار إليهن دورهن والاستفادة من عطائهن.
وتقديراً واحتراماً من المسؤولين في وزارة التربية والتعليم وكل من تربطهم بهذه النخبة المتميزة رابطة، كان هذا اللقاء التربوي مجسداً لروح التعاون والتكافل، ومقدراً لكل أداء يخدم الوطن في أي موقع كان، حيث لم تأل الجهات المعنية جهداً في انتهاز كل فرصة واستغلال كل مناسبة من شأنها تدعيم الروابط بينها وبين كوادرها باعتبارها أداة تنفيذ لكل تشريعاتها التربوية والتعليمية، بما يكفل انسيابها وجريانها بيسر وسهولة محققة - بإذن الله - أقصى درجات الانتفاع، وأغزر مستويات الفائدة في مناخ تعليمي صحي تسوده روح المنافسة الشريفة والإيثار البناء، وتزينه القيم الأخلاقية والقواعد المرعية وفق الشريعة الإسلامية السمحة، منتهجة الحرص على تطبيق التميز والتفرد العلمي والمهني سلوكاً ملحوظاً وأداء متزناً ووعياً عميقاً بضرورة الاستفادة من مستجدات العلوم والمعارف، ومتابعة النظريات التربوية الحديثة بما يناسب مجتمعنا وخصوصيته وما يخدم دورها التربوي التعليمي، وحتى لا تقف مكانها جامدة الفكر منغلقة على ذاتها، مكتفية بما حصلت من معلومات بل نجدها دوما في تطور وتقدم وتجدد وتفاعل مع المتغيرات الإيجابية في المجتمع العالمي.
وإننا إذ نكرم اليوم بعض القيادات والتربويات لنتمنى أن نرى المزيد والمزيد من موظفاتنا وقد وقفن في صفوف المثاليات علماً وخلقاً وحققن في مكاتبهن ومدارسهن أثراً يترك بصماته على زميلاتهن المستجدات ونقلن خبراتهن لأخريات طموحات يرغبن في التعلم والاستفادة حتى نكون قد حققنا في مجتمعنا التربوي التكافل والتعاون الذي دعا له الإسلام وحث عليه القرآن {وّتّعّاوّنٍوا عّلّى البٌرٌَ وّالتَّقًوّى"}.
بارك الله جهودهن ونفع بعطائهن وجعلهن مصدر إشعاع لكل من حولهن.
|