Friday 4th july,2003 11236العدد الجمعة 4 ,جمادى الاولى 1424

     أول صحيفة سعودية تصدرعلى شبكة الانترنت

إلاَّ الحرمَيْنِ الشَّريفين إلاَّ الحرمَيْنِ الشَّريفين
محمد عباس خلف

الحرَمان الشريفان مصُونان عَبْر الزمان، فداؤهما الأرواح والأموال والأهل والولدان، لاَ.. للمسَاس بهما، لاَ لأى شيءٍ يعكَّر صفوَ الحياة فيهما. لاَ.. للعابثين المارقين لا.. لأعدائنا.. أعداء الحياة والدِّين..


إنْ جَازَ عُدوَانٌ بأىِّ مكانِ
لاَ، لن يُمَسَّ بكيدهِ الحرَمَانِ
أمْنٌ علىً مرِّ الزمانِ حِفاظُهُ
للناسِ والأوقاتِ والبنيانِ
هي دعوةٌ منذ القديم تحقّقتْ
اجعلْهُ يا اللهُ دَارَ أمانِ
وَتَيقَّنتْ منذ الخليل وَسَادَها
كلُّ السلامِ ونِعمةُ الرحمنِ
مَن خَططوا، بلْ أجرموا فَهُمُ بذا
بَغْيٌ على التوحيد والقرآنِ
لاَ، لن يُنال الأمن فيها لحظةً
فهي التي سلِمتْ مدى الأزمانِ
يا مكّتي، يا قِبلتي، يا دَعْوَتي
هذا غُرابٌ ناعقٌ لِثوانِ
زالتْ جرائمُهم، وأُوقَع صَيدهم
عادتْ إليك مشاعرُ اطمئنانِ
ما أحدثوهُ هو الجنايةُ، رَدُّها
كلُّ القِصاصِ لمجرمي العدوانِ
لاَ، لن ينالوا والعدو وَراءهمْ
شيئا سوى التقْتيل والخذلانِ
إنْ جاز في أي الأماكن فِعلُكمْ
لاَ، لن يكون بأقْدس الأوطانِ
إنْ كان فيكمْ شَطُّ عقْلٍ فاقِدٍ
للِدينِ، ليس لكمْ سلِم جَنَانِ
سنردُّ إغواءً أطاحَ برشدكمْ
ويعيث إفْسَادَا من الهذيانِ
خَبَلٌ أصابَ عقولكم وفؤادكمْ
بتوهُمٍ في نظرةِ العميَانِ
النور في الإسلام شمسٌ في الضحَى
والحقُّ أبلجُ واضحٌ لَعيَانِ
لستُمْ على شرع الإلهِ، لأنكمْ
حربٌ على الإسلام والإنسانِ
مَن ذا يُحَادِّ اللهَ جهراً مثلكمْ
كُبتُوا، وباء الشر بالخذلانِ
ماذا بكمْ؟ هي فتنةٌ موضوعةٌ
ماذَا بكمْ؟ هي مَسَّةُ الشيطانِ
ماذا دَهاكمْ؟! ذا عدو ماكرٌ
سَرْتُمْ وراءَ الحقْد والبهتانِ
مَن ذا يسلحكمْ بفكْرٍ أخرقٍ
مَن ذا وراء جرائِم الطغيان!
هَلاّ عرفتُمْ بعض علمٍ مسلمٍ
فمضيتمُوا والنورَ تلتقيانِ
ونجوتمُ مَن سوءِ عاقبةٍ لكمْ
اليومَ أنتمْ قَبضةُ السَّجَانِ
وغداً قِصاصُ الله حَدٌّ قَائِمٌ
في الآثمين لما جَنَتْهُ يدانِ
اللهُ حرَّمَ قتْل طيْر سابحٍ
في مكةَ العظمىَ، وللأغصانِ
ومدينةُ الشرف العظيم براءةٌ
مَن فِعلةٍ شاهتْ لها العَينانِ
إن النبيَّ وصحبُهُ وَحُماتها
غضبٌ لِشرَّكمُ وَرَدُّ هَوَانِ
القُبةُ الخضراءُ يبقَى أهلُها
بمدينة المختار سَورَ أمانِ
وَطنُ الهدايةِ للبريَّةِ كلِّها
لن تنفُثُوا سُمَّاً من الثعبانِ
لو كنتُمُ حقاً بإسلام.. لما
خطرتْ شروركمُ لدى الوجْدانِ
لو أنتم حقاً تقاةُ ربِّكمْ
