ستبقى في الذاكرة يا أبا منصور
منصور بن محمد الصائغ / الرس

الحمد لله الذي له ما أخذ وله ما اعطى وكل شيء عنده بأجل مسمى وما شاء الله كان وما لم يشأ لم يكن ولا راد لأمره اللهم أنا نؤمن بقضائك ونحتسب عندك الأجر والصبر على المصيبة والرضى بالقضاء والتعزي بسيد الخلق صلى الله عليه وسلم فانا لله وإنا اليه راجعون
لقد فقدت محافظة الرس يوم الاحد الموافق 15/4/1424هـ شاباً من شبابها المخلصين الأوفياء المحب لوطنه ودينه إنه فقيد الرس الأستاذ الشاب محمد بن منصور الضلعان ابو منصور.
لقد تأثرنا جميعا مع اهله وذويه لموته وفقدانه إثر معاناته مع المرض طويلاً حيث مر بمرحلة صعبة جداً راجين من المولى عز وجل ان ينال فيها الاجر والثواب. لقد ذهب للعلاج الى خارج وداخل المملكة حتى توفاه الله بعد هذه المعاناة الشديدة مع هذا المرض الذي نسأل الله ان يحمينا منه جميعاً وأن يكون هذا المرض تكفيراً لذنوبه وان يدخله الله فسيح جناته وأن يخلف الله على شبابه بجنات النعيم وان يعوضه الله داراً خيراً من داره وزوجاً خير من زوجه وان يجعل قبره روضة من رياض الجنة وجميع اخواننا المسلمين انه سميع مجيب الدعوات.
لقد سمعت هذه الدعوات التي أرجو ان يتقبلها الله من اخواننا المسلمين الذين تزاحموا عند قبره في آخر اللحظات التي يودع فيها هذه الدنيا الفانية وقد شيعه الكثير والمئات من المصلين في المسجد والمقبرة والجميع يلهج بالدعاء والمغفرة له وهذه سنة المصطفى صلى الله عليه وسلم عندما قال: «ادعوا لأخيكم فإنه الآن يسأل» أو كما قال صلى الله عليه وسلم.
وعندما اسطر هذه الكلمات النابعة من كل قلبي فإنه بحق وشهادة الجميع من خيرة الشباب الذي صبر على هذا المرض سائلين المولى عز وجل ان ينال فيها المثوبة والأجر في جنات النعيم فهو بحق من خيرة الشباب المخلص في عمله ودينه والوفاء لجميع اهله وأصدقائه ومحبيه حيث الابتسامة التي لا تفارق محياه ومحبته للناس وعمل الخير وغيره كثير. اضافة الى تميزه بالأخلاق الفاضلة وحبه لعمل الخير حتى أثناء مرضه تجده صابراً محتسباً لقضاء الله وقدره.
وعندما قمت بزيارته بالعناية المركزة في مستشفى الرس في احدى المرات وجدت لديه الهمة والصبر والاحتساب لأمر الله ويردد الدعاء والاستغفار ودائماً لسانه يلهج بهذا الدعاء والترحيب بكافة الزوار سواء في بيته أو المستشفى وقد عمل رحمه الله في سلك التعليم والتوجيه وكذلك نائباً لرئيس نادي الحزم وكان نعم المسؤول والحريص على عمله في مسيرته الشبابية والطلابية فهو بحق من الشباب الذين لهم حب في القراءة والاطلاع وعمل الخير حتى اثناء مرضه ولديه ثقافة جيدة في العلوم والمعرفة. لقد مات رحمه الله وهو في ريعان شبابه وودع الدنيا الفانية بعمل صالح بمشيئة الله.. بودي ان اكتب الكثير ولكن نقول {انا لله وانا اليه راجعون} وكل نفس ذائقة الموت وان القلب ليحزن والعين لتدمع وان على فرقاك ابا منصور لمحزنون وحسبنا الله ونعم الوكيل.. عزاؤنا لزوجته أم منصور ولأمه الحنون واخوانه واخواته وكافة أسرة الضلعان وان يلهمهم الله الصبر والسلوان.