لدفعتُمُ كيد العدوِّ الداني
لو كنتُمُ في حوزةِ الإسلام ما
قُمتُمْ بتخريب أقَضَّ كياني
دَميَتْ بنفسْيِ كلُّ نَفْسِي حسرةً
هل ذاكَ يلقىَ شرَّه الحرَمان!
هل في الوجودِ جريمة تمضي إلى
طُهْر البقَاع وكعَبة الرحمْنِ
أنا لا أُصدِّق أنَّ ثمة مسلماً
يبغي الشَرور، ولو بنفثِ دُخَانِ
تباً لكمُ، بئْسَ الشبابُ خسئِتُمُ
هذي نهايتكمْ بلا أحزانِ
جندُ الحمىَ ورجال نايف طوقُوا
من كل ركن مخبأ الجرذانِ
صادوهمُ وهمُ الضعاف عزيمةً
وتساقطوا كتساقُط الفئرانِ
همْ للعدو مكيدةٌ ووسيلةٌ
هم للعِدَا دعْم بلا أثمانِ
أبداً بأيدٍ من حديدٍ قوةٌ
ستنالُ كلَّ مُكايدٍ خوَّانِ
أبداً بعون اللهِ كلُّ قِيادتي
تَحْمِي الحِمىَ، وتذود عن بُلدانيِ
دوماً بحقِّ الله إنَّ رجالنا
أُسْدٌ، فوارسُ دون أيِّ توانِ
يا أُمتي: لا تعْبئيِ بشرورهمْ
منذُ القَديم وأنتِ كالصَّوانِ
صَلبٌ هنا عُوُدُ لنا متأصِّلٌ
لا ينثني من لَعبةِ الصِّبْيانِ
ولَسَوفَ يعلمُ كل وغدٍ ماكر
أنَّ السلامَ ونحنُ مقْترنانِ
إني أُحييِّ الجندَ نايفُ عَزْ مُهمْ
لشجاعةِ الأبطالِ في الميدان
لهُمٌ عيون ساهراتٌ مثلما
لهمُ القلوب بفطنةٍ وبيَانِ
والمجرمون تراشقوا بسلاحهم
لكنه لم يُغْن لو لثوانِ
في قبضةٍ وطنيةٍ منصورةٍ
مُحِقُوا كديدانٍ بلا حسبانِ
شُلَّتْ أيادي المعتدين بأمننا
بمدينةِ المختار لمسَ بنانِ
ولحُرمةِ الإسلام مكة إننا
نفدي بكلِّ الأهل والولدانِ
يا جُنْدَ أُمتنا الأشاوس أنتُمُ
درعٌ لدين الله. فخرُ زمانِ
خسرَ البغاةُ وفزتُمُ بنضالكمْ
وحماية الحرميْن بالشجعانِ
يحميكُمُ ربيِّ لكلِّ عظيمةٍ
وقيادة الحرميْن عُزُّ مكانِ
يا فهدُ: قُلْها للجميع صراحةً
لَسْنا نهابُ شراذمَ العدوانِ
لسنا نخافُ المارقين، فإنهمْ
مثل الغثاءِ وجيفةُ الطوفانِ
الغربُ يُلقي بالشراكِ مخادعاً
ويثيرُ فِتْنَتهُ كما النيرانِ
يبغي التفرقَ كي يسود بظلمهِ
ويفتِّتُ الأركانَ للبنيانِ
إسلامُنا صرحٌ عتيقٌ صامدٌ
مهما تداعَى الشر بالكفرانِ
مسخُوا عقولاً للشباب ضعيفةً
فيها العقيدة دون ما برهانِ
وغوايةٌ مرذولةٌ ودعايةٌ
فِسْقٌ بها، ظنوه من إيمان
وطني الأمين وقبلتي وهدايتيِ
بأبي وأميِّ أنت والإخوانِ
الروح تفْدي والحياةُ رخيصة
والله يحْمي مهبطَ الأديان

 

 

[للاتصال بنا] [الإعلانات] [الاشتراكات] [الأرشيف] [الجزيرة]
توجه جميع المراسلات التحريرية والصحفية الى chief@al-jazirah.com عناية رئيس التحرير
توجه جميع المراسلات الفنية الىadmin@al-jazirah.com عناية مدير وحدة الانترنت
Copyright, 1997 - 2002 Al-janirah Corporation. All rights reserved